آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » انتبهوا من خطة العدو لاستثمار اغتيال سماحة السيد وثقوا بقدرة المقاومة على إحباط أهدافه…

انتبهوا من خطة العدو لاستثمار اغتيال سماحة السيد وثقوا بقدرة المقاومة على إحباط أهدافه…

 

 

‭}‬ حسن حردان

 

نجح العدو الصهيوني في اغتيال القائد العربي الكبير والاستثنائي، أمين عام حزب الله وقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصر الله، الذي أدار لزمن طويل المعارك والصراع مع العدو الصهيوني بحكمة وذكاء وشجاعة وجرأة وفق ورؤية استراتيجية وقدرة منقطعة النظير مكّنته من أن يحظى بصدقية عالية، والنجاح في قيادة المقاومة إلى تحقيق الانتصار تلو الانتصار، وفرض المعادلات في مواجهة العدو الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة الأميركية الشريكة له في حربه الوحشية الإجرامية على غزة ولبنان.. وجعل من لبنان قوياً بمعادلته الماسية، «مقاومة وجيش وشعب».. وبفضل هذه المعادلة التي حرّرت الأرض عام 2000، وهزمت جيش الاحتلال عام 2006، تحوّل لبنان إلى قلعة عصية على العدو وقوة إسناد قوية لفلسطين في مواجهة الاحتلال المتوحش، ولسورية في مواجهة الإرهاب التكفير، المصنع أميركياً وصهيونيّاً.. وبات لبنان قبلة العرب والمسلمين، وأصبحت الوفود الأجنبية ولا سيما الغربية تأتي إلى لبنان ولا تكاد تغادر حتى تأتي مجدّداً لأجل الضغط عليه وعلى مقاومته للتوقف عن مواصلة القتال لتحرير ما تبقى من أرض لبنانية محتلة، وهذه الأيام للتوقف عن الاستمرار في جبهة دعم الشعب الفلسطيني وإسناداً مقاومته في قطاع غزة والضفة الغربية.

أراد العدو من اغتيال سماحة سيد المقاومة محاولة إطفاء جذوتها والنيل من إرادتها وعزمها على تحقيق هدفها في مواصلة إسناد غزة، ولهذا سعى سريعاً الى استثمار هذا الاغتيال من خلال العمل بمساعدة بعض الأدوات المأجورة والمرتبطة بحكومات الغرب، لإثارة مناخات الإحباط واليأس والتشكيك في أوساط بيئة المقاومة للنيل من معنوياتها وإضعاف ثقتها بالمقاومة وقدرتها على مواجهة الحرب الجوية والأمنية الصهيونية، وبذر مناخات التشكيك بعلاقة إيران الثورة بالمقاومة إلخ…

هذا التركيز الصهيوني على شن الحرب النفسية ضد بيئة المقاومة ترافق مع تعمّد العدو في الاستمرار بتكثيف الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية وتوجيه الإنذارات لبعض أحيائها لدفع الأهالي لمغادرتها، قبل نصف ساعة فقط، من قيامه بقصف هذه الأحياء، في محاولة لإثارة أجواء الرعب والهلع في صفوف المواطنين، وذلك في سياق خطة «إسرائيلية» لإرباك المقاومة ومنعها من التقاط أنفاسها بما يجعلها في حالة من فقدان التوازن والقدرة على إعادة تنظيم صفوفها واتخاذ الخطوات التنظيمية العاجلة بما يمكنها من ملء الفراغات التي أحدثها استشهاد الأمين العام لحزب الله وقائد المقاومة سماحة السيد حسن نصرالله وبعض القادة، وبالتالي إجراء تقدير للموقف والوقوف على حيثيات ما حصل من ضربة أمنية قاسية للمقاومة، بما يجعل المقاومة تستوعب ما حصل وتنهض من هذه الضربة أقوى وأشدّ عزيمة على مواصلة المواجهة الشرسة مع عدو مجرم لا يفهم سوى لغة القوة والمقاومة التي لا تهادن او تساوم او ترضخ وتخضع لشروطه.. وبالتالي الردّ على الحرب النفسية التي شنّها العدو، بالعودة الى استنهاض بيئة المقاومة ورفع معنوياتها، وتبديد رهانات العدو على بث الشكوك والفوضى في صفوفها لتحقيق أهدافه، من خلال استعادة المبادرة بفعالية والردّ على هذه الحرب الصهيونية عبر توجيه ضربات موجعة للكيان الصهيوني بما يحوّل إنجازاته التكتيكية التي حققها من خلال اغتيال العديد من قادة المقاومة الى انتكاسة، تعيد المأزق الى الداخل الاسرائيلي.

