مالك صقور
وجدت الأخلاق مذ أدرك الكائن البشري أنه إنسان . لكن علم الأخلاق ظهر كعلم عند الأغريق القدامى وأطلقوا عليه ( إتيكا).. أي علم الأخلاق .وقد ورد هذا حتى في إلياذة هوميروس . كما تناول سقراط و أفلاطون وأرسطو علم الأخلاق ، ولهم باع طويل في هذا العلم العظيم . في مرحلة متقدمة من التاريخ . وكان يعتبر علم الأخلاق هو الفضيلة الوحيدة التي تستحق الدراسة ، فهو علم فلسفي بامتياز.. وكانت مهمة علم الأخلاق الأولى : ضبط سلوك الإنسان ، وتعليمه مبادئ الخير والعدالة والمساواة ومحاربة الشعوذة ، والكذب ، والنفاق ، والشذوذ ..
وإذا كان لنا في الأنبياء أسوة حسنة . وإذا كان الأنبياء جمعياً قدوة للجميع ، وإذا كان الجميع يُقر بسمو أخلاق النبي العربي (ص) ؛ الذي جمع علم الأخلاق وصفات الخير ، ومزايا الكمال ، والعدل والزهد ، والتواضع ، والشهامة ، والرجولة ، والمروءة ، والكرم ، وصلة الرحم ، والرحمة ، والصدق ، والعطف على اليتامى والمساكين وأبناء السبيل . ولهذا كله وصفه الله سبحانه ومدحه في القرآن الكريم (( إنك لعلى خلق عظيم )).. والرسول (ص) يقول : ( إنما بعثت ُ لأتمم مكارم الأخلاق ) .
ولقد حفظنا صغاراً قصيدة أحمد شوقي وما زلنا نردد :
صلآح أمرك للأخلاق مرجعه
فقوم النفس بالأخلاق تستقم
و
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
بلى ..
( إنما الأمم الأخلاق ) ..وهنا بيت القصيد ، ومربط الفرس أيضاً . ولم تكن فضيحة افتتاح أولمبياد باريس 2024 إلاّ المقدمة الرسمية العالمية لتكريس الانحطاط ، وتعميم ألإباحية التي ضد كل فضيلة و كل القيم الإنسانية و الذوق والذائقة الجمالية ، وضد كل تعاليم الأديان ، وضد إنسانية الإنسان . فتشويه لوحة ” العشاء الأخير ” ليس المقصود دافنشي ، بل المقصود هو تشويه السيد المسيح عليه السلام ، والإساءة للمسيحية ؛ وإلى جوهر المسيحية . ومن قرأ رواية ” شفرة دافنشي ” والتقط مابين السطور ، سيدرك أن المقصود هو تشويه صورة المسيح ، وأن السيد المسيح ماهو إلاّ بشر ، وقد تزوج مريم المجدلية ، وأولاده وأحفاد أحفاده ما زالوا يعيشون في فرنسا .. ولقد قلت وصرخت وكتبت حين صدرت رواية ” آيات شيطانية ” ، التي تشوه صورة الرسول الكريم (ص) وزوجاته وأصحابه ؛ وحين صدرت ” شفرة دافنشي ” وكذلك رواية ” عزازيل ” .. هذه روايات كانت المقدمة لما جرى في باريس .. ولك الحق أن تسألني كيف ولماذا ؟! أقول : عندما تنفي الدين المسيحي ، ثم تنفي الإسلام ؛ لن يبقى سوى ( الديانة اليهودية) .. وهذا ما تم الإعلان عنه في الترويج للديانة ( الإبراهيمية ) هذا أولاً . أما ثانيا ً : فإن الترويج (( للمثليين )) انتقاص من كرامة الإنسان وأخلاقه ودينه وذوقه ورجولة الرجل ، وأنوثة المرأة . وهنا يجب القول إن الشعوب الأوروبية مغلوبة على أمرها ، وليست هذه الشعوب مع حكوماتها ،التي انصاع بعضها للقرار الإميريكي الذي يؤكد على جميع دول العالم من أجل إقامة علاقات جيدة مع الدول العظمى ، يجب أن تقبل زواج المثليين ( امرأة من امرأة وزواج رجل من رجل ) . وحتى الآن يوجد حوالي ثلاثون دولة سمحت بزواج المثليين . واعتقد لو تم استفتاء شعوب هذه الدول لما وافقت على هذا الانحطاط الشنيع . لكن هيمنة الولايات المتحدة وتبعية حكومات تلك الدول ودونيتها هي التي سمحت بهذا الانحطاط .
ولكن ألا يوجد من يوقف هذا الانحطاط؟
يتبع..
(موقع سيرياهوم نيوز-١)