مالك صقور
ينسب مصطلح (( السادية )) ، إلى المركيز دي ساد 1740 -1814 .. الذي اشتهر بمؤلفاته ذات المحتوى العنيف في الممارسات الشاذة جداً. وأهم هذه المؤلفات روايته الشهيرة ” جوستين ” المعروفة باسم ( لعنة الفضيلة ونعمة الرذيلة ) و مدرسة الفجور وغيرها ، وغيرها .. غير أن هذا المصطلح صار أكثر تداولاً على ألسنة الكتاب في موضوعات عديدة ، وأهمها الى اؤلئك الذين يجدون متعة ولذة في إنزال الألم والأذى بالآخرين .
وقد ارتبط مفهوم السادية بالعدوان على الآخر من أجل الشعور بالمتعة واللذة بتعذيب الآخر حتى مناظر ومشاهد القتل وسفك الدماء . وقد أكد علماء النفس ، إن الشخص السادي يتميز بمجموعة من الصفات السلبية السيئة ،أهمها القتل والأغتصاب والعدوان ونزعة السيطرة ، وارتكاب الجرائم ، التي تسبب الهلع والذعر وعدم الأمان في المجتمعات ..ويقول الأطباء النفسيون : إن هؤلاء يجب تحويلهم إلى مصحات عقلية … والحجر عليهم لأنهم يشكلون خطراً قاتلاً في المجتمعات البشرية ..
وبناء عليه ، فقد تم إعداد تقرير من سبعين صفحة لعالم الأنثروبولوجيا فيلد هنري قدمه لإدارة المخابرات الآستراتيجية الأمريكية ، بأن أدولف هتلر كان سادياً .وكذلك الجزار شارون ، الذي ارتكب ما لا يحصى من المذابح ، والمجازر ، وهدم المنازل فوق أهلها ..
والحال هذه تنطبق على حاكم الكيان الصهيوني ، هذا المجرم الذي ارتكب ابشع وأشنع المذابح بحق أهلنا في فلسطين ، خاصة في غزة . هذا المجرم يظن أنه سيفلت من العقاب ، لكن مهما طال الزمن ، ومدة ساديته في الإجرام وسفك دم الإبرياء العزل ، ومكنته سيدة الإجرام في العالم أميركا ..إلا أن هذا لن يستمر ، ولن تدوم الهيمنة الإمبريالية إلى الأبد . وإن المجزرة التي حدثت في بيروت في الضاحية الجنوبية من تفجير أجهزة ( البيجر )، هي مجزرة مروعة غير مسبوقة من نوعها في الحروب الأشد قذارة ، ففي حين يظهر مجرم الحرب في الكيان ومن يدعمه في الغرب بمظهر النشوان المنتشي ، بمشهد القتل هذا ، عليه أن يدرك هو وأسياده أن تلك فضيحة على مستوى العالم كله ، ولكن من يلقي قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي ، لن يهمه ماذا يقول العالم عن إجرامه ، حتى لم يسمع بمقابلة الصحفي جدعون ليفي الذي قال : إن هذه الحرب التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلة ، من المدهش جداً بعد عام ، لم تحقق شيئاً لإسرائيل . وإسرائيل اليوم في حال أسوا مما كانت عليه قبل الحرب . وما زالت إسرائيل تريد المضي في النهج ذاته : حرب جديدة لحل مشكلة جديدة بحرب أخرى . إنها حقاً عقلية مريضة للغاية ، فبدلاً من استخلاص النتيجة ، لدينا الآن حرب في غزة ، وهي كارثة للجانبين . والحل الآن أو المفتاح هو وقف الحرب في غزة وسحب القوات منها ، لكن إسرائيل لا تريد .. وتريد حرباًمع لبنان .. ويصف الصحفي العتيق جدعون ليفي ماحدث في الضاحية الجنوبية في بيروت ، مجزرة تفخيخ أحهزة البيجر ، ومجزرة تهديم المنزل بعد يومين : تبدو مذهلة كفيلم هوليوودي مثير. وقال أمراً مهماً : إن الشعب الإسرائيلي يعتقد أن جيشه أنبل جيش في العالم والشعب لا يرى المجازر الدموية . وعن سؤال : هل من خوف وقلق من تهديدات حزب الله : أجاب ليفي : نعم يوجد قلق .وهناك سحابة ثقيلة فوق رؤوسنا جميعا نحن الإسرائيليين، البعض يشعر بالخوف ، والعض الآخر يحس بالعار ، والبعض ينظر بقلق حقيقي .” المهم أن هذا الصحفي العتيق يصف الحكومة الإسرائيلية بالمريضة . وهذا مايؤكد الكلام أن مجرم الحرب مريض نفسياً ، وكل مجرم من وجهة نظر علماء النفس ، ليس سوياً وغير متوازن عقلياً .. والعار كل العار على الدول ” العظمى ” التي تتفرج على هذا السفاح ، من دون إجراء فعلي بوقف هذه المجازر ..,
(موقع سيرياهوم نيوز-1)