نجاحات متتالية على مختلف الصعد حققتها إيران على مدى 42 عاماً من انتصار الثورة الإسلامية لم تتمكن خلالها قوى التآمر من كسر إرادة المقاومة والصمود لدى الشعب الإيراني في مواجهة الأعداء.
مسيرة التقدم والتطور التي تسير عليها إيران بعزيمة وثبات شعبها ودعمه مستمرة في مواجهة المؤامرات والسياسات المعادية لها وإذ يحيي الشعب الإيراني اليوم الذكرى الـ 42 لانتصار الثورة الإسلامية فإنه يؤكد مجدداً قوة إرادته في مواجهة التهديدات والتصدي للعقوبات والتصعيدات العسكرية فمرور الأعوام لم يغير التحديات التي تواجهها إيران على مدى العقود مع إصرار الولايات المتحدة ومن لف لفيفها من قوى التآمر على نهجها الاستعماري.
تصدى الشعب الإيراني للحرب الاقتصادية المفروضة عليه الحق الهزيمة بأمريكا كما أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني الذي أشار في كلمة متلفزة اليوم إلى أن هذه الهزيمة وعزلة واشنطن في الأمم المتحدة كانت حدثاً غير مسبوق في التاريخ مبينا أن إيران سجلت انتصارات في مواجهة الضغوط الأمريكية رغم ظروف الحرب الاقتصادية.
الأعوام التي مرت على ذكرى انتصار الثورة الإسلامية لم تغير أيضاً من حقيقة أن إيران ما زالت محوراً رئيساً ثابتاً في التصدي للتقلبات الكثيرة والتدخلات الغربية في شؤون دول منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة انطلاقاً من مواقفها السياسية الثابتة ورفضها التنازل عن مبادئها القائمة على أساس تحقيق العدالة والسلام للجميع وما زالت سياستها المستقلة التي تقوم على حسن الجوار وإقامة العلاقات الطيبة مع جميع الدول ودعمها القضية الفلسطينية ووقوفها بوجه السياسات العدوانية الأمريكية والإسرائيلية قائمة وراسخة.
ذكرى انتصار الثورة الإسلامية التي واجهت منذ انطلاقها الكثير من التحديات تتزامن مع تصعيدات خطيرة في المواقف الغربية تجاه إيران فحجم الاستفزازات الأمريكية الموجه ضد طهران هائل سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية حيث دأبت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب على تصعيد سياستها العدائية عبر سلسلة إجراءات وتصرفات مخالفة للقوانين الدولية بما فيها على سبيل المثال وليس الحصر الانسحاب من الاتفاق النووي وتجديد فرض العقوبات غير القانونية عليها وصولاً إلى التحريض على قرصنة ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق وأخيراً جريمة اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الفريق قاسم سليماني.
المكاسب الكثيرة التي حققتها إيران منذ انتصار الثورة الإسلامية عام 1979 وعلى رأسها استقلالية القرار السياسي جعل منها قوة إقليمية كبيرة أثارت هلع قوى الغرب الاستعمارية وقضت مضاجعها ولا سيما أن الثورة اعتمدت العلم نهجاً لها في بناء البلاد ما جعلها في مصاف أهم الدول في العالم في مجال الاختراعات العلمية والتفوق الحضاري.
وشملت منجزات الثورة الإيرانية الكثير من المجالات فإضافة إلى التطور الاقتصادي والعلمي شهدت البلاد أيضاً نقلة نوعية في المجالات العسكرية الدفاعية وعلى صعيد تطوير الأسلحة وصناعتها بمجهود ذاتي ما جعلها قوة يحسب حسابها من حيث قدراتها الدفاعية ضد أي عدوان خارجي كما أن إيران تمكنت من التصدي للعقوبات الاقتصادية واستطاعت التكيف مع التطورات المتلاحقة رغم انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الموقع مع مجموعة دول “خمسة زائد واحد” عام 2015 وإصرار ترامب على تقويض الاتفاق بشكل كامل عبر تهديدها بفرض رسوم جمركية على واردات السيارات الأوروبية ما لم تخضع أوروبا لإملاءاتها في تفعيل آلية فض النزاع ضمن الاتفاق.
سياسة إيران الثابتة والقائمة على تعزيز السلام بين الدول ودعم القضية الفلسطينية لم تتوافق يوماً مع أطماع الولايات المتحدة وحلفائها وهي لطالما وقفت عائقاً أمام تحقيق أجنداتهم في المنطقة حيث سقطت جميع الرهانات الأمريكية والغربية على كسر إرادة الشعب الايراني سواء عبر العقوبات أو التهديدات والتصعيدات العسكرية وتحطمت بفضل صمود وشجاعة الدولة والشعب الإيراني المقاوم.
سيرياهوم نيوز-سانا