على أنّ العدو أدرك سريعاً ان المعركة لازالت طويلة، لا سيما بعد أن تيقن ان الاغتيالات التي نفذها وآخرها اغتيال رأس المقاومة السيد نصر الله، لم يوقف ضربات المقاومة ولم يؤثر على تماسك بنيتها، التي تملك القدرة على تجاوز ما تعرّضت له من ضربات قوية، لأن سماحة السيد ترك وراءه مؤسسة جهادية لديها كلّ الاستعداد والجاهزية لمواجهة كلّ التحديات، مهما كانت التضحيات التي حصلت وسوف تحصل، وهي قادرة على استيعاب هذه الخسارة الكبيرة، كما فعلت اثر اغتيال أمينها العام السابق السيد عباس الموسوي، وغيره من القادة المؤسّسين، والاستمرار في مسيرتها للتصدي للعدوان والردّ عليه، بدليل عدم توقف ضربات المقاومة للمستعمرات الصهيونية والمدن المحتلة في الشمال الفلسطيني، وصولاً إلى مستوطنة معاليه أدوميم شرق القدس المحتلة، ولوحظ انّ قصف المقاومة لمواقع العدو في الشمال لم يتوقف، قبل وخلال وبعد العدوان الصهيوني الواسع على الضاحية.. وهذا يدلل على ما يلي:

أولا، رغم الخسارة الكبيرة التي تعرّضت لها المقاومة وحزب الله باستشهاد سماحة السيد، لما مثله من قدوة ونموذج ودور ريادي واستثنائي في قيادة المقاومة لفترة طويلة، لدى المقاومين وجمهور المقاومة، وان ادّى استشهاده الى إصابتهم بحزن وألم شديدين، لما له من حب وتقدير في قلوبهم وقلوب جميع أحرار وشرفاء الأمة، رغم هذه الخسارة، فإنّ المقاومة لم تهتزّ أو تضعف إرادتها وثباتها وتصميمها على مواصلة العمل لتحقيق الأهداف التي استشهد من أجلها سماحة السيد، وبالتالي لم تُصَب بالارتباك وتفقد توازنها نتيجة ذلك…

ثانياً، ان منظومة القيادة والتحكم والسيطرة لدى المقاومة لا زالت تعمل بفعالية، ولم تمسّ.. وهذا يؤكد انّ بنية المقاومة بخير وقادرة على إعادة ترتيب صفوفها وملء الشغور الذي سيتركه قائدها الشهيد السيد حسن نصر الله الذي طالما كان يقول في خطاباته الأخيرة، «إذا قدّر الله لنا ان نلتقي وبقينا على قيد الحياة»، بما يعني انه كان يضع في حساباته ان يستشهد في ايّ لحظة.. ولا بدّ أنّ قيادة المقاومة وضعت في حسابها وخططها التنظيمية مواجهة مثل هذا الاحتمال، وهو ما ظهر من عدم حضور كلّ أعضاء القيادة الاجتماع في المقر الرئيسي للحزب الذي تعرّض للعدوان الصهيوني…

ثالثاً، إنّ المقاومة لا بدّ أنها وضعت في حسابها مواجهة كل التحديات وكيفية التعامل معها، واجرت قيادتها تقديراً للموقف، وتوصلت إلى وضع الخطوط العريضة لاستراتيجية المواجهة بشكلها الجديد، بعد دخولها مرحلة الحرب الشاملة، اثر العدوان الواسع المتواصل على الضاحية، واستشهاد سماحة السيد، وآفاق المواجهة وكيفية إدارة المعركة التي باتت مفتوحة لا تحكمها ايّ قواعد او خطوط حمراء.. وقد أخذت طابع معركة «كسر عظم» ، بكلّ ما للكلمة من معنى، ولم تعد مقتصرة فقط على سعي العدو للفصل بين جبهتي الجنوب وغزة، وإنما أيضاً وضع على أجندته هدف سحق المقاومة، ونزع سلاحها، الذي فشل في تحقيقه في حرب تموز عام 2006، لأجل إعادة إحياء مشروع الشرق الأوسط الجديد، الأميركي الصهيوني من جديد، وهو ما يحلم بتحقيقه نتنياهو كي يتوّج ملكاً على الكيان الصهيوني وحاكماً في المنطقة…

لكن حلم نتنياهو، الذي يشعر الآن بزهوة انتصار، سيبقى هذا الانتصار المزعوم حلماً، لأنه يواجه مقاومة متجذرة لا تضعف او تهن باستشهاد قادتها، بل تقوى بتضحياتهم وتزداد شعبية وتصلباً وتماسكاً… كما عرفناها على مدى العقود الماضية من الصراع الدامي مع الاحتلال الصهيوني.. ولنا في حرب تموز نموذجاً مصغراً لما ينتظر كيان الاحتلال إذا ما تجرّأ على القيام بخطوة الاجتياح البري للجنوب في محاولة للوصول إلى قدرات المقاومة وتدمير بنيتها.. أما استمرار الحرب الجوية فإنها لن تتمكن، كما تشير كلّ المعطيات الميدانية، من وقف صواريخ المقاومة واتساع نطاقها لتشمل كلّ مساحة فلسطين المحتلة، وليس فقط شمالها، بعد أن استباح العدو كلّ لبنان وتجاوز كلّ الخطوط الحمراء.. لذلك ثقوا بالمقاومة وقدراتها على تجاوز ألم الخسارة الكبيرة جراء استشهاد قائدها البطل السيد حسن نصر الله…

 

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_البناء

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المعترضون على التفاوض هل يريدون استمرار الحرب؟

ندى أيوب     لوهلةٍ يبدو نواب لبنانيون وكأنهم يفضّلون استمرار الحرب الإسرائيلية على لبنان على التوصّل إلى اتفاقٍ لوقفِ إطلاق النار على يد رئيس ...