آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » ملف الدعم الغربي يتعقّد: أوكرانيا أمام «شتاء طويل»

ملف الدعم الغربي يتعقّد: أوكرانيا أمام «شتاء طويل»

 

 

تحت وطأة الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية الأوكرانية، بدأت كييف تتحضر لـ«شتاء طويل»، وسط توقعات «وكالة الطاقة الدولية» بأن العجز في إمدادات الكهرباء في البلاد، خلال الشتاء، قد يصل إلى نحو ثلث الطلب المتوقع في أوقات الذروة، فيما أعلنت وزارة الطاقة الأوكرانية أنها بدأت قطع الكهرباء، في نحو عشر مناطق، بسبب المشكلات الفنية والضربات الجوية الروسية. وفي محاولة لاحتواء «أزمة الطاقة» تلك، بدأت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون ديرلاين، الجمعة، زيارة لكييف، لمناقشة دعم أوروبا لأوكرانيا والاستعدادات لفصل الشتاء وشؤون الدفاع وقروض «مجموعة السبع». وكتبت فون ديرلاين على منصة «إكس»، إن زيارتها الثامنة «تأتي مع قرب بدء موسم التدفئة واستمرار روسيا في استهداف البنية التحتية للطاقة». والخميس، كانت المسؤولة الأوروبية قد أعلنت أنه سيتم تخصيص 160 مليون يورو من عوائد الأصول الروسية المجمدة، لتلبية «الاحتياجات الإنسانية الملحة لأوكرانيا في هذا الشتاء». وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يهدف إلى استعادة القدرة على توليد 2.5 غيجاوات من الكهرباء، وسيعمل على زيادة الصادرات لتزويد أوكرانيا بنحو اثنين غيجاوات منها. ووسط «بحث» إدارة جو بايدن الأميركية إمكانية «رفع القيود» عن استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية بعيدة المدى، ودعمها غير المباشر لهجوم القوات الأوكرانية على الأراضي الروسية الحدودية، والتي تستخدم فيها الأخيرة أسلحة أميركية، لقصف أهداف روسية، قصفت القوات الروسية شبكة الطاقة في منطقة سومي الأوكرانية، مرات عدّة هذا الأسبوع، ما أدى إلى انخفاض التيار الكهربائي في بعض المناطق، ودفع بالسلطات هناك إلى استخدام أنظمة كهرباء داعمة، في وقت عدّت فيه الأطراف الغربية الهجمات الروسية «انتهاكاً للقانون الإنساني».والظاهر أن وضع القوات الأوكرانية «الحرج» على الجبهة، خلق «تضارباً» في آراء المحللين حول السياسة التي يجب على واشنطن اتباعها، في المدة المقبلة. وفي السياق، اعتبر تقرير أوردته صحيفة «ذا هيل» الأميركية أنه في الوقت الذي يجب أن يركز فيه القادة الأميركيون على إيجاد مخرج ديبلوماسي لحرب «لم يكن ينبغي السماح بحدوثها»، تتّبع إدارة جو بايدن – كامالا هاريس، بدلاً من ذلك، سياسة أوضحت روسيا أنها ستعتبرها إعلاناً للحرب، في إشارة إلى احتمال رفع القيود عن الأسلحة الغربية. وحذّر أصحاب هذا الرأي من «الاقتراب أكثر من الهاوية»، مشيرين إلى أنّه في حين يعتقد بعض المحللين الأميركيين أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، «يخادع» عندما يتحدث عن تصعيد محتمل، في حال رفع القيود المشار إليها، فإن هؤلاء «يخطئون» في تفسير «ضبط النفس» الذي تمارسه موسكو على أنه «ضعف»، ومنطقهم يقوم على أنه إذا قمتَ باستفزاز «الدب خمس مرات ولم يرد، فمن الآمن أن تستفزه للمرة السادسة». وذكّر التقرير بأن مثل تلك الإستراتيجية تكون معقولة، في حال لم يكن لدى «الدب أسنان»، مشيراً إلى أن الصقور في إدارة بايدن «قد نسوا» أن روسيا قوة نووية. وإذ لن تتسامح واشنطن مع موسكو، في حال كانت الأخيرة تزوّد دولة أخرى بالصواريخ وتدرّب قواتها وتزودها بالمعلومات، لضرب عمق الأراضي الأميركية، فينبغي عدم توقع أن روسيا قد تتسامح، من جهتها، مع ذلك.

