آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » إيران | بزشكيان يؤدّي اليمين اليوم: معالم حكومة جامعة

إيران | بزشكيان يؤدّي اليمين اليوم: معالم حكومة جامعة

محمد خواجوئي

 

 

طهران | تسلَّم مسعود بزشكيان مقاليد السلطة في إيران، الأحد، على إثر تصديق المرشد الأعلى، علي الخامنئي، على مرسوم رئاسته، ليصبح بذلك رسمياً الرئيس التاسع للجمهورية الإسلامية، على أن يُقام، اليوم، حفل تنصيبه وأدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان، ليبدأ بهذا عهد جديد في السياسة الإيرانية. وستقام مراسم أداء رئيس الحكومة الرابعة عشرة اليمين الدستورية، عصر اليوم، بحضور نواب البرلمان وأعضاء «مجلس صيانة الدستور» ورئيس السلطة القضائية، ومشارکة أكثر من 70 وفداً أجنبياً، و600 صحافي محلّي ودولي.وكان مرشح التيار الإصلاحي قد فاز بالانتخابات الرئاسية المبكرة التي أُجريت قبل نحو شهر، عقب وفاة الرئيس الإيراني الراحل، إبراهيم رئيسي، على إثر تحطُّم الطائرة المروحية التي كانت تقلّه ومرافقيه، وحصل على أكثر من 16 مليون صوت، متفوّقاً على منافسَيه الأصوليَّين، سعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف. وشكّلت عودة الإصلاحيين إلى السلطة مفاجأة، كون الاعتقاد السائد كان يشير إلى تنحيتهم بعيداً من الحياة السياسية، علماً أن التيار الأصولي لا يزال يسيطر على البرلمان. وتتمثّل أولى مهمّات بزشكيان بعد تولّيه منصبه، في تقديم تشكيلته الوزارية إلى البرلمان لنَيْل الثقة، إذ يمنح القانون، رئيس الجمهورية، بعد أدائه اليمين الدستورية، مهلة أسبوعين كحدّ أقصى لكشف النقاب عن حكومته.

وعقب مراسم التصديق على رئاسته، عقد بزشكيان، مساء الأحد، أول اجتماع لمجلس وزراء الحكومة الرابعة عشرة، بمشاركة وزراء إدارة إبراهيم رئيسي، وأكد مرة أخرى أنه يجب تشكيل حكومة «بمعزل عن الانتماءات الحزبية والفئوية»، بحيث تكون «مظهراً للوئام الوطني». ويبدو ممّا تقدّم، أن الرئيس الجديد بصدد الإفادة من الشخصيات التكنوقراط والسياسيين المعتدلين من التيارات الإصلاحية والأصولية والمعتدلة في إدارته. وفي أول مرسوم رئاسي، عيّن بزشكيان، السياسي الإصلاحي محمد رضا عارف، نائباً أول لرئيس الجمهورية، علماً أن عارف كان قد شغل منصب النائب الأول للرئيس في إدارة محمد خاتمي الثانية، في الفترة بين عامَي 2001 و2005، فيما يُعدّ شخصية بيروقراطية ومعتدلة وغير مثيرة للجدل، ويحظى بثقة الإصلاحيين والمرشد الأعلى على السواء. كما عيّن، في مرسوم رئاسي ثانٍ، محسن حاجي ميرزائي، مديراً لمكتب رئيس الجمهورية، وهو الذي كان قد تولّى لمدّة عامين حقيبة التربية والتعليم في إدارة حسن روحاني. ويشاع أيضاً أن حظوظ عباس عراقجي لتولّي حقيبة الخارجية، مرتفعة. وعراقجي الذي يعمل حالياً مساعداً لكمال خرازي، رئيس «المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية» (أحد مراكز الدراسات التي تعمل تحت إشراف المرشد الأعلى)، كان المعاون السياسي لمحمد جواد ظريف، وزير الخارجية في عهد روحاني، واضطلع بدور رئيسيّ في المحادثات التي أفضت إلى إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

يتمثّل أهمّ استحقاق بالنسبة إلى إدارة بزشكيان في تحسين الوضع الاقتصادي لإيران

 

وبحسب العرف السائد في إيران، فإن تعيين الوزراء لتولّي أربع حقائب، هي: الخارجية، الأمن، الداخلية، والثقافة والإرشاد الإسلامي، يجب أن يتمّ بموافقة الخامنئي. وقال بزشكيان إنه بعد إعداد القائمة النهائية لأعضاء حكومته على يد مستشاريه، سيلتقي مع المرشد الأعلى للتوصّل إلى «استنتاج نهائي» بعد التنسيق والتشاور معه، ومن ثم يُصار إلى تقديم تشكيلته الوزارية. وكانت لافتةً الإشارات الإيجابية التي بعث بها المرشد الأعلى تجاه الرئيس الجديد، في كلمتَيه الأخيرتَين، في ما يمكن أن يوفّر ظروفاً مؤاتية لحكومته. ففي مرسوم التصديق على رئاسته، وصف الخامنئي، بزشكيان بـ»الشخصية الحكيمة والصادقة والشعبية والعالِمة»، وأيضاً بـ»الكفؤ»، داعياً جميع المسؤولين، بمن فيهم البرلمان والعسكريون، إلى دعم حكومته. كما شدّد المرشد، خلال استقباله أعضاء البرلمان أخيراً، على ضرورة «التعامل البنّاء» للبرلمان مع الحكومة الجديدة، قائلاً: «كلّما أسرع البرلمان بالمصادقة على الحكومة المقترحة لكي تباشر مهام عملها، كان ذلك أفضل للبلاد». وأضاف: «يجب الإيمان إيماناً راسخاً بأن فوز ونجاح رئيس الجمهورية المنتخَب في إدارة البلاد، هو فوز لنا جميعناً».

من جهتهم، يرى كثير من المراقبين أن إدارة بزشكيان تمثّل فرصة سانحة لإعادة تأهيل علاقة الإصلاحيين مع المرشد الأعلى والحرس الثوري، والتي ساءت على وجه التحديد بعد الاحتجاجات على نتائج انتخابات عام 2009. ويبدأ بزشكيان ولايته الرئاسية من أربع سنوات، فيما يتمثّل أهمّ استحقاق بالنسبة إلى إدارته في تحسين الوضع الاقتصادي لإيران، والذي مرّ على مدى العقد الأخير، بأزمات، بما فيها تراجع قيمة العملة الوطنية، والتضخم السنوي البالغ 50%. وشدد الرئيس أيضاً على ضرورة «رفع العقوبات»، وهو الموضوع الذي يمكن أن يشكّل محاولة جديدة لإحياء المحادثات مع الغرب، على رغم أن اتساع الهوّة بين الجانبين، خلال السنوات الأخيرة، واحتمال عودة دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، يمكن أن يضعا الكثير من العقبات أمام هذا المسار.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الفلبين: نائبة الرئيس تعاقدت مع قاتل مأجور لقتل الرئيس وزوجته ورئيس البرلمان

    أعلنت نائبة الرئيس الفلبيني، سارة دوتيرتي، أمس السبت، بأنها ستُصدر أوامر باغتيال الرئيس فرديناند ماركوس جونيور، إذا تعرّضت للقتل، مما دفع مكتب ماركوس ...