آخر الأخبار
الرئيسية » الرياضة » تهديدات بالإضراب ومقاضاة «فيفا»: زحمة المباريات تُرهق اللاعبين

تهديدات بالإضراب ومقاضاة «فيفا»: زحمة المباريات تُرهق اللاعبين

حسين فحص

 

يستمر الجدل حول كثرة مباريات كرة القدم ومدى تأثيرها على اللاعبين. التوسُّع الحاصل أخيراً في المسابقات القارية صعّدَ صرخة المتضرّرين، وسط تهديداتٍ باتخاذ إجراءات صارمة ضد الجهات الكروية الحاكمة

 

لم يكد يمر شهر على انطلاقة الموسم الجديد حتى ارتفعت الأصوات مجدداً في الوسط الكروي. على صعيد الكرة الإنكليزية، شارك بعض اللاعبين في أربع مباريات دوري محلي ومباراة كأس على الأقل منذ قصّ شريط الموسم في 12 آب الماضي، إضافةً إلى خوض مباراة افتتاحية في مسابقة أوروبية أو تصفيات حاسمة، من دون إغفال المشاركة أيضاً في استحقاقات دولية مختلفة… وعليه، حتّمت الزحمة الباكرة إضاءةً مستعجلة تجاه التداعيات السلبية لتكدّس المباريات، ولعلَّ أبرز من رفعَ الصيحة هو لاعب وسط مانشستر سيتي رودري.عندَ سؤاله عما إذا كان اللاعبون سيُضربون، قال متوسط ميدان «السيتيزينز» ومنتخب إسبانيا: «أعتقد أننا قريبون من ذلك. إذا استمر الأمر على هذا النحو، فستكون لحظة لا يوجد لدينا فيها خيار آخر، ولكن دعونا نرى».

وبحسب تقرير حديث صادر عن الاتحاد الدولي للاعبي كرة القدم المحترفين (FIFPro)، جرى ضم رودري إلى 72 تشكيلة من مباريات النادي والمنتخب، بما في ذلك المباريات الودية قبل الموسم، بين تمّوز 2023 وتمّوز 2024، بإجمالي 6107 دقائق على أرض الملعب، علماً أن «الخط الأحمر» لرعاية اللاعبين هو لعب ما بين 50 و60 مباراة كحد أقصى في الموسم اعتماداً على عمر اللاعب، بحسب التقرير نفسه.

وعلى نهج رودري، اقترحَ زميله المدافع في مانشستر سيتي مانويل أكانجي أخيراً أنه بسبب الجدول الزمني المتزايد، سيتعيّن عليه التقاعد عندما يبلغ من العمر 30 عاماً نظراً إلى قلّة فترات الراحة خلال الموسم، فيما انتقدَ حارس مرمى ليفربول أليسون بيكر التغييرات في الجدول الزمني للمسابقات، مؤكداً أن اللاعبين سئموا التجاهل من قبل الهيئات الحاكمة لكرة القدم. وعلى صعيد المدربين، برزت اعتراضات لاذعة مختلفة منها لمدير ساوثهامبتون الفني راسل مارتن، فيما أشارَ كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد إلى أن النادي يفكر في منح لاعبيه إجازات خلال الموسم من أجل مكافحة الزيادة في المباريات.

هذه التنديدات وغيرها ليست حديثة، بل تعود إلى سنواتٍ طويلة من الاحتجاج المستمر، وبدلاً من الاستماع إلى المتضررين، قامت الجهات الكروية الحاكمة بخطواتٍ من شأنها أن تُنهك اللاعبين أكثر.

أكد «FIFPro» حتميّة اتخاذ إجراءات قانونيّة ضدّ الاتحاد القاري للعبة بسبب إساءة استغلال هيمنته

 

تم إطلاق دوري أبطال أوروبا بحلّته الجديدة هذا الموسم، مع إضافة مباراتين على الأقل قبل مرحلة خروج المغلوب. زيادةً على ذلك، وُسِّعَت بطولة كأس العالم للأندية إلى 32 فريقاً على أن تُقام الصيف المقبل، ما يُحتّم تباعاً على بطل دوري أبطال أوروبا الذي يتأهل تلقائياً إلى «مونديال» الأندية خوض ثلاث مباريات في دور المجموعات وأربع مباريات ضمن أدوار خروج المغلوب إذا أرادَ الذهاب حتى النهاية في البطولة القارية، مقارنةً بمباراتين كانتا كفيلتين في السابق لرفع الكأس.

التغييرات الجذرية الحاصلة أخيراً تمثّل تجاهلاً صارخاً لمعايير السلامة. وعليه، أكّدَ «FIFPro» حتمية الإجراءات القانونية ضد الاتحاد القاري للعبة في ظل «اتخاذ فيفا قرارات على مدى السنوات الأخيرة لمصلحة مسابقاتها ومصالحها التجارية بشكل متكرر، وأهملَت مسؤولياتها كهيئة حاكمة، وألحقت الضرر بالمصالح الاقتصادية للبطولات الوطنية ورفاهية اللاعبين».

