الرئيسية » كتاب وآراء » زمن العصف تشرين وما بقي من ذيل ايلول المبلول

زمن العصف تشرين وما بقي من ذيل ايلول المبلول

 

ميخائيل عوض

وقد بدا العصف ونحن في زمنه ومندرجاته والامور الى تصعيد وما كان مؤجلا فرضه المغامر نتنياهو عاجلا…
الانتخابات الامريكية مفصلية وتقرر مستقبل امريكا وامريكا مهيمنة عالميا ومستقبلها يؤثر في كل التحولات العالمية.
لوبي العولمة/ حكومة الشركات الخفية/ لن يدع ترامب يصل الى البيت الابيض باي ثمن وكل الخيارات متاحة والحرب اهمها وايسرها عنده وفرصها ونيرانها مشتعلة من اوكرانيا الى فلسطين وامريكا اللاتينية وبحر الصين يغلي كما الحرب الاقتصادية والمالية وخطر الانهيارات العاصفة.
لوبي العولمة المهيمن صاحب مصلحة في حرب عاصفة. فماذا عن الفواعل الاخرين؟
الصين وايران يرغبان بهاريس ويحاولان ما استطاعوا تأمينها في البيت الابيض بما في ذلك فرملة فصائل المقاومة للامتناع عن التصعيد لحرمان نتنياهو من فرصة اضعاف هاريس فهو يرغب بترامب رئيسا ايضا غير ان المقرر نتنياهو وقد بدا تصعيد وعصف في لبنان وقد يضرب في اليمن وسورية والعراق والهدف ايران وسيجبر المحور على الانخراط بالعصف او الاستسلام.
روسيا وسورية ترغبان بترامب وروسيا لا تدخر جهدا بما في ذلك مسرح الحرب في اوكرانيا والبحر الاحمر وصاروخ الحوثيين الفرط صوتي الذي اصاب تل ابيب انذار بالنار الروسية فحسب.
وكما في كل حروب التاريخ والأزمنة ففي الحرب ثلاث لاعبين مقررين . المتحاربين وابليس وابليس اللعين يلعب لعبته ويفرض ارادته غالبا ورغما عن الجميع.
ابليس المعرف عند البعض بالظرف الموضوعي وحاجات الأزمنة والجغرافية وتراكم مفاعيل الحرب ونواتجها ستفرض نفسها وعنوة والمصادفات ان ابليس غالبا قد قرر العصف في تشرين فقد اكملت التحولات تراكمها الكمي ولابد من التحول الى النوعي. والعرب والمسلمين يرغبون بالحرب في تشرين.
لماذا تشرين؟  ربما لأسباب الطقس والمناخ والمدارس والقدرة على تامين الظروف وللجوء والاكلاف الحياتية والتشغيلية للدول والمجتمعات والشعوب فكلما قرروا هم عملا هجوميا يكون في تشرين .
ومشهود لتشرين انه كشباط اشهر الحراك الاجتماعي والثوري في كل الأزمنة والتواريخ والامم.
تشرين١٩٧٣ وتشرين طوفان الاقصى ٢٠٢٣ هاجم فيها العرب. والمصادفة انه في ذات اليوم فقط اختلفت الساعة والفارق الزمني خمسون سنة اي نصف قرن فهل صدفة ام مؤشر ودلالة.
تشرين ٢٠٢٤ تكون سنة كاملة مرت على الطوفان والحرب وقد عجزت اسرائيل عن تحقيق اي من اهدافها سوى تدمير غزة وابادة وتجويع شعبها والشروع في تنفيذ مذبحة الضفة والبلطجة في لبنان وسورية وايران واليمن والعراق وورطت امريكا والاطلسي وكشفت عجزهم في البحار وفي الحروب الميدانية.
سنة استنزفت اسرائيل حتى الثمالة وكشفتها وعرتها وازمتها وعرت النظام العالمي والنظام الرسمي الاسلامي والعربي وكشفت حقيقة ان البشرية مازالت تعيش في الغابة بلا ضوابط او قوانين او محاكم او قيم واخلاق وشرعيات وشرعات.
سنة فككت كل منظومات القيم والاخلاق واسقطت كل ما قيل عن قيم وحضارة وعصرنة وحقوق انسان وكرامة وحقوق الاوطان والامم والشعوب.
ولكل مولود في سنته الاولى احتفالية ومولود المقاومة طوفان عجائبي توج تحولات تراكمت فيما سبق واطلق مفاعيل ما يجب ان يكون.
وفي المعطيات ان نتنياهو وفريقه تمكن من اسرائيل ولا رادع يلجمه وفي عرفه وعقله لا يجب ان تمر سنة دون ان يظفر بنصره او يأخذ المنطقة الى العصف غير متهيب او مرتهب من النتائج يحسبها كيفما جاءت افضل له من وقف الحرب وخسارتها وخسارة حلمه ومكانته وكل شيء.
من يلجم نتنياهو؟ المقاومة وحدها؟
متى وكيف؟ عندما تحزم امرها وتقرر التحول الى الهجومية وتطلق العنان لقدراتها المحجوزة ولتفوقها النوعي والكمي والوقائع تشهد لها فالجغرافية والطبوغرافية والديمغرافية والرجال والسلاح بيدها والتحولات العالمية برمتها لصالحها وهذه هي بيئات وشروط النصر واصبحت فرصتها انضج وافضل بعد سنة من الاستنزاف.
وروسيا لاعب محوري وحبل السرة الواصلة بين الحروب في اوكرانيا وفلسطين والبحار والاقتصاد واسيا وبحر الصين وامريكا اللاتينية وافريقيا والمصلحة تقتضي تشتيت قدرات امريكا والاطلسي واشغالها في مسارح ضعفها وبعيدا عن الارض الروسية ولن تدخر سلاحا او فرصه وستقدم للمحور والفصائل ما يحتاج وهزيمة اسرائيل وامريكا وتصفية الاطلسي في الاقليم بين اولوياتها والتزاماتها التاريخية منذ القياصرة وقد توفرت فرصتها.
الصين ليست متضررة بل ذات مصالحة لتمرير مشروعها الحزام والطريق وازالة اعقد واخر العقبات.
في تشرين يتقرر مستقبل امريكا ومكانتها ومستقبل نتنياهو واسرائيل وتاليا مستقبل العالم ونظامه والاقليم فقبل ان يتم موعد الانتخابات الامريكية لابد من عاصفة وزلازل واحداث جسام ليتقرر عبرها نهاية زمن مخاض الولادة التي تعسرت وباتت تهدد الوالدة والمولود وتقتضي قيصرية ثالثة ليصير ما يجب ان يكون.
ان تشرين لناظره قريب وذيل ايلول مبلول والتصعيد والتسخين جار على قدم وساق وتحت النظر والرؤية.
ما سترون وليس ما تسمعون هذا وعد السيد حسن نصرالله ردا على تفجير البيجرات والاجهزة.
العملية غير المسبوقة تستوجب ردا عليها غير مسبوق يستدرج ويسرع العصف ايضا.
(سيرياهوم نيوز2-الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...