الرئيسية » كتاب وآراء » التاريخ يسجّل و الفيس بوك يذكّر: كلام قديم وآخر جديد بعد مضي عام على نشر موقفنا في موقع “سيرياهوم نيوز ” مما تشهده السويداء

التاريخ يسجّل و الفيس بوك يذكّر: كلام قديم وآخر جديد بعد مضي عام على نشر موقفنا في موقع “سيرياهوم نيوز ” مما تشهده السويداء

 

 

كتب: عدنان عزام

 

التاريخ يسجل اليوم ملحمة المقاومة العربية التي تتصدى للغرب الصهيوني ، و تمرغ عنجهيته في التراب بعد أن ظل سيد الزمان و المكان طيلة الالف عام الماضية .

المقاومة العربية تقدم الشهداء فداء للوطن ، بيمنا ملايين العرب و ( المسلمين ) يتفرجون بصمت مريب !.

يذكرني الفيس بوك اليوم بما كتبته في مثل هذا اليوم من السنة الماضية .

الأخوات ,الأخوة السوريون

يا من غادر النوم عيونهم , ألماً لألام الوطن .

في هذا الظرف العصيب , أسجل ما يعتمل في داخلي , من جحيم وجودي , بكلمات مختصرة , نابعة من الصميم , كلمات أنثرها وسط الفضاء المحيط بنا و المزدحم بالمحللين و المنظرين و الاعلاميين و المتنمرين الذين يعطون الدروس بالوطنية و المعارضة و النضال .

أتساءل أين كان يختبئ كل هذا الكلام , كل هذا الحقد الدفين , كل هذه المواهب الخطابية !؟

المتكلمون عبر وسائل التواصل لا يملكون مفاتيح الحل و الربط , بينما ننتظر كلامهم , و المناط بهم الكلام لا يتكلمون و الشرح و إيجاد الحلول لا يتكلمون !, مدراء , وزراء , قيادات حزبية سابقة و حالية !

علما بأنني أتابع ليل نهار المأساة بل المحنة التي يعيشها وطننا و تهدّد وجودنا .

نعم نعيش أخطر مراحل وجود الدولة السورية الحديثة منذ مئة عام .

أقول هذا من وحي بيئتي التي نشأت بها و ثقافتي التي كونتها منذ خمسين عاما

أقول هذا من معرفتي بوطني من أقصاه إلى أقصاه و معرفتي بالعالم أجمع وخاصة الغرب ….. ال ص ه ي و ن ي …. و ذهنيته الاستعمارية المجرمة التي ارتكبت ابشع المجازر عبر التاريخ .

ولدت لعائلة وطنية في قريتي الدويرة غرب مدينة السويداء , حيث كل احاديثنا عن بطولات الأباء و الأجداد ضد العثمانيين و الفرنسيين .

الوالد يحدثنا عن جده المجاهد قفطان عزام و شقيقه المجاهد رشراش عزام اللذان كانا من الشخصيات الهامة في جبل العرب .

الوالدة تحدثنا عن والدها , جدي المجاهد أحمد كيوان الذي كان يقارع الاستعمار

أهل القرية يذكرون لنا بفرح عارم استقبالهم للرئيس جمال عبد الناصر عندما مر في قرية الدور المجاورة بطريقه الى السويداء .

الذكرى الأولى المطبوعة في ذاكرتي هي قيامنا بجمع القمح من أهالي قريتنا لارساله الى أهلنا في الجزائر التي كانت تقارع الاستعمار الفرنسي .

أذكر دائما باعتزاز كبير زيارة القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش إلى مضافتنا , وكيف كان يقف العم أبو خليل إبراهيم امامه لينشد له الاشعار التي سطرت ملحمة نضالهم ضد المستعمر .

تفخر قريتنا بمدخلها الذي يزينه صرح الشهداء ,للشهيد الطيار احمد عزام و الشهيد الطيار مهنا مطرد و الشهيد الملازم تركي الصفدي و غيرهم الكثير من الشهداء رحمهم الله .

أذكر أيضاً عندما خرجنا مع جماهير السويداء لاستقبال الرئيس حافظ الأسد في سبعينات القرن الماضي .

نعم …….. ( هذول احنا ) حياتنا كلها وطن و وطنية مجبولة بالايمان العميق و كذلك بالتواضع العاقل فلا نعطي دروساً لأحد و لا نقبل دروساً من أحد .