من جهتها، ردت «فيفا» في وقتٍ سابق على انتقادات التقويم بقولها عبر متحدث باسمها في تموز: «تعمل فيفا على حماية المصالح العامة لكرة القدم العالمية، بما في ذلك حماية اللاعبين، في كل مكان وعلى جميع مستويات اللعبة».

ومن المبرّرين لتكدّس المباريات، برزَ جزئياً رئيس الدوري الإسباني خافيير تيباس بقوله إن الجدول زاد فقط لعدد صغير من لاعبي النخبة. وفي هذا الإطار، أكدت دراسة حديثة أجراها مرصد كرة القدم «CIES» أن معظم الأندية لا تلعب المزيد من المباريات في الموسم الواحد، رغم توسيع المسابقات. وخلُصَ المرصد في تقريره إلى أنه بين عامَي 2012 و2024، بلغَ متوسط ​​عدد المباريات لكل نادٍ ما يزيد قليلاً على 40 مباراة، ولعب حوالى 5% من الأندية فقط 60 مباراة أو أكثر في الموسم الواحد.

هذا التفاوت يجعل إجماع مختلف اللاعبين على الإضراب صعبَ المنال نظراً إلى تفاوت نسبة الضرر. مع ذلك، من المجحف أن يشارك «5%» في أكثر من 60 مباراة خلال موسمٍ واحد إثر تطلّب ذلك للكثير من الجهد ما يهدّد حياة اللاعبين. في النهاية، يبقى الرياضيون بشراً، بغضّ النظر عن الأجور الخيالية التي يتقاضاها بعضهم، وحمايتهم من أيّ ضرر محتمل هي واجب على جميع الجهات المسؤولة.

 

Ad

Unmute

قد تباع ماكينة الطحن غير المباعة في المكسيك مجانًا تقريبًا!

ماكينة طحن

 

كومباني وألونسو يرفعان الصوت

انضم البلجيكي فنسان كومباني، مدرب بايرن ميونيخ، والإسباني شابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، إلى الأصوات المتزايدة التي تطالب باتخاذ إجراءات بشأن عبء المباريات الزائد على اللاعبين، وسط مناقشات حول إضرابات. وقال كومباني إنه يجب وضع حدّ أقصى لعدد المباريات التي يمكن للاعب المشاركة فيها كل عام، بينما أشار ألونسو إلى أن اللاعبين يجب أن يكون لهم دور أكبر في اتخاذ القرارات المتعلقة بجدول المباريات.

ويتزايد القلق بشأن الحمل الملقى على اللاعبين في السنوات الأخيرة، وخاصة مع رفع عدد المباريات.

وعلّق كومباني في مؤتمر صحافي قبل مواجهة المضيف فيردر بريمن اليوم السبت في المرحلة الرابعة من الدوري الألماني: «كان هذا الموضوع مطروحاً بالفعل خلال مسيرتي (كلاعب)»، معتبراً إياه «موضوعاً مهماً للغاية». وأضاف: «أن تلعب 75 أو 80 مباراة، فالأمر غير واقعي». ورأى أن «الحل الذي طالما رغبت فيه هو وضع حد أقصى لعدد المباريات التي يمكن للاعب المشاركة فيها كلاعب فرد. ضعوا حداً أقصى. ضعوا فترات إجازة إلزامية (للاعبين)». ووعد كومباني بإجراء تناوب في تشكيلة الفريق في الأسابيع المقبلة، إذ يخوض بايرن المباريات غير المحلية أيضاً في منتصف الأسبوع.

وكان الإسباني رودري لاعب وسط مانشستر سيتي الإنكليزي، حيث أمضى كومباني سنوات عديدة كلاعب، قد هدّد بإضراب اللاعبين. وقال: «إذا استمر الوضع على هذا النحو، فسيأتي وقت لن يكون هناك خيار آخر».

بدوره، أشار ألونسو إلى «تفهّم رودري واللاعبين الآخرين»، وذلك قبل استضافة فولفسبورغ الأحد. وتابع: «يجب أن يكون للاعبين المحترفين دور في هذه القرارات لأننا نريد أن نشاهد كرة قدم جيدة. الجدول الزمني مزدحم للغاية. يجب الاستماع إليهم».

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إنتر يفرض التعادل السلبي على سيتي في دوري أبطال أوروبا

خرج إنتر ميلان من ملعب الاتحاد بتعادل مفاجئ بدون أهداف مع مانشستر سيتي عملاق الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في دوري أبطال أوروبا اليوم الأربعاء، ...