آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » عروض موسيقية وشعرية ومسرحية احتفالاً بعيده الثلاثين: الجنوب في قلب «المدينة»

عروض موسيقية وشعرية ومسرحية احتفالاً بعيده الثلاثين: الجنوب في قلب «المدينة»

هالة نهرا

عروض موسيقية وشعرية ومسرحية احتفالاً بعيده الثلاثين: الجنوب في قلب «المدينة»

«نوم الغزلان» لعلي شحرور

 

تحت عنوان «موطني»، انطلقت سلسلة عروض مسرحية وموسيقية وغنائية احتفالاً بالعيد الثلاثين لـ «مسرح المدينة» من دون أن يغيب عن الراهن الدامي في فلسطين ولبنان. سلسلة تحايا ومشاريع سيعرضها الفضاء البيروتي، تضيء على الجرح المفتوح منذ أكثر من عام

 

ثلاثون عاماً كان فيها «مسرح المدينة» في قلب الحدث الثقافي والسياسي والاجتماعي في لبنان، واكب المعارك الثقافية والفكرية بحيوية عكست حيوية مجتمع ومدينة تواصل الاستمرار رغم كل المصائب التي منيت بها، وخصوصاً في السنوات الأخيرة. منذ بداية أيلول (سبتمبر)، يشهد المسرح أمسيات فنيّة خاصة تحت عنوان «موطني»، افتتحت موسمه الجديد لعام 2024-2025 وكانت أولى أمسياته مع الفنّانة الفلسطينيّة أمل كعوش ضمن حفلة حملت عنوان «ولاد الأرض» وتخلّلتها باقة من الموروث الشعبي الغنائي لبلاد الشام، إلى جانب حفلة للفنان اللبناني فراس العنداري، وأخرى للفنّانة السوريّة فايا يونان، التي رافقها الفنان والموسيقي اللبناني ريان الهبر.

 

نضال الأشقر

 

في حديث مع مؤسِّسة «مسرح المدينة» المسرحية نضال الأشقر، تحدّثت عن برنامج المهرجان، مشيرة إلى أنّ يومَي 20 و21 أيلول، سيشهدان عرضاً مسرحيّاً بعنوان «رسائل»، يشكّل ثمرة تعاون بين الشاعر والإعلامي زاهي وهبي، والمخرجة لينا عسيران. تتأرجح المسرحيّة بين ماضي وهبي وفترة اعتقاله من قبل الاحتلال الصهيوني، وبين الإبادة التي يشنّها الاحتلال حالياً على قطاع غزّة وحربه على جنوب لبنان. تستند المسرحيّة إلى الرسائل المكتوبة والوجدانيات التي تبادلها وهبي مع والدته «رسائل» خلال فترة اعتقاله، فتتمحور حول أمّ تعيش حياة عادية إلى أن يعتقل ابنها وتنضم إلى نساء أخريات يحلمن بعبور الحدود لإعادة أبنائهن. تعتمد المسرحيّة على الأداء الصوتي وموسيقى علي الصبّاح التي سيعزفها بشكل حيّ على المسرح مستلهماً فولكلوريات الجنوب وفلسطين. تؤدي جميع أدوار المسرحيّة، خرّيجة قسم المسرح في الجامعة اللبنانيّة، ريان الهبطة. وتعدّ المسرحيّة نتاج إقامة فنيّة قدمها متحف «نابو» لفريق العمل، وقد اختتمت بعرض المسرحيّة أخيراً في المتحف، قبل أن تُعرض ضمن فعاليّات «موطني». يؤكّد وهبي لنا أنّ «أهميّة هذا العمل، تكمن أولاً في توقيته، إذ تتضاعف معاناة الأمّهات في جنوب لبنان وفلسطين بسبب جريمة الإبادة التي يرتكبها الاحتلال». يوضح أنّ هذه «هي المرّة الأولى التي أكتب فيها نصّاً مسرحيّاً ينطلق من تجربة المرحومة التي تمثل نموذجاً لكفاح النساء اللبنانيات، وقد مزجت بين مستلزمات النصّ المسرحي والمناخ الشعري، عبر الاستعانة ببعض نصوصي الشعريّة المتناغمة مع موضوع العرض».

 

 

يشكّل «رسائل» ثمرة تعاون بين الشاعر زاهي وهبي والمخرجة لينا عسيران

 

أمّا في 27 أيلول، فتعيد أمسيات «موطني»، العرض الراقص «نوم الغزلان» إلى «مسرح المدينة». انطلق «نوم الغزلان» عام 2021 من بيروت، ثمّ جال دولاً عدة حول العالم، وعُرض على أشهر المسارح العالمية، من بينها: مسرح «جان فيلار» في باريس، ومسرح «كتالونيا الوطني» في مدينة برشلونة، وهو من تصميم وأداء الكوريغراف والراقص اللبناني علي شحرور، الذي يستلهم عرضه من قصص العشاق التي حرمتها الأيديولوجيات، طارحاً أسئلة ترتبط بمصير الحبّ وسموّه، ويدمج بين سياقات زمانيّة مختلفة، ويُعيد صياغة مفاهيم مجتمعيّة وأيديولوجيّة متعلقة بالحبّ في العصور العباسيّة، ويصبّها في قالب مسرحي معاصر، مليء بالشاعريّة والأحلام. يتشارك شحرور أداء عرضه مع الراقصين شادي عون وليلى شحرور. تحدثنا نضال الأشقر عن شحرور، قائلةً «هو من الشباب الذين ينهلون من التراث ويجدّدون الجسد الراقص على المسرح. هذا الشاب أصبح عالميّاً لأنّه يستعين بالتراث ويجدّده. في عرضه «نوم الغزلان» الذي تُقدّم موسيقاه بشكل حيّ، يموت العشاق وأعينهم واسعة مفتوحة، تنظر في عين قاتلهم الذي أحياهم في يوم من الأيام. أنتظر أيضاً أن يقدّم شحرور عرضه الجديد في شهر آذار (مارس) المقبل على خشبة مسرحنا».

فخرٌ لنا أن يبقى مسرحنا متماسكاً، محافظاً على هويته وقوميته ووطنيته (نضال الأشقر)

 

تؤكّد الأشقر أنّ الجنوب لا يزال محور «مسرح المدينة» في برمجة «موطني». في الأوّل من تشرين الأوّل (أكتوبر)، سيكون الجمهور على موعد مع الجنوب الصامد بصوت شعرائه: لوركا ومصطفى سبيتي، وغسان جواد، ورولا ماجد، وسليم علاء الدين، ومهدي منصور والزميل محمد ناصر الدين. والجدير بالذكر، أنّ حضور هذه الأمسية سيكون مجّانيّاً. أمّا في الرابع من تشرين الأوّل، فسيكون الجمهور على موعد مع باقة من أشهر أغنيات الشيخ إمام، يقدّمها خالد العبدالله الذي «لم يتنازل، وحافظ على شخصيته وأدائه ووجوده كما يحبّ وكما نحبّه. وجوده على خشبة المسرح يسهم في سعينا إلى تقديم أفضل ما لدينا من التراث اللبناني والعربي» على حد تعبير الأشقر.

وفي تشرين الثاني (نوفمبر)، سيستضيف المسرح، الأكاديمي مايكل فخري، وهو شاب لبناني عينته «الأمم المتحدة للغذاء العالمي»، سيتحدّث فخري عن التجويع الممنهج للشعب الفلسطيني، وستشاركه الحديث، المحاميّة الدوليّة ومديرة «مركز أبحاث الأرض الفلسطينيّة» في «الجامعة الأميركيّة في بيروت» لتناقش الإمكانات الفضلى لمساعدة القانون الدولي والتقارير المصوّرة عن واقع الشعب الفلسطيني. وتشير الأشقر أيضاً، إلى أنّ «كورال المشرق العربي» سيحضر إلى المسرح في الثالث من تشرين الأوّل، وسيستضيف المسرح في 20 تشرين الأوّل، عملاً مسرحيّاً من إنتاج «مسرح شغل بيت» وإخراج اللبناني شادي الهبر.

في ظلّ الحرب المستمرة في جنوب لبنان والإبادة الدمويّة المستمرة في غزّة، والأزمات الاقتصاديّة والأمنية المتتالية على البلاد، لا تنكر الأشقر أنّ «هذه السنة كانت مليئة بالصعاب والتحديات، ولبنان في حالة يرثى لها، ولا أمل لدينا بتصحيح الأمور في القريب العاجل. لكن الحياة تبقى مستمرة في الحرب أو السلم. نرى الناس متحفزين من أجل مواصلة حياتهم ومعيشتهم ولمواكبة الفنّ من أجل القدرة على الاستمرار». أمّا عن عيد المسرح الثلاثين، فتتحدّث بامتنان، قائلةً: «ثلاثون سنة من النضال والكفاح منذ افتتاحه، تبرّع الجمهور اللبناني لاستمرار هذا المسرح، ما يجعله خاصاً، فضلاً عن أنّ مسرحنا هو الأوّل الذي افتتح بعد الحرب الأهليّة، وكنا على يقين بأنّ الناس بحاجة إليه. استقدمنا المسارح الأوروبيّة والأميركيّة والصينيّة والأستراليّة، والعالميّة، ونهل الشباب اللبناني معرفةً وثقافةً من هذه المسارح». وعن فعاليّة المسرح في الوقت الراهن وقدرته على استقطاب الجيل الجديد ومشاريعه المستقبليّة، تقول الأشقر «فخرٌ لنا أن يبقى مسرحنا متماسكاً، محافظاً على هويته وقوميته ووطنيته، وعلى انسيابه في المجتمع اللبناني واستقباله للأعمال العربية والعالمية. في شارع الحمرا، نجاور جامعات ومدارس عدة، ما يعدّ أمراً مهمّاً، إذ تساعد هذه الجيرة على تشكيل جيل مسرحيّ جديد. أحيّي مجلس الأمناء في «مسرح المدينة» وطاقم المسرح. باجتهادنا واختياراتنا للأمور والمواضيع الثقافيّة، نستطيع إبقاء عملنا في الاتجاه الصحيح، ونتمنّى أن نحتفل قريباً في آذار (مارس) ببرنامج آخر بعيد المسرح الثلاثين».

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١ _الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في المرحلة الرابعة للدوري الممتاز.. الطليعة بلا خسارة والفتوة وجبلة بلا فوز … الكرامة طرق مرمى الشعلة وواصل الصدارة.. الشرطة يحقق فوزاً قاتلاً وحطين يصطاد الوثبة

    جرت يوم الجمعة أربع مباريات برسم المرحلة الرابعة للدوري السوري الممتاز لكرة القدم بنسخته الرابعة والخمسين وأمس جرت المباراة الخامسة بين تشرين والجيش ...