الرئيسية » مجتمع » لماذا نتجنّب مراجعة الطبيب النفسي.. “فوبيا الوصمة” تراكم متوالية معاناة مسكوت عنها !

لماذا نتجنّب مراجعة الطبيب النفسي.. “فوبيا الوصمة” تراكم متوالية معاناة مسكوت عنها !

 

 

من الطبيعي أن تكون متوتراً بعض الشيء عندما تفكر في الذهاب لموعدك الأول مع الطبيب أو الاختصاصي النفسي، والخوف من الحضور إلى العيادة النفسية أمر شائع لدى أغلبية الناس، باعتبار أن العالم الواقعي والعالم الافتراضي ربط فكرة الطبيب النفسي بأنه طبيب المجانين، لذلك يعزف الكثيرون من الذهاب إليه نتيجة السلوكيات الخاطئة والثقافة المجتمعية الشائعة التي لا تزال تؤثر على عقولهم وتفكيرهم بأن المجتمع المحيط سينظر لهم نظرة، خاصة أنهم مختلون عقلياً بالرغم من الوعي المتزايد في الوقت الراهن حول أهمية الصحة النفسية والحفاظ عليها، وأن سلامتها تعادل سلامة العافية البدنية لكن كثرة الأقاويل والمعتقدات تجاه الأمراض النفسية لا يزال يشوبها الكثير من التردد ما يؤدي إلى تراجع النتائج المرجوّة من العلاج مع ترسيخ ما يعرف بوصمة العار.

اختصاصي: إذا كنا نمرّ في أزمة نفسية فالطبيب النفسي هو الحل ومن رقي المجتمعات احترام من يريد أن يعالج نفسه

معتقدات خاطئة
جلسات العلاج النفسي.. هي مساحة يمكنك فيها مناقشة كل ما يتعلق بك من سلوكيات ومشاعر وعلاقات بهدف إيجاد حلول تساعدك على التخلص من العادات والتصرفات السلبية التي تؤثر على مختلف جوانب حياتك، وفائدتها تكمن بأنها تدعم حالتك النفسية وتقودها إلى مرحلة أفضل، وتجدر الإشارة إلى أن نجاح جلسات العلاج النفسي تعتمد بشكل كبير على علاقتك بمعالجك النفسي ومقدار الثقة والارتياح والتعاون المتبادل بينكما، وبرأي (ع- د) 20 عاماً فإن الذهاب للطبيب النفسي فيه شيء من الراحة وليس معيباً كما هو شائع، ومن خلال تجربتي أثناء دراستي للثانوية العامة عانيت من اكتئاب حاد أثّر على علاقتي مع الجميع وعلى روتيني ونشاطي اليومي، بسبب ثرثرة الناس من حولي بأن مجموعي يجب أن يؤهلني لدراسة الطب البشري، وإذا لم أحقق هذا الهدف لن أكون محط اهتمام وإعجاب من قبلهم ما أدخلني في حالة نفسية سيئة لجأت بسببها للطبيب النفسي الذي ساعدني من الخروج منها واستعادة ثقتي بنفسي من جديد.

((جلسات العلاج النفسي مساحة لمناقشة كل ما يتعلق بالسلوكيات والمشاعر والعلاقات بهدف إيجاد حلول تساعد على التخلص من العادات والتصرفات السلبية))

نظرة سلبية
فرضت علينا ثقافة المجتمع أن كل من يزور عيادة نفسية أو اختصاصياً نفسياً يندرج تحت قائمة المشبوهين وينظر إليه بمنظار الجنون حتى إننا نخاف أن نخوض في مثل هذه الأمور ونعيبها على بعضنا البعض وكأنها عار وهذا ما جعل اللجوء إلى الطبيب النفسي للتغلب على المعوقات النفسية السلبية يدخل في ثقافة العيب وتتابع نيفين 35 عاماً، لن أفكر في يوم من الأيام أن أذهب لطبيب نفسي مهما حصل لأنها تعد حالة اجتماعية قليلة ونادرة الحدوث في مجتمعنا العربي وإن حدثت تكون في سرية تامة خوفاً من وصمة عار في تاريخ الشخص والبعض يضطر للسفر إلى الخارج خوفاً من النظرات القاتلة التي تلاحقه ممن حوله، وهذه النظرة السلبية لن تتغير مهما بلغت أهمية العلاج النفسي وارتباطه الوثيق بالصحة العامة بسبب العادات والأقاويل التي كونت لدينا ثقافة خاصة حول الطب النفسي.

