الرئيسية » عربي و دولي » واشنطن تُغري خصومها بالتفاوض: من يضمن نتنياهو؟

واشنطن تُغري خصومها بالتفاوض: من يضمن نتنياهو؟

 

 

وسط حالة «الانتظار» التي تعيشها المنطقة ترقّباً لرد المقاومة على الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت، في وقت سابق، الأراضي الإيرانية واللبنانية، تستمرّ واشنطن في العمل على «مسارين ديبلوماسيين»، أولهما يهدف إلى «احتواء» رد محور المقاومة عبر الضغط على أطرافه وتخويفها من دفع أثمان باهظة في حال تصعيد فعلها العسكري، وثانيهما يرمي إلى إقناع تلك الأطراف بأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة بات أقرب من أي وقت مضى. وأفضت هذه المساعي، أخيراً، إلى انعقاد قمة في جدة، صدر على إثرها بيان ثلاثي مشترك، الخميس، بين كل من واشنطن والقاهرة والدوحة، يدعو إسرائيل و«حماس» إلى المشاركة في ما وصفها بـ« الجولة النهائية» من المفاوضات، الأسبوع المقبل، لوضع «اللمسات الأخيرة» على اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، فيما بدت لافتة مسارعة إسرائيل إلى إعلان المشاركة في تلك المفاوضات. وفي السياق، قال مسؤول إسرائيلي كبير، في حديث إلى موقع «أكسيوس»، إن إدارة جو بايدن هي من أثارت، في الأيام الأخيرة، فكرة القمة، مع كلّ من الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر، تميم بن حمد الثاني، مشيراً إلى أن إسرائيل كانت على «علم مسبق بالبيان المشترك الذي سيصدر عن الولايات المتحدة ومصر وقطر». وتابع المسؤول أن «إسرائيل ستذهب إلى أي مكان، وتتعاون مع أي مبادرة قادرة على الدفع في اتجاه اتفاق للإفراج عن الرهائن».وفي المقابل، ينظر مراقبون إلى الإعلان على أنه نتاج «أميركي» محض، يهدف، على الأرجح، إلى «امتصاص الاحتقان»، وربما دفع المقاومة إلى «تأجيل» ردها، وإدخالها في متاهة مفاوضات لا طائل منها، بغية جعل إسرئيل تكسب المزيد من الوقت، علّها تحقق بعض أهدافها «المتعثرة». ويمكن فهم وجهة النظر هذه، أخذاً في الحسبان أن البيان الثلاثي يستند إلى «المبادئ» التي أصدرها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في 31 أيار، وصوّت عليها «مجلس الأمن الدولي»، وهي نفسها التي استغلها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لتنفيذ اغتيالاته الأخيرة، والتمسك بـ«القضاء» على المقاومة كشرط أساسي لوقف الحرب. كما شمل البيان دعوة إلى كل من «حماس» وحكومة الاحتلال لـ«استئناف المفاوضات» في 15 آب، وتنبيهاً إلى أنه «لم يعد هناك المزيد من الوقت لإضاعته، أو المزيد من الأعذار لدى أي من الأطراف»، رغم أن واشنطن لم تُظهر، طوال الأشهر العشرة الماضية، أيّ ميل إلى تسليط ضغوط جدّية على القيادة الإسرائيلية للتجاوب مع الجهود الديبلوماسية.

تبدو إسرائيل غير واثقة من قدرتها على التعامل مع أي هجوم جديد واسع النطاق

 

