رفاه نيوف
عندما يكون الفلاح بخير نكون بخير، هذه المقولة كنا نسمعها مذ كنا صغاراً، ولم نكن نعي معناها الكبير والعميق، حتى وصلنا إلى هذا اليوم، الذي باتت معاناة الفلاح تزيد يوماً بعد يوم، وانعكست على حياتنا اليومية من غلاء للخضار والفواكه بشكل غير مسبوق، وخاصة أنها في “عزّ” موسمها، موسم الصيف.
نعم فلاحنا ليس بخير، ونحن لسنا بخير على الرغم من التصاريح اليومية و”المانشيتات” العريضة لضرورة دعم الزراعة والمزارعين، إلا أن هذا الدعم وآلياته لا تتجاوز الكلام والشعارات التي مللنا سماعها ولم يعد يصدقها الفلاح، فهجر أرضه وانخفض الإنتاج.
وإلا فكيف نفسر التراجع الكبير في إنتاج القطن في بلدنا؟ وكيف نفسر توقف استقبال طلبات جديدة من المزارعين في المصارف الزراعية حالياً، والمزارع بأمسّ الحاجة للقرض الزراعي والذي يندرج تحت مسمى دعم الإنتاج الزراعي والمزارع، لوجود آلية جديدة للدعم من خلال ربط الإقراض بالتحصيل، وبهذا ستنخفض نسبة الإقراض بشكل كبير، والمزارع غير قادر على تمويل زراعته، وخاصة المحمية منها في حال لم يستطع الحصول على قرض في موعده، وهو اليوم في موعد بدء الزراعة لموسم جديد؟
وكيف نفسر شرط منح قرض إنشاء البيوت المحمية للمزارع، بأن ينشئ البيت المحمي قبل الحصول على القرض، فلو كان قادراً على الإنشاء، هل يرهن أرضه التي تساوي مليارات الليرات ليحصل على قرض لا يتجاوز ١٠٠ مليون ويدفع فوائد تصل إلى ١٣ ٪؟
وكيف نفسر غياب المازوت الزراعي وغياب الكهرباء، ليصبح المزارع عاجزاً عن ري مزروعاته؟
وماذا نفسر تشجيع إقامة المشاريع الصغيرة في ريفنا الفقير لتأمين فرص عمل، وأحد هذه المشاريع وقد أقيمت له الدورات وقدمت الشتول، زراعة النباتات العطرية والطبية من زعتر وزوفا وإكليل الجبل والميرمية وغيرها، وباتت تزرع في حدائق المنازل، فلا يخلو بيت ريفي منها، لتصادر بحجة أنها نباتات حراجية؟.
ومن يفسر لنا الهدف من تصدير حيوانات برية (سلاحف نسانيس، سناجب، غرير…) بقيمة ٣ ملايين يورو خلال سبعة أشهر؟ وهل يعي من أعطى الإذن بالتصدير أن هذه الحيوانات في طريقها للانقراض من غاباتنا بعد ما حدث من حرائق، ودورها البيئي الكبير؟.
يمنعون البيع والتصدير لنوع نباتي ويسمحون بالتصدير لنوع آخر، يصدرون القرارات لدعم المزارع والواقع يحكي عكس ذلك، فمن يصدر هذه القرارات؟ وهل كل ما ذكرنا يندرج تحت دعم الإنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني؟ نريد جواباً يشفي غليل المزارع والمواطن. هل إنتاجنا الزراعي بخير بعد هذه القرارات؟
سيرياهوم نيوز١_تشرين