بقلم: بادية الونوس
على الرغم من انخفاض سعر الصرف ،إلا أن الواقع يقول : إن الأسعار لم تنخفض بل ارتفعت حتى في صالات التجارة الداخلية، والنتيجة استمرار مسلسل المعاناة من (تسونامي ) الأسعار، بالتزامن مع إغلاق المحلات بمختلف مبيعاتها هكذا (على عينك يا تاجر ).
أمام هذا المشهد برزت مبادرات كصحوة لضمائر قلة من رجال الأعمال بعد سباتها الطويل ، لدعم الواقع المعيشي والتخفيف من أعباء الحياة ,علماً أن مثل تلك المبادرات في الحقيقة تقابل بالسخرية لانعدام الثقة بأصحابها، لأن المواطن (المسكين ) يريد أفعالا وً لاتهمه الاجتماعات والاستعراضات التي لا تقنع حتى الساذج البسيط لمعرفته المسبقة بأنه لا يمكن لمالك المال يوماً أن يكون له دور أو أدنى ثقة بالاعتماد عليه تجاه الوطن والمواطن ولدينا العديد من الأدلة التي تؤيد كلامنا هذا ,أولها الارتفاع الجنوني للأسعار ،وضبط احتكار أطنان وأطنان من المواد الاستهلاكية المخزنة داخل مستودعات على أمل ارتفاع الدولار (المأفون)، وتالياً البيع بسعر أعلى، وتكديس المزيد و المزيد من الأموال على حساب قوت الفقراء .
لأن هذه الفترة هي الأقسى على الناس الذين أنهكتهم الحرب الطويلة, وشظف العيش الذي وصل حدّ أن البعض أوجعه الجوع وكسر شوكته العوز وأنهكته الظروف , لوحدها ملامح الناس تشي بذلك وما يعتمل في دواخلهم، بسبب تكالب حيتان المال وجشع بعض التجار الذي يعد السبب الأكبر فيما آلت إليه الظروف، لأنه لم يعد يشبع غرائزهم جمع أموال العالم كله.
اذاً المطلوب اتخاذ خطوات استباقية ومحاسبة الحيتان الكبار قبل الصغار، لأن تنظيم عدد من الضبوط أو إغلاق عدد من المحلات لم يقنع أحداً بأنها إجراءات حازمة كما لم تقنعهم تلك المبادرات التي تستجديها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من حفنة من التجار، لأن الناس تعول على القادم الجديد لوزارة التجارة وحماية المستهلك في محاسبة كبار المحكترين وتنفيذ عقوبات رادعة ، لا تريد التسول من حفنة من التجار، و مع ذلك ما زالت هناك بذور أمل
(سيرياهوم نيوز-تشرين20-6-2020)