ومع ذلك، قال ديبلوماسيون أميركيون إن «المفاوضات كانت قريبة من تحقيق اختراق، قبل وقت قصير من اغتيال إسرائيل إسماعيل هنية وفؤاد شكر». وأضاف هؤلاء، في حديث إلى وكالة «أسوشيتد برس»، أنه لا تزال هناك حالياً «4 أو 5 مجالات خلافية فقط، بشأن تنفيذ صفقة التبادل». أيضاً، نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال»، عن مسؤول أميركي كبير، أنه «لا يزال هناك قدر كبير من العمل لتجاوز القضايا المعقدة بين إسرائيل وحماس». واستدرك المسؤول بـ«(أننا) نعتقد أن هناك مساحة كافية للتفاوض». وبالتوازي مع إعادة إحياء حديث المفاوضات، «تم تمرير رسائل سرية من البيت الأبيض عبر السفارة السويسرية في طهران، والبعثة الإيرانية في الأمم المتحدة»، وفقاً لما نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية. ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي قوله إن «إيران تدرك بوضوح أن الولايات المتحدة متمسكة بدفاعها عن مصالحنا وشركائنا وشعبنا. ونحن نقلنا كمية كبيرة من الأصول العسكرية إلى المنطقة للتأكيد على هذا المبدأ»، مشيرة إلى أن الرسائل الأميركية تضمّنت تحذيرات من أن «خطر حدوث تصعيد كبير مرتفع جداً، مع ما يحمله من عواقب وخيمة على استقرار الحكومة الإيرانية الجديدة».

وفي ما يتعلق بالموقف الإسرائيلي الذي يجري تصديره على أنه أكثر «تقبلاً» للمفاوضات، جاء في تقرير نشرته مجلة «فورين أفيرز»، الأربعاء، أنه «من غير المرجح أن يقاوم نتنياهو الجهد الذي يبذله بايدن وكبار مساعديه في هذا الصدد»، وذلك لـ«أسباب عدة»، تتمحور حول حاجته إلى أن يأخذ الأميركيون «زمام المبادرة»، باعتبار أن إسرائيل غير قادرة على إبرام صفقة تبادل من دونهم، كما أن هزيمة «حماس» عسكرياً لن تكون ذات «أهمية»، في حال تمكنت الجماعة من إعادة تشكيل نفسها، سواء «عن طريق تهريب العتاد عبر الحدود بين مصر وغزة، أو عن طريق استخدام الموارد المخصّصة لإعادة الإعمار»، طبقاً للتقرير، الذي يتابع أن واشنطن وحدها قادرة «على صياغة الاتفاقات والآليات» لمنع مثل هذه العمليات. وتُضاف إلى ما تقدّم، حاجة نتنياهو إلى دول عربية رئيسة «للعمل مع الولايات المتحدة والجهات الفاعلة الأخرى لإنشاء إدارة مؤقتة في غزة، تتولى مسؤولية الحكم والأمن اليومي».

على أنه من غير المرجح أن إسرائيل تفكر، في هذه اللحظة المفصلية تحديداً، بخطة «اليوم التالي» التي كثر الحديث عنها سابقاً، بل هي تركّز اهتمامها على كيفية تلقّف الرد الذي تتمسّك قوى المقاومة به، وترفض تقديم أي «تنازلات» إزاءه، رغم الضغوط الأميركية المستمرّة عليها. وفي السياق، وطبقاً لما أقرت به مصادر إسرائيلية، فإن نتنياهو لا يبدو واثقاً من قدرة الكيان على التعامل مع أي هجوم جديد واسع النطاق، أو حشد «خصوم إيران» للتصدي له، كما حصل في نيسان. وبعد إعلان الأردن والسعودية أنهما لا يريدان تحويل مجالهما الجوي إلى «منطقة حرب»، وتأكيد مصر أنها لن «تكون جزءاً من محور عسكري يشارك في صد أي هجوم إيراني»، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، ساعد في تشكيل «الائتلاف الإقليمي» لمواجهة الهجوم السابق، قوله إن مثل تلك المواقف «مقلقة جداً»، مشيراً إلى أنه رغم أن الدول العربية «تريد احتواء إيران»، فإن العلاقات التي تربطها بإسرائيل «حساسة»، ولم يتم اختبارها «إلا مرة واحدة على نطاق واسع». كما أقرّ المسؤول بأنه «أمام احتمال اندلاع حرب شاملة، فإن إسرائيل تعمل بمفردها تماماً».

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بري يعلن تسلمه عرضا أمريكيا لوقف إطلاق النار وتواصل النقاش بشأنه.. وإسرائيل تنتظر الردّ في غضون أيام قليلة وتعلن إنّها ستنشر قوّاتها على طُول الحدود والمعابر

أعلن رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، مساء الجمعة، تسلمه مقترحا أمريكيا لوقف إطلاق النار في ظل الحرب الإسرائيلية على بلاده، لافتا إلى النقاش لا يزال ...