وقفت الأطراف الفاعلة خلال الساعات القليلة الماضية سواء في حملة المرشحة الرئاسية الأمريكية كمالا هاريس أو حتى في عمق مستشارية الأمن القومي وكبار مستشاري ومساعدي الرئيس جو بايدن وفي الحلقات الأساسية بالحزب الديمقراطي الحاكم على أطراف اصابعها في محاولة دبلوماسية محمومة لأعادة ترسيم المشهد الاقليمي في ظل التوترات الحادة بين إسرائيل وإيران بعد حادثتي إغتيال قائد عسكري كبير فى الضاحية الجنوبية في بيروت ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وما يتسرّب حتى فجر الجمعة من أوساط الحزب الديمقراطي الامريكي ومن اوساط حملة كمالا هاريس وبعض مستشاري الرئيس بايدن هوالتحرك العاجل بخطة سريعة وفعالة لطاقم بايدن ومع جميع الأطراف تحت عنوان العمل على تجنب أي رد إيراني أو ردود من محور المقاومة على عملية الاغتيال قدر الإمكان.
والخطة الموضوعة والتي تهمس بها الأوساط الإعلامية والسياسية القريبة من قادة وأقطاب في الحزب الديمقراطي الحاكم ومن مساعدين أو مستشارين لحملة هاريس هي أن واشنطن جاهزة مجددا للدفاع أو لإطار دفاعي كما حصل في ابريل الماضي عن اسرائيل بمعنى الحرص على تحريك قطاعات بحرية وأنظمة رادار جوي ودفاع جوي تابعة للقيادة الوسطى في منطقة البحر الأحمر وفي منطقة الخليج وفي الاردن وفي سوريا ولتوفير غطاء حماية للإسرائيليين إذا ما قرّر الأمر الإيرانيون توجيه ضربة.
ما يجتهد وينشط به الأمريكيون حسب مصادر خاصة مطلعة في واشنطن ورسم سيناريو لهذا الرد إن كان اضطراريا وفي حال اخفاق الضغوط التي تمارس على الايرانيين حاليا بعدم الرد مقابل وعود بالعودة سريعا الى مسار المفاوضات والصفقة في قطاع غزة تم تجهيز سيناريو بديل عنوانه ترسيم مشهد لما حصل في 14 إبريل الماضي بالحد الأعلى
بمعنى توجيه ضربات شبه متفق عليها لاستعادة الردع الايراني ولإرضاء الأطراف المتطرفة في طهران ومحور المقاومة وفي لبنان ايضا.
وعلى أساس ان إسرائيل ستكون مستعدة بالمقابل لتقبل اي ضربات عليها بدون رد قد ينتهي باشتباك إقليمي لا حدود له.
يعمل الأمريكيون أو الديمقراطيون على الأقل بنشاط في هذا السياق، لكن المأزق الرئيسي الذي لا تقر به علنا اوساط الحزب الديمقراطي هو موجة الارتفاع الحادة بالأسعار التي التي أعقبت خلال اليومين الماضيين مجددا ارتفاع اسعار المحروقات في محطات الوقود في العديد من الولايات المتحدة.
وهو أسوأ سيناريو محتمل تواجهه حملة المرشحة كامالا هاريس في الواقع وينشط مستشارو هاريس والمعنيون بحملتها الانتخابية في رصد أحوال السوق والتضخم بعد ارتفاع مرصود بنسبة قليلة حتى الآن في أسعار الوقود خلال 48 ساعة الماضية.
والتوقعات أن مسالة ارتفاع أسعار الوقود ستؤثر سلبا على الحزب الديمقراطي الأمريكي وحملته الانتخابية بكل تأكيد وفي حال اندلاع صدام عسكري موسع قليلا او غير منضبط بين إيران وإسرائيل يمكن أن يصبح ارتفاع أسعار الوقود سيف مسلط على الحملة الانتخابية لهاريس.
وقد انشغلت أوساط الحزب الديمقراطي بمسألة الوقود وارتفاع أسعار النفط في حال اندلاع نزاع اقليمي مسلح في الشرق الاوسط على الحملة الرئاسية قبل نحو 98 يوما من اليوم الموعود في الاستحقاق الانتخابي الرئاسي.
لذلك يمكن القول ببساطة إن إرتفاع أسعار الوقود في محطات الوقود الأمريكية من العناصر التي دفعت الطاقم في البيت الأبيض من مساعدي ومستشاري بايدن إلى العمل وبسرعة وبحملة دبلوماسية هوسية قد الإمكان مع الاطراف المعنية للضغط على إيران عبر حتى دول عربية صديقة لها.
وفي هذه الأثناء توجيه رسائل ردعية لإيران عنوانها أن الإدارة الأمريكية وتحديدا وزارة الدفاع البنتاغون لن تقبل عملية عسكرية مؤذية لإسرائيل لكنها قد تقبل تكرار سيناريو ابريل الماضي فيما حسابات اسرائيل والرسائل التي ترد منها حتى اللحظة هي تلك التي تقول بان إسرائيل يمكنها التعاون لاحقا قليلا واظهار المرونة في حالة تلقي هجمات مماثلة لسيناريو إبريل شريطة أن تستثني منطقتين اساسيتين في داخل فلسطين المحتلة عام 1948 وهما تل ابيب وجوارها وحيفا وهوامشها.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم