آخر الأخبار
الرئيسية » أخبار الميدان » الضفة «ساحة قتال ثانية»: شهية «حسم الصراع» تشتدّ

الضفة «ساحة قتال ثانية»: شهية «حسم الصراع» تشتدّ

أحمد العبد

 

رام الله | لم يكن الفلسطينيون، الذين تتعرّض مدنهم وقراهم لاقتحامات واجتياحات يومية يتعمّد فيها الاحتلال القتل والتدمير، بحاجة إلى قرار المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي اعتَبرت الضفة الغربية المحتلّة ميدان قتال إثر العمليات الأخيرة، ليدركوا أن إسرائيل ماضية في تنفيذ عدوان واسع على الضفة، يقربّها من حسْم الصراع فيها وربّما أيضاً ضمّها. ويُعدّ تصنيف الضفة كمنطقة قتال ثانية بعد غزة، تمهيداً لشنّ عمليات عسكرية واسعة في كل أنحائها على غرار ما يعيشه شمالها، وذلك بهدف خلق واقع جديد فيها. وفي هذا الجانب، نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» التي تُعدّ الأقرب إلى رئيس حكومة العدو، بنيامين نتنياهو، تقريراً عن «تحوّل خطير» في إستراتيجية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجاه الضفة، بعد اعتبارها إياها «قنبلة تنفجر بالفعل، وليست موقوتة». وتوقّعت الصحيفة تنفيذ جيش الاحتلال سلسلة عمليات عسكرية في جميع أنحاء الضفة، موضحة أن «عملية جنين ليست نهاية القصة». وكتبت: «في الأسبوع الماضي، بدأت عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية، حيث تعمل فرقتان قتاليتان في مخيم جنين للاجئين وطولكرم، ومن المتوقع أن تستمر هذه العملية في المستقبل القريب». ووضعت الصحيفة سقفاً زمنياً للانتهاء من تلك العمليات – التي لن تصل إلى مرحلة الحرب بالضرورة -، هو شهر تشرين الأول المقبل، الذي يشهد بداية الأعياد اليهودية.وكما كان متوقعاً، اتّخذت إسرائيل من العمليات الفدائية التي شهدتها مدينة الخليل أخيراً، خاصة العمليتَين الاستشهاديتين في مستوطنتَي «غوش عتصيون» و«كرمي تسور» وهجوم ترقوميا، ذريعةً للتحريض على المدينة، باعتبارها ساحة خطيرة ذات إمكانات كبيرة، وتصويرها على أنها قد تشكّل «معضلة» للأجهزة الأمنية الإسرائيلية. على أن ما يجري في الضفة من تصعيد عسكري غير مسبوق، يبدو منسجماً تماماً مع الرؤية الإسرائيلية العامة؛ وبالتالي، فإن توسعته لن تكون مستغرَبة، بل كانت متوقَّعةً أصلاً منذ بدء الحرب على غزة، إذ تجد إسرائيل في العدوان على القطاع فرصةً لن تتكرّر لحسم الصراع في الضفة، وهو ما يؤشّر إليه تهديدها المستمرّ بتهجير الفلسطينيين كونهم «يشكّلون خطراً وجودياً» على المشروع الصهيوني. ولعلّ التصريحات الأخيرة التي صدرت عن قادة الاحتلال حول ضرورة تطبيق نموذج غزة على المدن والقرى الفلسطينية كافة، والاعتراف بأن قادة إسرائيل في عام 1948 ارتكبوا خطأ تاريخيّاً حين سمحوا ببقاء بعض الفلسطينيين في منازلهم وقراهم، تكفي للدلالة على ما تقدّم.

تعتقد إسرائيل أنها مهّدت الأوضاع لشن حرب واسعة في الضفة وتنفيذ مخطّط الضم وتهجير السكان

 

وتُعدّ الضفة الغربية، بالنسبة إلى إسرائيل، درّة تاج المشروع الصهيوني، وقلب المشروع الاستيطاني، وهو ما لا تختلف عليه الأحزاب الإسرائيلية، بل إن جميعها متفقة على تسمين هذا المشروع، بل وكذلك ضمّ الضفة وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية بالكامل. وليست المخطّطات الإسرائيلية تلك سرّية، بل هي معلنة في وسائل الإعلام، وتطبَّق على الأرض، لا بل تجري على قدم وساق منذ «اتفاق أوسلو»، حيث غيّرت إسرائيل، على مدى 30 عاماً، الميزان الديموغرافي والجغرافي بشكل هائل. ولعلّ الرسالة غير المباشرة التي أراد نتنياهو تمريرها في مؤتمره الصحافي، مساء الإثنين، والمتعلقة بالضفة، قد وصلت؛ إذ قدّم رئيس حكومة الاحتلال شرحاً تفاعلياً على لوحة إلكترونية عن محور «فيلادلفيا»، لكن الخريطة التي أظهرها خلت بشكل كامل من أيّ إشارة إلى الضفة، بل بدت فلسطين فيها مقسّمة إلى جزأين فقط: الأول باللون الأزرق السماوي مشار إليه بـ«إسرائيل» باللغة العبرية بما يشمل الضفة من دون إظهار حدودها أو اسمها؛ والثاني باللون الأصفر وأشِير إليه بـ«قطاع غزة» باللغة العبرية أيضاً.

لكن أيّ تعقيب لم يصدر عن السلطة الفلسطينية و«منظمة التحرير» على ذلك، فيما علّق السفير الفلسطيني لدى المملكة المتحدة، حسام زملط، على الخريطة، بالقول: «أين تقع الضفة الغربية على هذه الخريطة؟ رئيس الحكومة الإسرائيلية يوضح أن هدف إسرائيل هو محو الشعب الفلسطيني والاستيلاء على ما تبقّى من أرضنا! تخيّل لو أن سياسياً فلسطينياً فعل هذا». وكان نتنياهو قد تعهّد، في عام 2019، بضم أراضٍ في غور الأردن في الضفة، والمنطقة الشمالية من البحر الميت، وهو ما أثار غضباً عربياً ودولياً. واليوم، يَظهر أن إسرائيل تعتقد أنها مهّدت الأوضاع لشن حرب واسعة في الضفة وتنفيذ مخطّط الضم وتهجير السكان، وذلك عبر تضخيم حالة المقاومة في المدن والمخيمات الفلسطينية، وربطها بصورة دائمة بتغلغل النفوذ الإيراني. وهي بدأت بتطبيق نماذج من خطّتها تلك في قطاع غزة بشكل واسع، كما في شمال الضفة، حيث أجبرت سكان بعض مناطق جنين على الخروج من مناطقهم.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

“القسام” تفجر ناقلة جند إسرائيلية في “كمين مركب” في محيط شركة الاتصالات في رفح.. واستشهاد 7 فلسطينيين بينهم طفلتان وامرأة بقصف إسرائيلي على غزة

أعلنت “كتائب القسام” الجناح المسلح لحركة حماس، الخميس، أنها فجرت ناقلة جند إسرائيلية عبر إيقاع رتل آليات عسكرية في “كمين مركب” غرب مدينة رفح جنوب ...