زكية الديراني
عادت القنوات إلى مناطق في جنوب لبنان بعد تركها في الأشهر الماضية
كلّما ارتفعت احتمالات اندلاع الحرب مع العدو الإسرائيلي تليها مباشرة تعزيزات القنوات العربية المحلّية لمراسليها في لبنان. هذه الخطة تتّبعها الشاشات في تغطياتها الإعلامية منذ اندلاع العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. كما تنطبق على المرحلة الحالية من الصراع مع العدو. بعد مرور أشهر على إطفاء غالبية القنوات كاميراتها لتغطية الحدث على حدود فلسطين المحتلة، حزمت تلك الشاشات عدّتها وعادت أدراجها مجدداً، ترقّباً لضربة توجّهها المقاومة وإيران للعدو.تُجمع غالبية المراسلين في القنوات العربية والمحلية على أن الوضع الأمني في جنوب لبنان عاد إلى نقطة الصفر، بل إنّه شبيه باليوم الأول من العدوان الإسرائيلي على لبنان، أي في الثامن من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. ويلفت المراسلون في حديث سريع معهم، إلى أنّهم عادوا إلى مناطق جنوب لبنان بعدما تركوها في الأشهر الماضية، على إثر رتابة الحدث هناك. لكنّ الزخم عاد إلى الحدث اللبناني مجدداً، وهذه المرة وسّعت القنوات تغطياتها لتشمل بيروت وبعض المناطق في محافظة البقاع وضاحية بيروت الجنوبية. وهي المناطق الحسّاسة التي قد تشهد تطورات أمنية.
هكذا، استقدمت قناة TRT التركية الناطقة بالعربية أحد مراسليها من مدينة إسطنبول التركية، ليتقاسم التغطية مع مكتب بيروت. كذلك، قامت شبكة «سكاي نيوز» الإماراتية بالخطوة نفسها، معزّزة حضورها في المناطق التي تشهد توتراً أمنياً، تخوّفاً من تطوّر الوضع الأمني هناك. أما قناة «الجزيرة» القطرية، فقد استقدمت أحد مراسليها من الأردن لمساعدة الفريق اللبناني الذي يديره الصحافي مازن إبراهيم. وتعدّ تغطية الشاشة القطرية للأحداث اللبنانية الأبرز حالياً، إذ وزّعت فريقها على مناطق في محافظة البقاع وبيروت وجنوب لبنان. أما تلفزيون «العربي» القطري، فقد استعان بمراسل جديد من الخارج أيضاً لتغطية الحدث اللبناني.
من جانبها، أرسلت بعض القنوات العالمية مراسليها إلى بيروت على رأسها شبكة CNN التي عزّزت حضورها هنا. كما من المتوقع أن تتوافد باقي الوكالات والشاشات العالمية إلى بيروت في الساعات القليلة المقبلة، أي بعد الكلمة التي ألقاها الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله أمس الثلاثاء.
لم تضع الشاشات المحلية خطة طوارئ، بل اكتفت بالتغطيات العادية
أما بالنسبة إلى القنوات المحلية، فيلاحظ ضعف التغطية الإعلامية. تلفت مصادر لنا إلى أنّ الشاشات المحلية لم تضع خطة طوارئ، بل اكتفت ببعض التغطيات العادية. ولم تعتمد قناة lbci على مراسل ثابت في جنوب لبنان، بل تكتفي بصور وفيديوات من الجنوب بينما يصاغ الخبر في استديوات أدما (جونيه – شمال بيروت). كذلك الحال بالنسبة إلى القنوات المحلية التي لا تعطي أهمية كبرى للحدث في الجنوب، متحجّجة بالأزمة المالية التي تعانيها والتي تمنعها من فتح هوائها مباشرة.
على الضفة نفسها، رغم التفاوت في التغطية الإعلامية بين وسائل الإعلام العربية والمحلية، إلا أن التخوّف الذي يجمع بين المراسلين هو انقطاع شبكتَي الاتصالات والإنترنت. لذلك وضعت وسائل الإعلام خطة B تحسّباً لأي عطل تقني قد يؤدي إلى توقّف العمل الصحافي، عبر الاستعانة بشبكة SNG المتنقّلة وهي الوسيلة الوحيدة الآمنة في نقل الخبر في حال انقطاع خطوط الاتصال.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار