باسل علي الخطيب
لاتهنوا….
هذه الآية هذا مقامها وهذا زمانها….
يجافيني النوم، يجافيني وأكاد اسمع الأرض والسماء تضجان..
حتى عندما استشهد اخي لم أشعر أنه في رقبتي ثأر شخصي، لماذا أشعر اليوم وكأنه استيقظت في داخلي كل ثارات كليب؟؟!!…
لا تصالح….
اليوم حزن….وغداً ثأر….
نعم، استشهد الحسن….و بقى نصر الله……
ليست القصة فحسب أنكم قتلتم أجملنا واغلانا، إنما ايقظتم فينا كل تلك الثارات…
تسألون أية ثارات؟؟!!…..
هاقد فتحنا دفتر الحساب على دير ياسين….
3000 طن؟؟!!
ترى أي خوف هذا الذي بسكنكم؟؟!!…
حسناً، الخوف الحقيقي لم تعرفونه بعد…
نعم، إنها الضاحية الجنوبية، أقدس اقداس بقاع المقاومة، هذا بيت الله الحرام، هناك على بوابة الضاحية نقشت هذه العبارة ( ألا إن حزب الله هم الغالبون)…..
هل تعرفون معناها؟..
سلوا لواء جولاني عن ذلك، وقد خبروهم ثلاثين عاماً ونيف….
هل سبق وحدثكم أحد عن الصراط المستقيم؟…
هل شاهدتم يوماً ما عرضاً عسكرياً للمقاومة؟…
أن تروا تلك الصفوف تسير تلك المشية المهيبة، وتلك الوجوه السمراء ترنو حيث لاحدود للعزة والكرامة، والزنود إياها تقبض على الكلاشينكوف، تقبض على البندقية وتقبض على حدود الوطن…..
نحن اصحاب الحزن الفاخر…الحزن الذي يبدأ بدمعة وينتهي بذي الفقار….
لن يكفينا من دمائكم كل دمائكم، كل قطرة دم سفكت من جسد الصادق الامين، هي بكل تلك الجدائل العفنة، هي بكل تلك الأرواح التجسة….
وليس لمثلنا أن يكسر….
هذا الباس سيتحول طيوراً ابابيل….
و هاتيك السجيل سترونها قريباً….
احرقوهم حيث ثقفتموهم….
ذروهم رماداً، هباباً، هباءً، فحرام على اي ارض أن تضم جثثهم، أنها لن تنبت إلا زقوماً رؤؤسها طلع الشياطين….
تسألون عن عدتنا؟…
انظروا الى اعيننا، وسترونها….
هذه العيون لم تخلق للنظر إلى الأسفل إلا في الركوع والسجود…
عدا ذلك، لا نرضى غير السماء قبلةً….
ولن نعكر صفو فرحة سيدنا أنه موجود حيث يجب للنور أن يكون موجوداً….
لم نعكر فرحته انكم احبطتمونا….
فكلمة الإحباط قد غادرت معاجمنا منذ زمن…
تسألون منذ متى؟…
أتذكرون خطاب بيت العنكبوت؟؟…..
نعم، نحن نألم….
ولكن متى كان هذا جديداً؟….
ولكن الألم الذي ستعرفونه قريباً لم تعرفونه من قبل….
لكم أن تنتشوا بدمائنا الان….
فقد قلت لكم: اليوم حزن…
وغداً…
تشمتون أن ذاك الحزن بجتاحنا؟..
لن تتخيلوا كم هو كبير…
ولكن ستعرفون حجمه عياناً وانتم تحصون تلك الصواريخ فوق رؤوسكم…
تفرحون أنكم قتلتم سيدنا؟…حسناً، نحن ابناء الفقر، أبناء القهر، لن نتقبل العزاء، فقبل الدية ليس هناك عزاء، ولسنا نرضى من دية لتلك الروح الجميلة سوى أن ترفرف تلك الراية الصفراء المباركة إياها فوق مقر الكنيست…..
هناك حيث ستصل فرقة الرضوان، وهناك فقط سنتقبل العزاء، وعدا ذلك لا عزاء لنا….
أتذكرون تلك الاصبع الشريفة عندما كان يلوح بها الصادق الأمين..
إذا اكتبوا وصاياكم….
حضروا اكياس الجثث….
أليس الصبح بقريب؟؟…
أنا لا أحب كتابة الرثاء، فنحن نكتب لكي نقتل اوجاعنا، وانا لا أريد لهذا الوجع أن يموت، أريده أن يبقى كالجمر يحرقني كلما سهوت….
لا تصالح….
هذه ستكون أول جملة في وصيتي لأولادي…..
(سيرياهوم نيوز ١-الكاتب)