لم يكن فوز الزعيم البوليفاري، نيكولاس مادورو، بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية، ليمر من دون ردة فعل «قاسية» من المعارضة، التي رفضت، منذ اللحظة الأولى، الإقرار بخسارتها في الانتخابات، مستندة إلى دعم دول خارجية عدة في القارة اللاتينية وخارجها، وعلى رأسها الولايات المتحدة. وتزامناً مع إعلان المعارضة أنها تمتلك «دليلاً» على فوزها، اندلعت احتجاجات مناهضة للحكومة في مختلف أنحاء البلاد، بما في ذلك بالقرب من القصر الرئاسي في كراكاس، واجهتها الشرطة بإطلاق الغاز المسيّل للدموع لتفريق المتظاهرين، وتخلّلتها مسيرات بالدرّاجات النارية، فيما انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر المحتجين وهم يسقطون تماثيل للرئيس الراحل هوغو تشافيز، ويقرعون الأواني والمقالي. ومن جهتها، تحدثت إحدى المنظمات غير الحكومية عن سقوط قتيل واحد «على الأقل» خلال الاحتجاجات، واعتقال عشرات آخرين. ووسط هذه التطورات، اعتبرت زعيمة المعارضة، النائبة ماريا كورينا ماتشادو، أنّ على مادورو أن يدرك أن خروجه من السلطة «حتميّ»، فيما أكد الأخير، الإثنين، أنّ حكومته «تعرف كيف تواجه هذا الوضع وتهزم العنفيين»، متهماً المتظاهرين بأنهم «مجرمون مليئون بالكراهية»، وأنّ خطتهم وُضعت في الولايات المتحدة.
تتخذ كاراكاس جملة من المواقف «الصارمة» إزاء المشكّكين في نتائج الانتخابات
وبالإضافة إلى الأخيرة، كانت «شككت» دول عدة، من بينها البيرو وتشيلي وإيطاليا، في «نزاهة» الانتخابات الرئاسية. وفي السياق، دعا لويس جيلبرتو موريللو، وزير الخارجية في عهد الرئيس الكولومبي اليساري جوستافو بيترو، إلى التحقق المستقل وتدقيق فرز الأصوات «في أقرب وقت ممكن»، فيما اعتبر الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، أنّه «من الصعب» تصديق النتائج الرسمية، مطالباً بمنح المراقبين الدوليين حق الوصول إلى النتائج الكاملة، ومؤكداً، في منشور عبر «أكس»، أن تشيلي لن تعترف بأي نتائج «لا يتم التحقق منها». أمّا الرئيس الأرجنتيني اليميني، خافيير ميلي، فذهب حدّ دعوة القوات المسلحة الفنزويلية إلى «الدفاع عن الديموقراطية والإرادة الشعبية»، زاعماً أنّ الفنزويليين اختاروا «إنهاء الديكتاتورية الشيوعية لنيكولاس مادورو». وفي البيرو، استدعى وزير الخارجية، خافيير غونزاليس أولاشيا، سفير بلاده في فنزويلا للتشاور، فيما أعلنت بنما تعليق العلاقات مع كراكاس. كما أصدرت كل من إكوادور وأوروغواي وباراغواي والجمهورية الدومينيكية وغواتيمالا وكوستاريكا دعوات إلى إجراء «فرز شفاف» لأصوات المراقبين المستقلين. ورغم أنّ البرازيل تبنّت، من جهتها، لهجة «أكثر ليونة»، إلا أنها أعلنت أنّها تنتظر «نشر المجلس الانتخابي الوطني للبيانات المفصّلة حسب مراكز الاقتراع»، معتبرةً أن الخطوة المشار إليها «أساسية» لضمان «شفافية ومصداقية وشرعية نتائج الانتخابات»، بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وفي المقابل، تتخذ كاراكاس جملة من المواقف «الصارمة» إزاء المشكّكين في نتائج الانتخابات، إذ أعلنت، الإثنين، سحب موظفيها الديبلوماسيين من سبع دول في أميركا اللاتينية، احتجاجاً على «تدخل» حكومات تلك البلدان في إعادة انتخاب مادورو، وفقاً لبيان صادر عن وزارة الخارجية الفنزويلية. واعتبرت الوزارة، في بيانها، أن موقف حكومات الأرجنتين وتشيلي وكوستاريكا وبنما والبيرو وجمهورية الدومينيكان والأوروغواي «يقوّض السيادة الوطنية»، داعيةً ديبلوماسييها إلى مغادرة هذه البلدان. كذلك، أعلنت وزارة النقل الفنزويلية أنها ستعلق، اعتباراً من الأربعاء، الرحلات الجوية من بنما وجمهورية الدومينيكان وإليهما، بسبب «عملية التدخل» من جانب حكومتَي هذين البلدين في الانتخابات الرئاسية. وعلى الضفة المقابلة، هنأت مجموعة من الدول، من بينها روسيا والصين وإيران وكوبا وبوليفيا وهندوراس وصربيا، مادورو بفوزه في الانتخابات الأخيرة.
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية