آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » تدخلات مشبوهة في فنزويلا وغيرها: إيلون ماسك يتلاعب بالأرض والمريخ

تدخلات مشبوهة في فنزويلا وغيرها: إيلون ماسك يتلاعب بالأرض والمريخ

علي عواد

 

تدخلات مشبوهة في فنزويلا وغيرها: إيلون ماسك يتلاعب بالأرض والمريخ

 

في عصر يزداد فيه تركيز الثروة، يستخدم أصحاب المليارات قوتهم المالية والتكنولوجية لتشكيل المشهد السياسي في العالم والتدخّل في العملية الديمقراطية. يأتي في طليعتهم الملياردير المثير للجدل إيلون ماسك، الذي يقف وراء «تسلا» و«سبايس إكس» ومنصة «إكس»، إذ أثارت تدخّلاته الأخيرة في انتخابات فنزويلا والانتخابات الرئاسية الأميركية جدلاً حاداً على السوشال ميديا

 

بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في فنزويلا، لجأ ماسك إلى موقع إكس للتنديد بالرئيس نيكولاس مادورو واصفاً إياه بـ «الديكتاتور» ومندداً بالنتائج باعتبارها «تزويراً انتخابياً كبيراً». وقد اشتد الصراع عندما نشر إيان مايلز تشيونغ، وهو مستخدم يميني متطرف على منصة «إكس»، مقطع فيديو لمادورو يتهم فيه ماسك بالوقوف وراء تأخير نتائج الانتخابات الفنزويلية. وقال مادورو إن «إيلون ماسك يريد السيطرة على العالم بأمواله وأقماره الاصطناعية»، ووصفه بأنه «تجسيد للفاشية». ورداً على ذلك، رفض ماسك تصريحات مادورو قائلاً: «الحمار يعرف أكثر من مادورو»، ثم اعتذر لاحقاً للحمير على المقارنة. لم يتوقف ماسك عند هذا الحد، بل نشر ملصقاً لمادورو مطلوباً من إدارة مكافحة المخدرات وحثّ الجيش الفنزويلي على اتخاذ إجراءات ضد «الديكتاتور» و«انتخاباته المزورة». كما أزالت منصة إكس التي يملكها ماسك، إشارة التوثيق الرمادية الخاصة بالجهات الحكومية عن صفحة مادورو. ولم تتوقف انتقاداته عند هذا الحد، بل ذهب إلى حد تشجيع الجيش الفنزويلي على «احترام إرادة الشعب» عبر اتخاذ إجراءات ضد حكومة مادورو. هذه الدعوة المباشرة للتدخل في شؤون دولة ذات سيادة من قبل مواطن أجنبي، دقّت جرس الإنذار بين المحللين السياسيين والديبلوماسيين على حد سواء. ويجسد ما حصل الاتجاه المتزايد لأصحاب المليارديرات في الانخراط المباشر في السياسة الدولية ومحاولة التأثير عبر السوشال ميديا.

هذه ليست المرة الأولى التي يتدخل فيها الملياردير الجنوب أفريقي في سياسة دول أميركا الجنوبية. في عام 2020، بدا أن ماسك يؤيد انقلاباً ضد الرئيس إيفو موراليس آنذاك، إذ قال على حسابه على تويتر: «سنقوم بانقلاب على من نريد! تعامل مع الأمر». جاء هذا التصريح رداً على اتهامات بأنه يدعم الإطاحة بموراليس للوصول إلى احتياطي الليثيوم في بوليفيا من أجل منع موراليس من تأميم ثروات بلاده، والليثيوم مكون أساسي وضروري لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية التي تصنعها شركة «تسلا».

يمتد اهتمام ماسك بالليثيوم إلى الأرجنتين، حيث أبدى دعمه للرئيس المنتخب حديثاً، محبوب أقطاب اليمين والصهيوني، خافيير ميلي. بعد فوز الأخير، نشر ماسك على موقع «إكس» أن «الازدهار على وشك الوصول إلى الأرجنتين». إذ يتماشى هذا التأييد مع مصالح ماسك التجارية في البلاد، وهي جزء من «مثلث الليثيوم» إلى جانب بوليفيا وتشيلي. في البرازيل، أدت تصرفات ماسك إلى مواجهة مباشرة مع السلطة القضائية في البلاد. وأدت انتقاداته لقاضي المحكمة العليا ألكسندر دي مورايس ودعواته لاستقالة القاضي أو عزله إلى التحقيق مع ماسك بتهمة عرقلة سير العدالة والتحريض على الجريمة. وأثارت الحادثة وقتها جدلاً كبيراً حول حدود حرية التعبير وقوة السوشال ميديا في تشكيل الخطاب العام.

وعلّقت أستاذة العلوم السياسية ماريا سانشيز من جامعة «ساو باولو»، على تدخلات ماسك قائلة: «نحن نشهد ظاهرة جديدة يحاول فيها أصحاب المليارات المسلّحون بموارد هائلة ومنصات عالمية، التأثير على النتائج السياسية عبر الحدود. وهذا يتحدى المفاهيم التقليدية لسيادة الدولة والعمليات الديمقراطية». وحذّر خبير العلاقات الدولية جايمس تومسون من كلية «لندن للاقتصاد» قائلاً إن «قدرة المواطنين من القطاع الخاص على التأثير في الشؤون الدولية على هذا النطاق، لم يسبق له مثيل. فهي تتحدى نموذج الدبلوماسية التقليدية بين الدول وتثير تساؤلات حول المساءلة في الحوكمة العالمية».

ويتقاطع هجوم ماسك على مادورو مع المعارضة اليمينية المتطرفة في فنزويلا، إذ ترفض بشدة قبول نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ما أدى إلى وضع متوتر وربما متقلب في البلاد. ورغم النتائج الرسمية الصادرة عن المجلس الوطني الانتخابي الذي أعلن فوز الرئيس الحالي نيكولاس مادورو بنسبة تزيد قليلاً عن 51 في المئة من الأصوات، فإن قادة المعارضة مثل ماريا كورينا ماتشادو وإدموندو غونزاليس يزعمون الفوز بنسبة 73 في المئة من الأصوات. وهم يستشهدون ببيانات من شركة مقرها نيوجيرسي تدعى Edison Research، التي تعرضت لانتقادات بسبب علاقاتها المحتملة بمصالح الحكومة الأميركية. وقد أثار هذا الرفض لنتيجة الانتخابات احتجاجات عنيفة في جميع أنحاء كاراكاس، حيث حاولت حشود اليمين المتطرف إغلاق الطرق الرئيسية ومهاجمة الحافلات وسيارات الشرطة وقوات الأمن. وتفتقر ادعاءات المعارضة بالتزوير إلى أدلة ملموسة، وقد نددت المنظمات التقدمية في جميع أنحاء العالم بأعمالهم باعتبارها محاولات لزعزعة الاستقرار، ربما بدعم من الولايات المتحدة. وقد تفاقم الوضع إلى درجة أن فنزويلا سحبت موظفيها الدبلوماسيين من دول عدة دعمت حكوماتها مزاعم المعارضة اليمينية. وفي الوقت نفسه، أدان الرئيس مادورو هذه الإجراءات ووصفها بأنها محاولة «انقلاب ضد فنزويلا» مدبّرة من قبل «اليمين المتطرف في العالم».

والجدير ذكره هنا، مقال رأي نشره موقع middleeasteye في 8 شباط (فبراير) عام 2019، أشار إلى أن إسرائيل تدعم، إلى جانب الولايات المتحدة، الإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو كجزء من إستراتيجية أوسع لتقويض التضامن الفلسطيني في أميركا اللاتينية. وحلّل المقال بأنّ نجاح تغيير النظام في فنزويلا قد يؤدي إلى تحول في موقف المنطقة المؤيد تقليدياً للفلسطينيين. ويضع هذا المنظور الوضع الفنزويلي ضمن سياق جيوسياسي أكبر، متجاوزاً القضايا الداخلية ليشير إلى دوافع دولية وراء دعم المعارضة.

إضافة إلى ذلك، تحوّل ماسك إلى بوق رقمي كبير لمصلحة حملة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الانتخابية عبر منصته «إكس»، وشارك أخيراً مقطع فيديو ساخراً مزيّفاً باستخدام الذكاء يظهر فيه صوتاً مزيفاً لنائبة الرئيس كامالا هاريس. وقد أثار هذا الفيديو، الذي صوّر هاريس على أنها «دمية في يد الدولة العميقة» و«موظفة بحكم قانون التنوع»، جدلاً واسعاً وجدد المخاوف بشأن احتمال إساءة استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الانتخابات المقبلة. وقد أثار ترويج ماسك للفيديو، إلى جانب دعمه الصريح المتزايد للمشروع اليميني وانتقاده لهاريس، تساؤلات حول حيادية منصته. ورداً على ردّ شعب الإنترنت العنيف على المنشور، دافع ماسك عن تصرفاته بروح الدعابة التي وجدها كثيرون مقيتة. وقد دفعت هذه الحادثة إلى إطلاق دعوات لتشديد القوانين الخاصة بالذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي، إذ يضغط بعض المشرعين من أجل وضع حواجز حماية جديدة لمنع انتشار المحتوى المضلل. ومع اقتراب موعد الانتخابات، هناك مخاوف متزايدة بشأن كيفية استخدام المحتوى الذي ينشئه الذكاء الاصطناعي لإثارة البلبلة وانعدام الثقة بين الناخبين

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بوتين: واشنطن تدفع نحو صراع عالمي.. ونجحنا في اختبار صاروخ “أوريشنيك”

  الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يقول إن الولايات المتحدة تدفع العالم نحو صراع عالمي، ويؤكد أن تدمير مصنع الصواريخ الأوكراني تم بصاروخ باليستي روسي فرط ...