حلب: رحاب الإبراهيم
لا تكاد “الكهرباء” في مدينة حلب تشهد تحسناً حتى تعود إلى سوئها المعتاد حسب الفصول وأزمات المحروقات المتكررة، وربما يقول قائل، هذا حال جميع المدن السورية، وليس حلب فقط.
لا شك ان هذا صحيح، لكن الفرق، أن أهالي حلب مضروبون بحجر كبير اسمه “المحطة الحرارية”، التي عولوا عليها لتحسن الواقع الكهربائي والخلاص من ثقل الأمبيرات الكبير، إلا أن فرحتهم بعودة بعض عنفاتها للعمل لم تستمر طويلاً، فكما يقال “أجت الحزينة لتفرح لم تجد لها مطرح، بسبب أعطالها المتكررة وصيانتها المستمرة، لتعود حليمة إلى عادتها القديمة بحيث لم يلمس الحلبيون فرقاً بتحسين واقع التغذية باستثناء فترة الربيع، حيث يحظون ب”نعيم كهربائي” سرعان ما يتحول إلى “جحيم” بعد زيادة ساعات التقنين لترتفع إلى أكثر من عشرين ساعة في اليوم، كهذه الأيام، وهذا ينجم عنه زيادة تحكم تجار الأمبير في جيوبهم، عبر رفع أجور الاشتراك بحجة صعوبة تأمين المازوت وغيرها من حجج.
ضعف التوريد
عضو المكتب التنفيذي لمجلس محافظة حلب لقطاع الكهرباء جفال الجفال أرجع تراجع التغذية الكهربائية للمناطق السكنية إلى ما بين 2 إلى 3 ساعات، إلى ضعف الإرساليات والتوريدات، ما يؤدي إلى انخفاض توليد الكهرباء، مشيراً إلى أن هذا الواقع ينطبق على كل المحافظات وليس محافظة حلب فقط كما يروج، فحلب تأخذ حصتها من الشبكة العامة، التي توزع لكل المحافظات حسب الحصص المحددة لكل محافظة.
ولفت الجفال إلى انخفاض كميات التوليد الكهربائي لمحافظة حلب إلى 135 ميغا واط بعد ما كانت تصل إلى 180 ميغا واط بمقدار 4 ساعات اليوم للمناطق السكنية، لكن بسبب نفض كميات الوقود لتوليد الكهرباء انخفضت إلى 2 ساعات في اليوم، من دون أن يكون لدرجات الحرارة الكبيرة أي تأثير على تخفيض ساعات التغذية.
*حصة الصناعيين ثابتة
وأشار الجفال أن تخفيض الكهرباء مقتصر على المناطق السكنية بينما أن المدينة الصناعية في الشيخ نجار والمناطق الصناعية لم تنخفض كميات الكهرباء المولدة، حيث استمر مدها بالتيار الكهربائي حسب الحصص المقررة لها، بواقع 24 ساعة للمدينة الصناعية و12 ساعة للمناطق الصناعية.
*تحسن قريب
ولفت عضو المكتب التنفيذي إلى أن أعمال الصيانة التي تجري حالياً للمحطة الحرارية كانت سبباً أيضاً في تخفيض ساعات التغذية، متوقعاً أن يشهد الأسبوع القادم تحسناً في واقع الكهرباء في العاصمة الاقتصادية في مناطقها السكنية عقب الانتهاء من عمليات الصيانة.
واقع الكهرباء المتردي في مدينة حلب، جعل الأهالي في حالة تذمر دائم، وخاصة بعد الوعود الكثيرة التي تلقوها لتخفيض شدة التقنين والتخفيف من أعباء الأمبير المرتفعة، وتحديداً بعد دخول عنفة جديدة على خط التوليد في المحطة الحرارية بحلب، من دون انعكاس إيجابي على التغذية الكهربائية، وسط رسم علامات استفهام حول اعطالها المتكررة، التي المح البعض على انها ليست السبب، وإنما الفساد الكبير في ملف المحروقات في المدينة، على نحو يعرضها وأهالي حلب إلى أزمة مستمرة في توليد الكهرباء، من دون إنهاء التجاوزات الكبيرة في هذا الملف الحساس، فعلى الرغم من ضبط عدد من المتورطين واستعادة أموال ضخمة تقدر بالمليارات لا تزال سرقة المحروقات بما فيها الكميات المتجهة إلى المحطة الحرارية قائمة ومستمرة، وهو ما يؤدي إلى رفع أسعار المشتقات النفطية إلى مستويات غير مسبوقة في المدينة بأرقام تزيد عن غيرها من المحافظات الأخرى، من دون اتخاذ إجراءات مشددة تضمن المحاسبة والقضاء على مافيا المحروقات، الذين ينشطون دوماً في أوقات نقص المحروقات، كما هو الحال هذه الأيام.
(موقع سيرياهوم نيوز ١)