آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » الوزير الشجاع

الوزير الشجاع

 

 

| عبد الفتاح العوض

 

العقول المرتجفة لن تكون قادرة على اتخاذ قرارات صحيحة ولن تصيب الهدف ولن تصل للغاية.. ونحن مقبلون على قرارات تحتاج إلى من يؤمن بها وتكون لديه القدرة على تنفيذها والدفاع عنها..

 

وهنا سأطرح رأياً قد لا يعجب النسبة العظمى..

 

ما النموذج الاقتصادي الذي ينجح في حال الاقتصاد المتعب؟

 

هل هو اقتصاد يدعم الفقراء أم يدعم الاقتصاد ومن ثم يدعم المال؟

 

بداية من واجب أي حكومة أن تكون راعية عادلة بين الطبقات الاقتصادية على اختلافها ومن واجبها أن تعلن بوضوح تام وبشكل عملي حماية ما يطلق عليهم الطبقة المهمشة وغير القادرة على إعالة نفسها.

 

هذا واجب ولا منّة ولا فضل لأحد على أحد.. وأتمنى أن أكون أوضحت هذه النقطة جيداً.

 

وقد فعلت الحكومات السورية ما قبل الحرب ولعدة سنوات أثناء الحرب ذلك بكثير من الإسراف المؤدي للفساد وللهدر.

 

الآن في الحالة الراهنة من الواضح لكل بصيرة:

 

الدعم أصبح استنزافاً لكل موارد الدولة، وبالوقت نفسه عملت عقلية الجباية للحصول على موارد للخزينة، كلا الأمرين أسهم ليس في إرهاق المواطنين فقط بل في توقف رجال الأعمال عن العمل وعن إنشاء مشاريع جديدة.

 

الفكرة ببساطة عندما تقوم بتسهيل إجراءات العمل الاقتصادي يتحرك رجال المال للاستثمار وللعمل الذي بدوره ينشّط فرص العمل ويزيد حصة الموازنة من الضرائب.

 

في الأزمات الاقتصادية العالمية قامت الاقتصاديات الغربية بتخفيض الضرائب على الشركات والأفراد..

 

في الصين قاموا بفكرة فعالة وهي المناطق الاقتصادية وبفضل هذه الميزات لرجال الأعمال تم إقامة مناطق جذبت كبريات الشركات حتى في مجال التكنولوجيا مثل شنتشن.

 

النهضة الاقتصادية في دبي كانت بداية من جبل علي بفضل تسهيلات «خاصة» لأصحاب الأموال.

 

هناك دول تمنح جنسيات لمن يستثمر مبالغ محددة في بلدانها.

 

يعني. رجال المال- لست معجباً بهم كأشخاص- هم الذين يحركون عجلة الاقتصاد.. وتعبير تشجيع الاستثمار هو عملياً تشجيع رجال الأعمال.

 

حتى مطلب الدعم هو مطلب لرجال المال حتى يتمكن الفقراء من الشراء.

 

أتحدث بكثير من المباشرة في هذا الموضوع لأننا أمام حكومة جديدة تحتاج لأن تكون حكومة شجاعة..

 

هل نريد أن تبقى الحكومة تاجراً.. أم صناعياً؟

 

هل يستطيع المسؤولون الجدد تغيير نمط تفكيرهم تجاه قضايا كانت جزءاً من تفكيرنا وما تربينا عليه؟

 

يعني الحكومة تنفذ سياسة.. والوزير غير القادر عن الدفاع أو غير المؤمن بهذه السياسة سيكون عبئاً عليها.

 

هذه أسئلة إجاباتها تحتاج إلى شجاعة جواب لا يحتمل الكثير من المراوغة..

 

إما دعه يعمل.. دعه يمر بما فيها من مرارة..

 

أو الحكومة تملك وتدير وتعمل بكل شيء وتتدخل بكل تفصيل..

 

ما أحاول أن أقوله إن هذه الحقيقة مؤلمة وظالمة.. كيف أدعم الأغنياء وأقلل من دعم الفقراء؟

 

حقيقة لا ترضينا كبشر وكفقراء ولا تنسجم مع كل ثقافتنا.

 

حقيقة سيئة لكنها حقيقة..

 

حتى تشجع الإنتاج عليك أن تدعم الاستثمار وإن أردت دعم الاستثمار عليك أن تدعم من يملكون المال.

 

بالمختصر ماذا نريد دعم الفقراء أم دعم الاقتصاد؟

 

الجواب الحكيم هو التوازن والحكومة الراعية لكن في الحالة الراهنة، التوازن محاولة صعبة… وفعلاً بحاجة لحكومة شجاعة لديها القدرة على الدفاع عن قراراتها.

 

أقوال:

 

• ليست الشجاعة والحكمة في جمع المال بل في إنفاقه. آدم سميث.

 

• السياسة هي علم الأحياء التطبيقي.

 

• التضخم ضريبة من دون تشريع. فريدمان

 

• «الشجاعة هي ما يلزم للوقوف والحديث، والشجاعة هي أيضاً ما يلزم للجلوس والاستماع. تشرشل

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تصعيد العدوان الصهيوني وخياراته المسدودة

    ‬ حسن حردان   دخل قادة العدو الصهيوني، وعلى رأسهم رئيس حكومة عتاة المتطرفين بنيامين نتنياهو، في حالة من الجنون والهستيريا والصدمة والتخبط، ...