آخر الأخبار
الرئيسية » تربية وتعليم وإعلام » … وجائزة الصَهيَنة تذهب إلى «العربية»!

… وجائزة الصَهيَنة تذهب إلى «العربية»!

نزار نمر

 

كل يوم، تؤكّد قناة «العربية» السعودية أنّها استحالت ناطقةً إعلاميةً باسم كيان الاحتلال الإسرائيلي، إلى حدّ بات صعباً التفرقة بينها وبين واجهة الكيان الإعلامية، قناة i24 الناطقة بالعربية. تمعن «العربية» ليس فقط في نقل السردية الصهيونية في ما حتّى نظيراتها العبرية والغربية تضبطه إلى حدّ ما («الأخبار» 1/11/2023)، بل تعلنها أيضاً حرباً إعلامية على حركات المقاومة شتّى، وصولاً إلى استضافة ناطقين باسم الكيان بشكل دوري. بعد استضافة المتحدّث باسم «جيش» العدوّ أفيخاي أدرعي إبّان عملية المقاومة اللبنانية شمال تل أبيب فجر الأحد الماضي، ها هي تستضيف مستشار الرئيس الإسرائيلي والمتحدّث السابق باسم حكومة الكيان، إيلون ليفي، الذي علّق على X قبل المقابلة قائلاً: «أنا على وشك الظهور على التلفزيون السعودي، وتغطيتهم أكثر إنصافاً من عدد من وسائل الإعلام الغربية». وسرعان ما أتت التعليقات من معارضي «إسرائيل»، ساخرةً من إعجاب ليفي بالقناة، ومشيرةً إلى أنّ الأمر لا يتعلّق بهامش حرّيات لدى المحطة، إنّما بكونها بوقاً لطرف واحد هو طرفه، فيما تمارس تعتيماً على الصوت العربي.ما سبق لا يُعتبر المرّة الأولى التي تحصل فيها القناة على الثناء من داخل الكيان، فقد كتبت صحيفة «هآرتس» العبرية مراراً معلّقةً على أهمّية بثّ «العربية» السردية الصهيونية بالنسبة إلى الكيان، آخرها تقرير نشرته قبل يومَين تحت عنوان «ثورة قناة العربية». ومدح المقال القناة، واصفاً إيّاها بأنّها «بديلة للأصوات المناهضة لإسرائيل في وسائل الإعلام العربية»، و«ناطقة بلسان وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان». وأشار أيضاً إلى «تعاون «إسرائيل» في نقل الرسائل إلى القناة» التي «تأسّست كبديل لقناة «الجزيرة»».

ويستفيض التقرير مورداً: «في ظاهر الأمر، هي حالة هامشية في حرب متعدّدة الساحات وقابلة للتصعيد. لكنّ المشاهدين في العالم العربي لا يرون يوميّاً المتحدّث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي على شاشاتهم. في الواقع، هذا جزء من القصّة العظيمة لقناة «العربية»، التي تناضل من أجل تشكيل الوعي الجماعي في دول الخليج، ولا تتورّع عن عرض سياسات الجانب الإسرائيلي. يعكس تاريخ القناة وصعودها الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لجعلها أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في الدول العربية».

ويستند التقرير إلى الصحافية الصهيونية أوريت بيرلوف، الباحثة في «معهد دراسات الأمن القومي» والمستشارة السابقة لـ «وزارة الخارجية». وينقل عنها قولها إنّ ««الجزيرة» كانت في الماضي تسيطر بشكل شبه كامل على تدفّق المعلومات وتشكيل الوعي في العالم العربي»، وإنّ «المهمّ في هذه العملية هو التنافس بين القناتَين، وتوفير مصادر إضافية للمعلومات والروايات»، مبرّرةً بأنّ ذلك «ليس من باب الحبّ لإسرائيل أو الرغبة في إظهار أنّ إسرائيل منتصرة، بل من منطلق الكراهية المطلقة للإسلام». وتضيف أنّ «العربية» تعمل على عكس «الجزيرة» من حيث «تثبيت الوعي، وفي لغة الإستراتيجية، يطلق على ذلك اسم الملاحة».

هكذا إذاً، يثبت أنّ الانتقادات التي تطال «العربية» منذ عشرة أشهر ليست ظلماً ولا تجنّياً، بل ها هم الإسرائيليّون يثنون على دورها المتطرّف في انحيازه ويعتبرونه محورياً في آلة حرب الإبادة التي يشنّونها على قطاع غزّة وعدوانهم على الضفّة الغربية والجنوب اللبناني وسوريا والعراق واليمن، وحرب المعلومات والبروباغندا النفسية المرافقة. لكن ليس واضحاً ما إذا كان ذلك سيفيد «العربية» أو حكومتها، فيما الرأي العام العربي بغالبيّته «يبحر» تجاه قضية فلسطين، ووصل حدّ المطالبة بمقاطعة القناة في أنحاء متعدّدة من العالم العربي، بسبب «ملاحتها» المالحة.

x

‎قد يُعجبك أيضاً

قانون اتحاد الصحفيين… ندوة حوارية‏ في دار البعث

دعا المشاركون في الندوة الحوارية التي أقامها فرع دمشق لاتحاد الصحفيين على ‏مدرج دار البعث تحت عنوان “ماذا يريد الصحفيون من قانون اتحاد الصحفيين” إلى تعديل ...