سلمان عيسى
في أواخر أيامها.. وقد يكون في اجتماعتها الاخيرة.. نكتة تجعلك تضحك ملئ شدقيك.. او ان تصاب بنوبة من الألم والوجع قد تبكي بسببها.. الموضوع باختصار، ان يطلب رئيس الحكومة من أعضاء حكومته مكافحة ومحاربة الفساد.. وبالتالي نصب الكمائن للفسادين ومسكهم بالجرم المشهود.. وكأن كل الفساد الذي استشرى في زمن هذه الحكومة كان غافلا عن رئيس الحكومة والسادة الأعضاء.. ؟
ان تكتشف ان هذا الفساد كان يتم في الغرف المغلقة والليالي حالكة الظلمة.. وهم مشغولون بالعمل لاجلك واجل راحتك..
ان يصدر رئيس الحكومة قرارات إعفاء لمديرين عامين بسبب ضعف الأداء بعد سنوات طويلة لمارسة هؤلاء المديرين لمهاهم.. ليس احد أسبابها الفساد.. وليس من نتائجها سرقات وهدر وتخريب؟
مثلا : هل يفسر لنا احد اسباب سوق رئيس فرع العمران في دمشق وريف دمشق و اللاذقية إلى السجن.. و عشرات رؤساء المراكز في هذه المحافظات و لماذا كانت أعين السادة الوزارء غافلة عنهم.. وهل يفسر احد لنا سبب استنفار إحدى الجهات الرقابية لفتح ملفات مؤسسة العمران.. هل يخبرنا السيد رئيس الحكومة عن مصير عشرات المليارات التي صرفت لإصلاح سيارات العمران في ورشة صغيرة.. اذن ما نفع توجيه رئيس الحكومة وما هي الدوافع لقوله ان لم يكن هناك معلومات عن ملفات فاسدة يرعاها أشخاص يجلسون مع رئيس الحكومة كل يوم ثلاثاء على نفس الطاولة..
عندما نقرأ قرار عن إعفاء مدير ما بسبب انتهاء مساره الوظيفي نحمد الله الف مرة لانه ستر آخرته ونجا من تهمة الفساد.. رغم اننا نتابع لاحقا لنجد ان هناك ملفات كثيرة يتم فتحها والحديث عن روائح تزكم الانوف..
هل يمكن لرئاسة الحكومة واللجنة الاقتصادية ان تبرر لنا سبب استيراد الف طن من اخشاب التدفئة وغيرها الكثير من المواد ( الكمالية) على حساب مواد اكثر أهمية لمعيشة الناس واستقرار الأسعار.. و من أين تم تمويلها.. وهي تتمنع عن السماح باستيراد الكثير من المواد الأساسية التي تتعلق بغذاء المواطن.. بينما تدرس اللجنة الاقتصادية على مدى اسابيع حتى توافق على استيراد مواد طبية ملحة لمشفى الأطفال بدمشق بقيمة 750 مليون ليرة ومواد أخرى لمشفى المواساة بقيمة حوالي ملياري ليرة.. ؟
ليس الأمر متعلقا بوزارة او مؤسسة او ادارة، بل انه يشمل غالبية الوزارات ومؤسساتها.. هل يعقل مثلا ان يخيم شبح العطش على غالبية قرى اللاذقية و طرطوس وقد صرفت المليارات على مشاريع لمياه الشرب.. هل تم مساءلة المديرين العامين الحاليين والسابقين أين وكيف تم صرف كل تلك المليارات والعطش مازال جاثما على صدور الاهالي..؟ الا تعتبر هذه الحكومة ان هذا الحال ناتج عن فساد وسرقة.. هل تتجرأ الحكومة على فتح ملفات مياه الشرب في غالبية المحافظات وتحاسب من تسبب بالعطش منذ اكثر من خمسة عشر عاما خاصة في محافظة اللاذقية.. إن كانوا وزراء او مسؤولين بالصف الأول.. اموات او أحياء وتسببوا بنفوذهم بتأخير انجاز مشاريع الشرب وتعطيش الناس..
قائمة الفساد طويلة جدا.. وما أوقع الاقتصاد بخسائر ادت إلى تجويع الناس معروف و يمكن لأي شخص متابع ان يسهب بالحديث عنه..
ستر الآخرة لا يكون بالضحك على عقول الناس.. بل بالعمل الجدي الذي يخلص إلى نتائج حقيقة تكشف فيها الحقائق عن الفاسدين و اللصوص وبالتالي تقديم هذه النتائج الى الرأي العام.. الذي هو يحكم على نتائج الأعمال.. أما ان ننتظر إلى الربع ساعة الاخيرة.. فإن لا توبة هنا ولا أعذار..؟!
(موقع سيرياهوم نيوز-2)