أهمية الطب النفسي
للأسف أضحى من يعاني من مشكلة نفسية ويود زيارة الطبيب النفسي هو مجنون في نظر المجتمع، ويعزو الاختصاصي النفسي خالد الأشقر هذه النظرة السلبية إلى الإعلام المتمثل في الأفلام التي أظهرت الطبيب النفسي أنه غير طبيعي ويعاني من اختلال عقلي ما شوه صورته بشكل عام، فغالبية الأفراد لا يستطيعون التفريق بين حالات الاختلال العقلي والجنون وبين المشكلات النفسية البسيطة التي تحتاج إلى بعض الاستشارات لتجاوز المشكلة سواء علاجاً سلوكياً أو دوائياً، وهم في النهاية أشخاص طبيعيون لكن ضغوط الحياة وبعض الصدمات العاطفية هي التي سببت بعض المشكلات النفسية والتي يمكن تجاوزها.
مشيراً إلى أن الأمراض النفسية إذا لم تعالج من البداية قد تتفاقم وتتحول إلى مرض عضوي والعزوف عن الطب النفسي جعلت الأمراض النفسية تتراكم وتتكاثر لذلك لابد من الذهاب إلى الاختصاصي النفسي فوراً في حال الشعور بأمر غير طبيعي يحدث.

((اختصاصي نفسي: النظرة السلبية تعود للأفلام التي أظهرت الطبيب النفسي أنه غير طبيعي ويعاني من اختلال عقلي ما شوه صورته بشكل عام))

وأوضح الأشقر أن للطبيب النفسي مكانة كبيرة في المجتمع، فالصحة النفسية تنعكس على جميع مظاهر حياة الإنسان وتجعله متفائلاً ومنتجاً في عمله وسعيداً في حياته وإن لم يكن للطب النفسي أهمية لما وجدناه في عدة أماكن هامة فالمشكلات الأسرية في المحاكم يتم تحويلها إلى مراكز الإرشاد والتوجيه والمراكز النفسية لحل هذه المشاكل حيث يمتلك المختص النفسي مهارات لتعديل الأفكار والسلوكيات التي تكونت بين الزوجين، وأيضاً تواجد في جميع المدارس لدوره الفعّال في حل مشكلات الطلاب النفسية إن كان ضمن عائلاتهم أو داخل المدرسة.
ويؤكد إذا كنا نمرّ في أزمة نفسية فالطبيب النفسي هو الحل وأن نثق به كثيراً إذ يمكنه أن يخفف عنا نسبة كبيرة من المشكلة النفسية والأمر عادي جداً وليس عيباً مادام يصب في صالح صحتك، والأشخاص الذين يشعرون بالحرج والخجل عندما يواجهون مشكله نفسية ولا يرغبون بالتحدث عن أمورهم الشخصية إلى الآخرين يلجؤون للطبيب والعيب هو الاعتقاد أنه عيب ومن رقي المجتمعات احترام من يريد أن يعالج نفسه.

((الأمراض النفسية إذا لم تعالج من البداية قد تتفاقم وتتحول إلى مرض عضوي))

إحصائيات
يؤثر الاضطراب النفسي على شخص واحد من كل 8 أشخاص في العالم و 970 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مصابون باضطراب نفسي، والقلق والاكتئاب الأكثر شيوعاً حيث بلغ عدد المصابين باضطرابات القلق 301 مليون شخص والمصابون بالاكتئاب 280 مليون شخص ويتضرر 10% من سكان العالم من الاضطرابات النفسية التي تمثل 30% من العبء العالمي للأمراض غير المميتة وحوالي 20% من الأطفال والمراهقين لديهم اضطرابات نفسية وتبدأ قبل سن 14 عاماً.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤثرات الصحية والنفسية على ذاكرة الطفل.. الدكتورة علي لـ «الثورة»: النوم والغذاء واستقرار الأسرة داعم أساسي للعافية

الذاكرة ملكة عقلية وقدرة لا يستهان بها وذات أهمية كبيرة بالنسبة للإنسان في حياتة وتعاملاته وتعلمه، وفقدانها يولد اضطرابات سلوكية لديه، لكن هناك مفهوم يرتبط ...