آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب الأسبوع » التراث الشعبي في منطقة سلمية

التراث الشعبي في منطقة سلمية

 

 

| مايا سلامي

 

صدر عن وزارة الثقافة- الهيئة العامة السورية للكتاب دراسة بعنوان: «التراث الشعبي في منطقة سلمية»، تأليف د. علي حسن موسى، تقع في 419 صفحة من القطع الكبير، وتسلط الضوء على منطقة السلمية في محافظة حماة الزاخرة بتراثها الإنساني لما عاشته من أحداث عبر مسيرة تاريخية طويلة، تعاقبت خلالها على أرضها شعوب وترعرت فيها حضارات، ما زالت شواهدها ذكرى حية لها.

 

ويتطرق الكتاب إلى جوانب التراث الشعبي في منطقة سلمية كافة عبر عشرين فصلاً ابتداءً بالعمران والتجهيزات المنزلية وأدوات الاستخدام المختلفة في جوانب الحياة كافة، مع وقفة مع العمليات الزراعية وأدواتها والحيوانات المرباة وطرق تربيتها ومصادر مياه السقاية، وطرق النقل المستخدمة ووسائطها، من دون إغفال الصناعات الشعبية المختلفة والمهن التي كانت مستخدمة، وأنواع الأطعمة والألبسة وطرق إعدادها وكذلك الأفراح والأحزان، والألعاب الشعبية، وبعض العادات والتقاليد الشعبية التي هي انعكاس للأصالة وعراقة التاريخ.

 

طبيعة العمران

 

وفي البداية يتحدث الكاتب عن العمران في منطقة سلمية، ويشير إلى أن الطبيعة بمكوناتها كانت حتى الستينيات من القرن العشرين هي المحدد الرئيس لطبيعة العمران ونمطه، وخاصة في المراحل الأولى من إعمار منطقة سلمية الحديثة الذي كانت بداياته في أواخر الأربعينيات من القرن التاسع عشر، رغم أن منطقة سلمية مدينة وريفاً عرفت سكنى الإنسان قديماً، كما تدل على ذلك آثاره السكنية ومنجزاته الأخرى. ومما لاشك فيه أن أهل سلمية استفادوا في بداية سكناهم في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مما وجدوه من أماكن إيواء قديمة جاهزة أو بحاجة إلى تجهيز.

 

ويوضح أن مادة البناء الأساسية كانت تتكون من الطين بجانب الاستخدام القليل للحجارة وذلك حتى الخمسينيات من القرن العشرين باستثناء بعض الأبنية للموسرين وأصحاب الجاه الذين أشادوا أبنيتهم من الحجارة البازلتية التي استخلصوا بعضها من الأبنية المندثرة القديمة السابقة لعمران سلمية الحديث وبعضها الآخر استجلبوه من الجبال القريبة، وبهذا يمكننا تقسيم مادة البناء حسب طبيعتها إلى نوعين: الطين والحجارة.

 

الطهي والتخزين

 

ويتطرق الكاتب في دراسته إلى العادات اليومية لأهل سلمية وطرقهم في طهي وتحضير الطعام ويعرف الأواني والأدوات التي يستخدمونها، فيذكر د. علي أنه من الوسائل التي مستخدمة سابقاً: «الموقد» بنوعيه الحديدي والطيني إلى جانب الحجري الذي كان يتألف من ثلاثة حجارة كبيرة بازلتية في الأغلب، بطول نحو 35 سم، توضع متباعدة بعضها عن بعضٍ لتتخذ شكل مثلث، توضع عليها آنية الطبخ.

 

إضافة إلى «بابور الكاز» الذي دخل الاستعمال الواسع منذ أربعينيات القرن الماضي ومطلع القرن الحالي وإن كان ما يزال موجوداً في أغلبية البيوت فهو جزء من التراث القديم.

 

ويعدد أيضاً أبرز أدوات الطعام المستخدمة، وهي: الطنجرة، القدر، المقلي، التقلاية، الحلة، الدست، الجعيلة، اللكن، الطشت، المغرفة، الخاشوقة، الكبجة، الصحن، الجاط، المنسف، الصدر.

 

كما يتحدث عن طرق تخزين وحفظ المواد الغذائية والمؤن قديماً، وأهمها: «الخلية» التي كانت تصنع من الطين الأبيض الممزوج بالتبن ولها فتحة صغيرة في أسفلها وفتحة واسعة في أعلاها لصب الحبوب، «النول»، و«الحاصل» الذي كان يصنع في النصف الأول من القرن العشرين من الطين الممزوج بالتبن ثم أخذ يصنع في النصف الثاني من القرن العشرين من الخشب والتوتياء ويحفظ فيه القمح والشعير، «العنبر» يصنع من الخشب ومن داخله مادة التوتياء الناعمة المصقولة وكان يستخدم لحفظ السمنة، «النملية».

 

عادات اللباس

 

كما يتناول د. علي في دراسته عادات لباس الرجال والنساء في سلمية، ويقول: «تغير اللباس بين الأمس واليوم، واختلفت أنماطه ومادته ومصدره، وما علينا إلا أن نعود إلى نحو نصف قرن مضى فأكثر حتى نستطيع أن نستذكر اللباس التقليدي في منطقة سلمية الذي نجد منه الآن القليل القليل، بل إن بعضه اندثر وبعضه الآخر في طريق الاندثار. وعموماً فإن لباس سلمية هو ما كان متوافقاً مع البيئة المحلية وما نقله معه ساكن سلمية عند سكناه إياها من لباس تحور وتغير بعضه بحيث أضحى للسلموني لباس مميز نسبياً، وإن كانت هناك تقاطعات منه بين سلمية وحماة وريفها والريف السوري عامة.

 

وعن لباس الرجال يبين أنه كان يتألف من «الكلابية السلمونية التقليدية» التي تشبه العادية نفسها إنما يزين ما حول الرقبة بخرج وكذلك الفتحة الأمامية وكان لها خياطون مشهورون في سلمية. و«القنباز» الذي يشبه الجلابية لكنه أكثر اتساعاً ومفتوحاً من الأمام، «الدراعة» كانت تلبس بدل الكلابية وتصنع من القطن أو الجوخ وغالباً ما يكون لونها الأصفر الداكن وهي لباس الفقراء عموماً.

 

أما لباس النساء فيوضح أنه تمثل سابقاً في «التنورة» وهي ما يدعى حالياً الفستان وتصنع من القماش الثمين أو الخفيف حسب الحالة المادية، وهي طويلة تمتد من الرقبة إلى ما فوق القدمين بقليل وواسعة نسبياً، و«الترواك» وهو لباس خفيف عموماً ترتديه المرأة بعمر محدد فوق التنورة مغطية كامل جسدها، وهو مؤلف من قماش أسود ومن طبقة واحدة مبطنة من الداخل. إضافة إلى غطاء الرأس الذي تنوعت واختلفت نماذجه تبعاً للظروف التاريخية والإقليمية ما جعله يختلف محلياً عما هو في المناسبات التقليدية والسفر خارج سلمية، ومما هو متعارف عليه: القزية، القمطة، العصبة، الإيشارب، الشال، البونين، الملاءة

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

التاريخ الخفي للكارثة الأميركية في آسيا …

  كيف انخرطت أميركا في الصين خلال ازدهار تجارة الأفيون؟ولماذا لم تنجح الولايات المتحدة في التعامل الصحيح مع ثقافات آسيا الشرقية؟ ما أدى إلى كوارث ...