الرئيسية » مجتمع » إسرائيل تشتري إعلانات غوغل… وتحاصر الأونروا

إسرائيل تشتري إعلانات غوغل… وتحاصر الأونروا

غادة حداد

تجد إسرائيل أساليب جديدة لشد الخناق على الفلسطينيين. تمنع عنهم التعليم والطعام والمسكن، وتحاصرهم في غزة والضفة، وحتى في الشتات. في منتصف كانون الثاني (يناير) الفائت، علّق عدد من الدول الغربية تمويل الأونروا، بعد اتهام 12 موظفاً في الأونروا بمشاركتهم في عملية «طوفان الأقصى»، وضغطت إسرائيل على الحكومات الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الأميركية، بهدف وقف التمويل. وكانت الأونروا في الولايات المتحدة، قد جمعت تبرّعات كبيرة، بعدما شنّ الاحتلال حربه على قطاع غزة. ولمواجهة الأمر، اشترت إسرائيل إعلانات لـ «البحث عن الأونروا» و«الأونروا في الولايات المتحدة الأميركية»، محاولةً توجيه هذا الجمهور نحو موقع Govextra، الذي ينشر ارتباط الأونروا بحركة «حماس». منذ السابع من أكتوبر، يعمل الموقع على تصوير المنظمة كمموّلة لـ «الإرهاب». ويشير في خانة شرح الخلفيات، إلى أن القوات الإسرائيلية «استعادت (بعد السابع من أكتوبر)، ملايين الوثائق من المواد «المعادية» التي كشفت عن قضيتين مترابطتين: «أولاً، تورط موظفي الأونروا في مذبحة 7 أكتوبر. وثانياً، التسلل العميق والمنهجي من قبل تلك المنظمات الإرهابية، وخاصة «حماس»، إلى صفوف الأونروا».وبحسب تحقيق لموقع Wired، أنه بين أيار (مايو) وتموز (يوليو)، بحث المستخدمون عن أكثر من 300 مصطلح متعلق بالأونروا، وظهرت الإعلانات الإسرائيلية بنسبة 44 في المئة في الوقت الذي كانت فيه الإعلانات الإسرائيلية وإعلانات الأونروا الأميركية مؤهلة للظهور، ولكنها ظهرت بنسبة 34 في المئة من الحالات المؤهلة.

وتستفيد الأونروا من 1.5 مليار دولار سنوياً من الدعم المقدم من المانحين، ويعمل قرابة 30 ألف شخص مع المنظمة، لرعاية ملايين اللاجئين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة وخارجها.

حاول عدد من الناشطين في بداية العام، تقديم شكاوى لغوغل بشأن هذه الإعلانات، وكان رد الشركة بأنّ الإعلانات المعنيّة قد تمت إزالتها.

وفي أيار (مايو)، عادت إسرائيل لتروّج لفكرة «حيادية الأونروا مهددة»، و«إسرائيل تكشف عن مشكلات الأونروا»، و«إسرائيل تدعو إلى ممارسات إنسانية أكثر أماناً وشفافية». وانتشرت هذه الإعلانات في الولايات المتحدة والدول الأوروبية، رغم اعتراضات الأونروا عليها، خصوصاً أنّ هذه الإعلانات تتعارض مع سياسة غوغل التي تحظّر استخدام علامات تجارية لأشخاص آخرين «بطرق مشوشة أو مضللة». لكنّ غوغل رفضت شكوى الأونروا حول العلامة التجارية، على اعتبار أنها لم تحصل على علامة تجارية في الأردن، حيث تم تسجيل حسابها الإعلاني. قدرة الاحتلال على السيطرة على إعلانات غوغل، تضع المحرك البحثي في خدمة الدعاية الإسرائيلية، خصوصاً بعدما لعبت مواقع التواصل الاجتماعي، دوراً في فضح جرائم العدو والأكاذيب الإسرائيلية، أمام الرأي العام الغربي.

والخطورة بما يجري، هو قدرة إسرائيل على السيطرة على هذه المواقع، بفعل قدرتها المالية من جانب، وعلاقتها مع هذه المؤسسات من جهة أخرى، إذ نقل تحقيق موقع wired، عن عدد من الموظفين الحاليين والسابقين في غوغل، أن الحملة المناهضة للأونروا ليست سوى واحدة من سلسلة إعلانات نظمتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، وأثارت شكاوى داخل الشركة وخارجها.

وفي حال نجحت الخطوة الإسرائيلية في التجييش الممنهج ضد الأونروا، فقد يؤدي ذلك إلى تفكّك المنظمة، في وقت الإبادة مستمرة في غزة، فيما أعلن الاحتلال عن حملة عسكرية جديدة في الضفة، وتحديداً في جنين وطولكرم للقضاء على أي نواة لحركة مقاومة

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١ _الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“اليونيسيف”: أكثر من 200 طفل قُتلوا في لبنان من جراء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين

منظّمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” تعلن استشهاد أكثر من 200 طفل في لبنان من جرّاء العدوان الإسرائيلي منذ نحو شهرين، في وقتٍ “يجري التعامل مع ...