تحتل سورية المرتبة الثانية عربياً بين أهم الدول المنتجة للزيتون بعد تونس ، فيما تحتل المرتبة السادسة عالمياً بعد الدول الكبرى مثل إسبانيا واليونان وغيرهما.
وبلغة الأرقام المتوفرة في أرشيفي الصحفي الذي دائماً ما يسعفني عندما تخونني الذاكرة ، فقد وصل حجم الإنتاج لموسم عام ١٩٩٧ إلى٧٠٠ ألف طن من الزيتون ، وكميات الزيت التي تم استخراجها في ذلك العام بين / ١٣٥ – ١٤٠ / ألف طن من دون احتساب الكميات التي تذهب للاستهلاك المحلي .
ووفق التقديرات التي أعدها مكتب الزيتون المركزي الذي أنشئ مطلع الثمانينيات، فإن المساحة المزروعة زيتوناً وصلت إلى ٤٢٩ ألف هكتار، موزعة على مختلف المحافظات السورية ، وكان يقدر عدد الأشجار في حينها، أي عام ١٩٩٧ بـ٥٧ مليون شجرة ، لم يكن مثمراً منها سوى ٣٢ مليون شجرة، أي في مراحل الإنتاج ، فيما لا تزال الأشجار الباقية تحتاج إلى سنوات لبلوغ مرحلة الثمر.
وللتذكير أيضاً، فقد حاولت الحكومات في تلك الفترة الضغط للحدّ من التوسع في هذه الزراعة ، إلّا أن النتائج أظهرت محدودية الالتزام بتلك السياسات الزراعية ، وكانت حجة المزارعين تدني حاجة هذه الشجرة للمياه وضعف وتراجع مستلزماتها، ولاسيما أن ٩٤% منها تزرع في أراضٍ بعلية.
ومما عثرت عليه أيضاً في أرشيفي الموثق، أن عدد المعاصر في تلك الحقبة كان ٧٥١ معصرة فقط، وطاقتها الإنتاجية لجهة العصر اليومية / ٨٥٠٠ / طن . كل هذا كان في عام ١٩٩٧، فماذا لدينا اليوم وأين نحن من كل هذه الأرقام المدهشة والخيرة ؟
في لغة الأرقام التي زودنا بها الزميل مدير المكتب الصحفي في وزارة الزراعة سومر إبراهيم، أوضح لنا أن الإنتاج المتوقع من الزيتون لهذا العام هو / ٤٢٩ / ألف طن في المناطق الآمنة ومن المتوقع استخلاص / ٥٥ / ألف طن زيت منها، انتهى كلامه.
وتعليقاً على ذلك، هذا رقم زهيد جداً، فإنتاج محافظة حماة وحدها ٩١ ألف طن هذا العام.
ثم هل جلّ الإنتاج السوري من الزيتون يتمركز في الشمال السوري بإدلب وعفرين وهما بيضة القبّان؟
بقي أن نشير إلى أننا حاولنا أكثر من أربع مرات الاستفسار عن عدد أشجار الزيتون اليوم من مديرة مكتب الزيتون، فكانت في كل مرة تتذرع بسبب وتعدنا بالإيفاء بالمطلوب وهذا الكلام عمره أربعة أيام.
في كل الأحوال لم تكن تلك الحكومة في عام ١٩٩٧ صائبة في محاولتها الحد من التوسع بزراعة الزيتون، بل كانت نظرة المزارعين هي الصائبة، لعالم زراعي متغير.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين