عبد الفتاح العوض
هو تساؤل.. ما الأفضل أمنح الناس وعوداً كبيرة مع ما فيها من أوهام.. أم أعطيهم الواقع مع كل بؤسه؟
شخصياً أؤمن بالمدرسة الواقعية في السياسة والاقتصاد وفي الحياة.. لكن بالوقت نفسه لدي قناعة مطلقة أن الغايات الكبرى لا تتحقق إلا من خلال بذور الأحلام الكبرى.
عندما يحلم البشر ويجعلون أجنحة الأحلام تحلق في السماء وتصل إلى قمم الأماني، فإنهم بذلك يبدؤون فعلاً في زراعة شجرة الأهداف الكبيرة والإنجازات العظيمة.
الأمم التي «تحلم» في يقظتها هي أمم لا تنام والبشر الذين يمتازون بالخيال الجامح يصلون في يوم من الأيام إلى مبتغاهم.
الذي حدث في بلادنا خلال سنوات الحرب أن كثيراً من الأحلام ماتت في مهدها، وأن خيال الشباب اتجه نحو البحر وقارب بأخذهم إلى «مدن الأحلام»!!
كيف يمكن أن نتحدث عن المستقبل بلا أفكار جديدة، ومن دون خيالات مبهجة؟!
إن كانت الواقعية تعني أن نستسلم للواقع فعلينا تغيير اسمها من «الواقعية» إلى المقبرة.
لكن الواقعية الحقيقية أن يكون لدينا هذا الإصرار على تغيير هذا الواقع، فلا يمكن أن نتركه يقتل «المستقبل» هنا لا أتحدث عن «رومانسيات» صحفي بقدر ما أتحدث عن حالة عامة ألمسها في المجتمع السوري، إن أحلامنا صغرت إلى حدود مجرد «العيش» وكثير منا لا يصله.
تتكسر الأحلام في المجتمعات عندما تصبح لقمة العيش هي غاية الغايات، وعندما يصبح همك إكمال يومك بأقل قدر من الوجع، وعندما يجد الناس أن ما كانوا يأملون أصبح بعيد المنال.
إن من أسوأ ما حدث في مجتمعنا تعميم حالة من الإحباط ولم يصبح لدى الناس الكثير من الآمال.
ما الحل؟!
دعونا نخلق لهم آمالاً حقيقية وجديدة ونبدأ فعلاً في التغيير، لقد حان الوقت بل تأخرنا كثيراً في صنع أهداف واقعية عندما يراها الناس أصبحت أمام ناظريهم فإن بذرة الأمل تبدأ من جديد.
بكثير من الصراحة.. يحتاج المجتمع السوري إلى «نجاحات» يلمسها وتخلق لديه الإحساس بأن النجاح ممكن.
في الأدب هناك نظرية اسمها الواقعية السحرية.. تتحدث عن الواقع مع مزيج من الخيال..
هل يمكن أن تكون هذه الحكومة باب التغيير؟.. دعونا نطمح أن تكون حكومة من الواقعية السحرية.
أقوال:
– أسعد الناس ليسوا من يملكون الأفضل من كل شيء، إنّما هم من استخرجوا الأفضل ممّا مرّ في حياتهم.
– لا تسطيع التحكم في الرياح، لكنك تستطيع التحكم في شراعك لتصل إلى ما تريد
(سيرياهوم نيوز ١-الوطن)