«أكثر ما نتذكّره هو حبّها لفلسطين والمخيّمات». بهذه العبارات، نعت مجموعة من الصحافيين بشرى عبد الصمد (1969-2024) التي انطفأت أمس بعد صراع مع مرض عضال، خاتمةً مسيرة إعلامية كان عنوانها المهنيّة والقرب من الناس وهمومهم. دخلت الراحلة عالم الصحافة بعد تخرّجها في كلية الإعلام في الجامعة اللبنانية في بداية تسعينيات القرن الماضي، وخاضت تجارب عدة في عالمَي الصحافة الورقية والإذاعية، قبل أن يأخذ التلفزيون الحصة الأكبر من مسيرتها. هكذا، بدأت عملها أمام الكاميرا في قناة «الجديد» بين عامَي 1993 و1997، لكن شهرتها جاءت بعد انضمامها كمراسلة إلى قناة «الجزيرة» القطرية في مطلع الألفين. برز اسمها بين الصحافيات الرصينات اللواتي امتلكن ثقافة واسعة وحفظ المتابعون وجهها وصوتها، وخصوصاً بعد تغطيتها حرب تموز 2006. إذ كانت تتنقل بين المناطق الجنوبية، وتشهد على المجازر التي ارتبكها العدوّ الإسرائيلي. عُرفت الراحلة بقربها من الناس، وكان اسمها يتردّد بين أهل الجنوب. بعدها، واصلت عملها في «الجزيرة» وغطّت أهم الأزمات الاقتصادية والسياسية والمحطات المفصلية التي عاشها لبنان.واصلت بشرى عملها مع القناة القطرية، وشهدت على العديد من التطورات السياسية والاقتصادية التي مرّ بها البلد. عُرفت الراحلة بحبّها لفلسطين، وحالما انتشر خبر رحيلها، أمس، استعاد كثيرون التغريدة التي كتبتها قبل سنوات، يوم قالت: «كيف يمكنكم كمجتمع عالمي أن تشاهدوا شعباً بأكمله يُباد بشكل منهجي؟ كيف أدرنا ظهورنا لإنسانيتنا المشتركة؟».
في عام 2020، تركت بشرى محطة «الجزيرة» بعد عملية صرف كبيرة لموظفيها شملت أكثر من 100 موظف، فغابت الصحافية اللبنانية لفترة وجيزة عن الشاشة، قبل أن تُطلق في شهر شباط (فبراير) الماضي بودكاست بعنوان «ظلالنا»، أنتج وعرض على منصة «وترة بودكاست». ألقى البودكاست الضوء على الصحة النفسية وتأثير الإجهاد وما بعد الصدمة على الصحافيين، مستقبلاً مجموعة من المصوّرين والصحافيين الذين غطّوا الحروب في المنطقة والعالم العربي. في هذا المشروع، نقلت عبد الصمد تجربتها وتجربة صحافيين كثيرين عبر مقابلات أجرتها معهم.
وفي إحدى الحلقات، استقبلت المصوّر في «الجزيرة»، إيلي براخيا، الذي أصيب في تشرين الأوّل (أكتوبر) الماضي، بعدما استهدف العدوّ الإسرائيلي مجموعة صحافيين في جنوب لبنان، ما أدى إلى استشهاد مصوّر وكالة «رويترز»، عصام عبد الله (1986 ــ 2023)، وإصابة آخرين.
* تقام مراسم التشييع عند الساعة 11 من قبل ظهر غد الأربعاء في مدافن «شهداء فلسطين ـ مستديرة شاتيلا» في بيروت. وتقبل التعازي في نادي خريجي الجامعة الأميركية في بيروت (الوردية) يومَي الخميس 22 آب (أغسطس) والجمعة 23 آب، بدءاً من الثالثة بعد الظهر حتى السابعة مساءً. كما تقبل التعازي في دار عماطور (الشوف) يوم الأحد الموافق في الأول من أيلول (سبتمبر) من العاشرة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر
سيرياهوم نيوز١_الاخبار