العجز الأوكراني في إمدادات الكهرباء خلال الشتاء قد يصل إلى نحو ثلث الطلب في أوقات الذروة

 

على الضفة نفسها، اعتبرت صحيفة «واشنطن بوست»، في تقرير أمس، أنه يتضح أكثر فأكثر أن إستراتيجية بوتين «سليمة»، مع تراجع الدعم العام لأوكرانيا في الولايات المتحدة وأجزاء من أوروبا، بعدما انحسرت الآمال في إمكانية هزيمة روسيا في ساحة المعركة، أو جعل اقتصادها ينهار تحت وطأة العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة. ويرى أصحاب هذا الرأي أن النظرة التفاؤلية حول أن روسيا مجرد «نمر من ورق»، فقدت مصداقيتها، بسبب فشل الهجوم الأوكراني المضاد العام الماضي، ونجاح بوتين في تجاوز «محاولة التمرد والنكسات العسكرية المتكررة». ووضعت الصحيفة الغزو الأوكراني لمنطقة كورسك الحدودية في خانة «الانتصار الدعائي»، مشيرة، في المقابل، إلى أن أوكرانيا سيطرت على 0.006 في المئة من مساحة روسيا، فيما تسيطر موسكو على ما يقرب من 20 في المئة من مساحة الأراضي الأوكرانية، رغم أن الغرب ضخ نحو 200 مليار دولار من المساعدات العسكرية لدعم كييف. وتابع التقرير: «كان الغرب محقاً في مساعدة كييف للاحتفاظ باستقلالها. إلا أنه بحاجة الآن إلى صياغة إستراتيجية قوية طويلة الأجل، تردع أي عدوان روسي مستقبلي في أوكرانيا وأماكن أخرى، بعيداً من الافتراضات البرّاقة بأن موسكو قوة مستنفدة»، محذراً من أنه سيكون من الخطأ «التقليل من عزم الكرملين على تحدي النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، أو التواجد الروسي في أوكرانيا».

وحتى أصحاب وجهة النظر الثانية، والذين يعتقدون أنه من الضروري رفع القيود عن الأسلحة الغربية في أوكرانيا، يبنون وجهة نظرهم تلك على الوضع «المأساوي» الذي وصلت إليه الأخيرة. ففي تقرير منفصل أوردته الصحيفة نفسها، يشير أصحاب هذا الرأي إلى أنه لدى الاستماع إلى شهادة جنود أوكرانيين كانوا في ساحة المعركة، يُدرك المرء أن «أوكرانيا تنزف». وإذ لا تزال إرادة كييف للقتال «قوية»، إلا أن جيشها «منهك» تحت وطأة الهجمات الروسية الجوية، ما يجعل شعار بايدن القائم على دعم أوكرانيا «مهما استغرق الأمر»، غير متطابق مع واقع الصراع على الأرض، نظراً إلى أن فولوديمير زيلينسكي «ليس لديه ما يكفي من الجنود لخوض حرب استنزاف إلى أجل غير مسمى». وبناءً على ما تقدم، ينصح التقرير إدارة بايدن بـ«تحمّل المزيد من المخاطر» في ما يتعلق بمساعدة أوكرانيا، والسماح لها بزيادة قوتها حتى التوصل إلى «تسوية لائقة»، كي لا تخضع، في نهاية المطاف، لـ«شروط بوتين»، وتسمح للأخير بالانتصار، ما «سيضرّ بمصالح واشنطن وأوروبا لعقود».

 

 

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...