كنا نعيش فرحا عظيما بولادة الدولة السورية الحديثة , المنتفضة من رماد مئات السنين من الاحتلال والاقطاع و التخلف , و على كل من يتكلم في الشأن العام أن يعرف هذه الحقائق و يعرف أن تظافر جهود كل الاحزاب التقدمية , و الشخصيات الوطنية هو الذي مهد لولادة الدولة السورية الحديثة .

عاش السوريون مئات السنين في الفقر و الحاجة تحت نير الاحتلال و نير استغلال الأقطاعيين والآغوات الذين كانوا يمتصون دماءهم و يستبيحون اعراضهم .

لذلك نتشبث اليوم بالدولة السورية الحديثة , و كل ما يحصل من أخطاء قاتلة مُدوّن في التاريخ و التاريخ كفيل بمحاسبة مرتكبيها و محاسبة أبنائهم و احفادهم , كما يحصل في العديد من دول العالم .

الدولة السورية الحديثة حاولت تحريرنا من ظلامية المعتقدات التي حوّلت الأديان إلى طوائف متعصبة , لذلك لم أر في طفولتي الرموز الدينية إلّا في دور العبادة , بالرغم من أن أهلنا كانوا و مازالوا مؤمنين طيبين . و على كل من يستقوي على الدولة السورية الحديثة بالرموز الدينية أن يعلم أنه يُعيدنا إلى القرون الوسطى و يربطنا بالدولة العبرية التي تريد ذلك .

لم أفكر يوما أننا سنعيش هذا الشحن الطائفي المدمر الذي نسمعه اليوم .

لم أفكر أبداً أنني سأسمع يوما المنابزات الطائفية بين الأخوة و أبناء العم , أبناء الوطن الواحد , الذين يتهمون و يخوّنون بعضهم بعضاً .

من المستفيد من هذه الجريمة .؟

المستفيد من هذه الجريمة هو العدو الص……..ه. ي و ني وأعوانه القلائل الموجودين في كل المحافظات !

نعم الحرب على سورية جريمة يرتكبها العدو و يشارك بها كل سوري مناط به عمل رسمي لا يقوم به على اكمل وجه , في كافة القطاعات العسكرية و المدنية

و على كافة المستويات الإدارية و الحزبية و خاصة الوزراء المعنيين و المحافظين

لن أدخل في التفاصيل , كلكم تعرفون العوامل المساعدة للعدو على اشعال الفتن في وطننا , من تسيّب و ترهل و فساد و محسوبية , كل هذا أوصلنا إلى ما نحن به اليوم و التاريخ لن يرحمنا .

نعم يعمل العدو جاهدا للايقاع بنا , ولم و لن يتوقف يوما واحدا عن اشعال الفتن , و لا شك أنكم سمعتم ما يُحاك ضدنا اليوم في الكونغرس الأمريكي , على يد عضو لجنة العلاقات الخارجية عن الحزب الجمهوري , النائب جو ويلسون الذي قدم مشروع القانون

h r 3202

وينص هذا القانون على محاسبة كل دولة تتعامل مع سورية او تحاول التطبيع معها و يُلغي كل التسهيلات التي تم السماح بها اثر الزلزال الذي ضرب سورية , وأفاد النائب المجرم جو ويلسون أنه يهدف إلى جعل الشعب السوري يعيش سنوات طويلة تحت الحصار .

وهنا لا بد من التساؤل لماذا عادت أمريكا الى الاهتمام بمنطقتنا بكل هذه القوة بعد أن أعلنت ان الشرق الأوسط لم يعد منطقة مهمة لها و ستركز قوتها في شرق أسيا لمواجهة الخطر الصيني .

ليس من الصعب فهم ذلك لكل مراقب للسياسة الدولية , إذ ان أمريكا تخسر معركتها في أوكرانيا و اصبحت هذه الحرب تشكل نزفا ماليا كبيرا لها و تصدّعا لحلفائها في الدول الاوربية .

كما انها تخسر في مواجهتها مع الصين التي تهدد كيانها وخاصة بعد قيام مجموعة البركس , وشعور القيادة الامريكية أنّها ستكون في خطر خلال الانتخابات القادمة و هي في حالة الضعف هذه , لذلك قررت الدولة العميقة الامريكية العودة الى منطقة الشرق الأوسط وتحقيق انتصارات عسكرية في منطقتنا العربية و الضغط على ايران و قطع طريق الحرير على الصين من خلال اشعال حرب الابادة ضد الشعب الفلسطيني و شق قناة بن غوريون .

