رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد
خلال العقود والسنوات الماضية أعتمد أصحاب القرار ثقافة مفادها شرح كلمات وخطابات السيد رئيس الجمهورية ورفعها كشعارات في الاجتماعات والمؤتمرات دون القيام بأي خطوات عملية تذكر لتنفيذ مايجب تنفيذه منها مادفعني لانتقاد هذه الثقافة في اجتماعات جرت في المركز الثقافي بحضور مسؤولين في مواقع متقدمة وتوجيه سؤال صريح لكل منهم مضمونه “متى سنتحول من ثقافة التغني فقط بما يقوله ويوجّه به السيد الرئيس إلى ثقافة وضع الخطط وآليات العمل والمتابعة المناسبة لتنفيذ مايوجّه به السيد الرئيس”، وللأسف لم يجب على هذا السؤال أيُّ منهم بشكل واضح ومقنع.
اليوم وبعد الكلمةالتي ألقاها السيد الرئيس بشار الأسد يوم الأحد الماضي أمام مجلس الشعب في بداية الدور التشريعي الرابع نعود لنسأل ألم يحن الوقت للتحول إلى ثقافة تنفيذ ماوجه ويوجّه به السيد الرئيس خاصة وأن تنفيذه بالشكل والمضمون الصحيحين من شأنه-وفق قناعة الشعب- أن يحسّن أحوالنا في كل المجالات وبنسب مرتفعة،ولاسيما فيما يخص مشكلاتنا المختلفة التي خلقناها بسوء إداراتنا أو فسادنا أو غياب سياساتنا وآليات عملنا الصحيحة؟.
ودون الدخول في التفاصيل أعتقد أن مجلس الشعب -الذي وصفه السيد الرئيس بأنه المؤسسة الأهم في مؤسسات الدولة- يجب أن يكون المبادر والرائد وفي مقدمة المؤسسات في هذا المجال، وعندما ينجح في ذلك ستقتدي به بقية مؤسسات الدولة ومن يقصر منها في التنفيذ يخضع للمساءلة ومن ثم محاسبة القائمين عليها من قبل المجلس في إطار دوره الرقابي وبعد ذلك سيكون تأثير المجلس في الحياة العامة ملموساً، وليس كما كان في الأدوار السابقة وسيزداد هذا التأثير كلما شهدت مؤسساتنا تقدماً وتطوراً في الأداء والإنتاج والخدمات.
(سيرياهوم نيوز 1-الثورة)