خالد العبود
-هذهِ المرحلةُ من النّزالِ، بينَ محورِ فلسطين من جهةٍ، وكيانِ الاحتلالِ ومن يقفُ إلى جانبِهِ من جهةٍ أخرى، هي مرحلةٌ شديدةُ الدّقةِ، حيثُ يتوازعُ المحورُ أدواراً محكمةً ومدروسةً جدّاً، لا يُوجدُ فيها شيءٌ مرتجلٌ على الإطلاق!!..
-فما تقومُ به المقاومةُ في غزّة، إضافةً إلى جبهاتِ الإسنادِ، هو جزءٌ من فعلٍ عسكريٍّ – أمنيٍّ واسعٍ جدّاً، يقومُ بهِ المحورُ كاملاً، بأدوارٍ غيرِ متشابهةٍ، يقومُ هذا الفعلُ على اثنتينِ أساسيَّتينِ:
-إسقاطُ أهدافِ الكيانِ، ومن يقفُ إلى جانبِهِ، في تهجيرِ أهلِ غزّة، والقضاءِ على المقاومةِ فيها..
-استنزافُ هذا الكيانِ، ماديّاً ومعنويّاً، وكشفُهُ على حقيقتِهِ أمامَ العالمِ..
-هذهِ الأهدافُ الواضحةُ للمحورِ، لم تكن تستدعي معركةً مفتوحةً، بالطريقةِ التي يفكّر بها كثيرون، وبالتالي لم يكن مطلوباً فيها أن تُساهمَ إيرانُ أو تُساهمَ سوريةُ، بدورٍ عسكريٍّ كاملٍ!!..
-ليسَ مطلوباً من إيران الدّولة، كما أنّهُ ليسَ مطلوباً من سوريّة الدّولة، أن تؤدّيا دوراً تكونُ فيهِ كلٌّ منهما، طرفاً رئيسيّاً في هذا النّزالِ، طالما أنَّ الأهدافَ الرئيسيّةَ للمحور تتحقّقُ، وطالما أنَّ هذهِ الأهدافُ لا تحتاجُ لدورِ عسكريٍّ آخر، لإيران أو لسوريّة!!..
-هذهِ الاستراتيجيّةُ التي يتّبعُها المحور، تتّضحُ بشكلٍ أفضل، عندما نتابعُ ونراقبُ بعضَ خطوطها الأخرى، وتحديداً تلكَ الخطوط التي تحدّدُ مستوى السّلاحِ الذي تستعملُهُ جبهاتُ الإسنادِ، حيثُ يبدو واضحاً وجليّاً، أنَّ كمَّ ونوعَ هذا السّلاحِ مسقوفٌ بمستوياتٍ محدّدةٍ، طالما أنَّ هذا الكمَّ وهذا النوعَ من السّلاحِ، وهذا الدّورَ المسقوفَ، كافيةٌ جميعُها لتأمين الأهدافِ التي ذكرناها أعلاه!!..
(سيرياهوم نيوز1-الكاتب)