يخوض الوسطاء، بالتعاون مع الولايات المتحدة، محاولات «الفرصة الأخيرة»، لمنع المفاوضات بين العدو الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، من الانهيار بشكل كامل. وبعد ما اعتُبر «رصاصة» أطلقها وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، من خلال إعلانه موافقة رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، على المقترح الجديد لصفقة وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وتحميل حركة «حماس» مسؤولية رفض الصفقة، عاد الوسطاء، ومعهم الأميركيون، إلى محاولة اجتراح «حلول» يرون أنها تملك إمكانية معقولة ليتمّ قبولها من قبل طرفَي التفاوض. وتتعلق هذه المحاولة المتجدّدة بمسألتين أساسيتين: الأولى، تواجد جيش الاحتلال الإسرائيلي في «محور فيلادلفيا» ومعبر رفح جنوبي قطاع غزة عند الحدود مع مصر؛ والثانية، تموضع قواته أيضاً في «محور نتساريم» وسط القطاع. وبعدما أبلغت حركة «حماس»، الوسطاء، بأنه لا إمكانية حتى لإجراء نقاش حول المقترح الأميركي الجديد الذي يتبنّى المطالب المتشدّدة لنتنياهو، ولوّحت بإعلان «إنهاء الاتصالات التفاوضية»، مع ما يعنيه ذلك من تصعيد محتمل في المنطقة، طلبت واشنطن، ومعها الوسطاء، فرصة أخرى للتوصل إلى «حلول مختلفة». ومما دفع في ذلك الاتجاه أيضاً، الرفض المصري المعلن لبقاء قوات الاحتلال في محور «فيلادلفيا» ومعبر رفح. وبحسب مصادر «الأخبار»، فقد «طالب المصريون، الأميركيين، بإيجاد حلول بديلة من تواجد القوات الإسرائيلية»، علماً أن «المقترح الأميركي المعدّل يتضمّن تواجداً محدوداً للجيش الإسرائيلي في المحور والمعبر الحدودييْن ضمن المرحلة الأولى من الصفقة، على أن يتمّ الانسحاب بشكل تامّ منهما في المرحلة الثانية». وفي هذا السياق، علمت «الأخبار» أن «ما يجري النقاش حوله حالياً، هو مقترح مجدّد، ينص على تواجد قوات تحت إشراف أممي، خلال المرحلة الأولى، في محوري فيلادلفيا ونتساريم ومعبر رفح، بدلاً من التواجد الإسرائيلي، على أن يكون هذا التواجد لمرحلة محدودة فقط». وتفيد مصادر مطّلعة على المسار التفاوضي بأن «دولة الإمارات ألمحت إلى استعدادها للمشاركة في قوات من هذا النوع، في حال كان هنالك اتفاق حولها، وتحت رعاية الأمم المتحدة». وتضيف هذه المصادر أن «مهمّة الأميركيين الحالية، هي إقناع الإسرائيليين بهذا المقترح، أما مهمّة الوسيطين القطري والمصري، فهي إقناع حركة حماس به». وتقدّر المصادر أن «نقاش المقترح الجديد كان جوهر اتصال الأمس بين الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والذي شاركت فيه أيضاً نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس». ويأتي ذلك فيما من المُنتظر أن تُستأنف المفاوضات اليوم وغداً، في القاهرة، بمشاركة كبير مستشاري بايدن، بريت ماكغورك، حيث ستكون هناك فرصة «حسّاسة» لإجراء التعديلات المذكورة على المقترح الأميركي، قبل إرساله إلى حركة «حماس».
أعلن وزير حرب العدو، يوآف غالانت، خلال زيارته «محور فيلادلفيا»، أمس، بشكل غير مباشر، انتهاء المهمّة في المحور الحدودي
وفي ما بدا دعماً للمقترح الجديد، أعلن وزير حرب العدو، يوآف غالانت، خلال زيارته «محور فيلادلفيا»، أمس، بشكل غير مباشر، انتهاء المهمّة في المحور الحدودي، مع «الانتهاء من تدمير وردم أهمّ 150 نفقاً تمّ العثور عليها في رفح»، بحسبه. وأضاف غالانت أن «الشيء الأكثر أهمية هو أن نتذكّر ما هي أهداف الحرب (…) يجب أن نحقّق جميع أهداف الحرب، سواء في ما يتعلّق بحماس، أو في ما يتعلّق بالمختطفين، والآن نحن ننظر إلى الشمال». ورأى المراسلون السياسيون الإسرائيليون، في تصريحات غالانت، موافقة غير معلنة على الانسحاب من «فيلادلفيا» في إطار أي صفقة تبادل. وفي السياق نفسه، كشفت قناة «كان» الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين كبار، أن «مصر بعثت برسالة إلى المسؤولين الإسرائيليين مفادها أنه ليس لديكم ما تبحثون عنه في محور فيلادلفيا، فالأنفاق تخترق أماكن بعيدة عن الحدود»، فيما نقل موقع «واللا» عن مصدرين قولهما إن «واشنطن والقاهرة رفضتا خرائط قدّمتها تل أبيب لنشر قواتها في المحور، ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل».
سيرياهوم نيوز١_الاخبار