نعم هكذا يفكر و يقرّر صانعو القرار في الحزب الديمقراطي لكي يضمنوا النجاح في الانتخابات القادمة , و للعلم أقول أن معظم الدول الاستعمارية تشن حروبا قبيل الانتخابات , دون الاخذ بعين الاعتبار الجوانب الإنسانية و الأخلاقية .

نعم نحن على صفيح ساخن يهدّد وجودنا و يجعلنا نقول انه التحدي الأخطر للدولة السورية الحديثة , و كل هذا يتطلب منا الحيطة و الحذر و التفكير الوجداني العميق بوطننا و عدم الانشغال عنه بما يعتبره كل منا مكاسب شخصية له .

أطرح رأيي دون أن يكلفني احد بذلك و لا أمثّل إلّا نفسي , وحده انتمائي الوطني يدفعني إلى ذلك , لا الزم أحدا بآرائي هذه و لا أسمح لأحد بتقييمها , لأن المرحلة خطرة و تهدّد وجودنا كشعب و كدولة , و كل الدول التي تدخلت بها القوى المعادية شاهدة على ما أقول , أي أنها تتعرض للدمار و الحروب الأهلية .

لنضع المصلحة العليا فوق كل الاعتبارات , و نطالب بحكومة قادرة على البدء بإصلاحات فورية تحمي الوطن و تحصّن جبهته الداخلية , ونطالب أنفسنا بالتوقف فوراً عن هدم مؤسسات الدولة و رموزها .

اتابع ما يجري في العالم منذ خمسين عاما و لم أر أيّ تظاهرة تمنع الناس من الوصول إلى أعمالهم .

لماذا تحاولون أن تُصلحوا ما تعتقدونه خطأ بخطئ أكبر ؟

= لماذا تتصرفون ( بفكر دكتاتوري من خلال جر الناس بالقوة إلى التظاهر ) إذا كنتم فعلا تنشدون الديمقراطية ؟

= لماذا تعيبون على الدولة اختيار حلفاء لها ( ايران و روسيا ) و انتم تعملون مع الأعداء التاريخيين لوجودنا , الذين يحتلون ارضنا و ينهبون بترولنا و يحرقون قمحنا .

هذا رأيي الذي يمثلني لا أفرضه على أحد , لكنني على يقين و دراية أنه سينتصر رغم كل أنواع الهستيريا البروباغندية التي يحاول العدو فرضها علينا .

*احاول ان احذف كلمة واحدة او أن أضيف كلمة إلى ما كتبته السنة الماضية فلم اجد شيئا لاضيفه إلى هذا البوح الوجداني اجدر من حرب الابادة التي يشنها الغرب الصهيوني ضد شعبنا في فلسطين …..كل فلسطين و ذلك يؤكد ما كتبت .

كيف لنا أن نتغنى ببطولات الأباء و الأجداد و لا ننتصر لابطال المقاومة العربية في فلسطين و لبنان و الجولان و اليمن و العراق

التاريخ يسجل مواقف الاجيال و يسجل ايضا أداء الحكومات المتقاعسة عن بناء أجيال وطنية قادرة على تحمل المسؤوليات و محاربة الفساد و كل اسباب الضعف .

نعم انها مسؤولية الحكومات المتعاقبة ايضا و ليس الأفراد فقط .

المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الاحزاب التقدمية التي اخلت الساحة و لم تتشبث بمسؤلياتها الوطنية و تركت الشعب يتوه في خيارات طائفية او رجعية اوصلتنا إلى ما نحن عليه من ضعف و تشرذم .

بوصلتنا اليوم هي بيد المقاومة

لان خطر الصهيونية علينا جميعا بات واضحا وضوح الشمس . الغرب الصهيوني طامع بكل ارضنا و مقدراتنا و لا شيء يعلو على مقاومته . و مقاومته تتحقق برص الصفوف و بناء الوطن

 

النصر للجيش العربي السوري

النصر لسورية

(موقع سيرياهوم نيوز-1)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

دولة الزبائنية السياسية العربية

ألبير داغر   أهملت الدولة العربية، أكانت راديكالية أو تقليدية، بناء المقدرة الذاتية بـ«التعلّم التكنولوجي» للتصدي لمهمات مواجهة إسرائيل والخروج من التخلّف. في تجربة بلدان ...