آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » قاصمةُ الظهر

قاصمةُ الظهر

 

 

كتب د. المختار

 

ظهرَت كتاباتٌ وطروحاتٌ كثيرةٌ تحاولُ أيدٍ مجهولةٌ ترويجَها في أوساطِ جمهورِ الم.قا.ومةِ وفي أوساطِ من نز.حوا عن منازلِهم أنَّ قيادةَ الم.قا.ومةِ في لبنانَ كان بإمكانِها تفادي كلِّ تلك الخسا.ئرِ بعدمِ الدخولِ نصرةً لغ.زّ.ةَ، والبعضُ أصبحَ يتداولُ ذلك عن حسنِ نيةٍ، وبعضُهم الآخرُ يتماشى مع مروجيها من أمثالِ جعجع والجميِّل ويروجُ لها بخبث، وهم نفسهم أصحاب نظرية إير.ان باعت.

 

وهذا الطرحُ مهمٌّ وخطيرٌ لأنّه يستهدفُ جمهورَ الم.قا.ومةِ الواسعَ بشكلٍ عام، وجمهورَ الح.ز.بِ بشكلٍ خاص، فهل يكتفي الطابور الخامس بذلك أم هناك خدمات أخرى يقدمها للعد.و…؟

 

من الجاهزية هو جاهز…

أما من حيث الإمكانية الحكم لكم…؟

 

لذلك وجبَ التذكيرُ أنَّ وز.يرَ الد.فا.عِ “غا.لنت” صرّحَ في 11 أكتو.بر الماضي أي بعدَ أربعةِ أيامٍ من انطلاقِ طو.فانِ الأ.قصى أنّه يجبُ توجيهُ ضر.بةٍ استباقيةٍ قاصمةٍ لح.ز.بِ ا.للهِ، وتشكّلَت هناك رؤيتان:

— الأولى تطالبُ بضر.بةٍ استباقيةٍ فورية.

— والثانيةُ تطالبُ بالتريثِ لحينِ القضاءِ على غ.زَّ.ةَ، ثم التفرغِ للجبهةِ اللبنانيةِ، وأنصارُ هذا الخيارِ رُجّحَت كفّتُهم.

 

وحينَها كانت العنجهيةُ “الإ.سر.ائيليةُ” تؤكدُ أنّها ستقضي على غ.زًّ.ةَ في عدّةِ أسابيعَ. ونستحضرُ هنا تصريحَ وزيرِ الخارجيةِ الأمريكيةِ بلينكن الأول، عندما قالَ “إ.سر.ائيلُ” تحتاجُ شهراً للقضاءِ على ح.ما.سَ وسنعطيها الوقتَ الكافي.

 

وبالتالي إذا كانَ دخولُ ح.ز.بِ ا.للهِ هذه الحر.بَ كضر.بةٍ استبا.قيةٍ ليقطعَ الطريقَ على العد.و فهو خيارٌ صائبٌ.

وإذا كانَ دخولُه فيها نصرةً لغ.زَّ.ةَ تحت عنوانِ وحدة الساحاتِ فهو خيارٌ صائبٌ لأنّه في الحالتين يدركُ يقيناً ماذا كانَ يحضّرُ له العد.و.

 

لكنَّ مشكلةَ نتن يا.هو أنّه كلما طمحَ إلى تحقيقِ النصرِ سقطَ بفشلٍ ذريعٍ، وبدلاً من الاعترافِ بذلك يهربُ إلى الأمام للتوسعِ بالعملياتِ، والذهابِ إلى ج.بهةٍ أخرى فيصطدمُ بالواقعِ مجدداً ويفشلُ، مثلما فشلَ في القضاءِ على الم.قا.ومةِ في غ.زّ.ةَ بعد عامٍ من الصمودِ، وفي الضفةِ أيضاً، وكما سيفشلُ الآن على جبهةِ الجنو.ب.

 

فهناك حقيقةٌ راسخةٌ بات الجميعُ يعرفُها وهي أنَّ “إ.سر.ائيلَ” تريدُ أن تقا.تلَ الجميعَ، لكن فرادى، فنتن يا.هو يريدُ تكرارَ تجربةِ ال67 بمعنى الاستفراد با.لجبها.ت.

 

فنحن أمام حالةِ إحياءٍ لمشروعِ “إ.سر.ائيلَ” بخا.رطتِها المزعومةِ، فنتن يا.هو بلغَت به العنجهيةُ حدَّ التوهمِ بأنَّ اللهَ اختارَه لتحقيقِ هذه الخر.يطةِ وتحقيقِ الحلمِ ا.لتو.ر.اتي.

 

وللتدليلِ على صحةِ ذلك لم تسلم الضفةُ التي هي مقرُ دولةِ فلسطينَ وفقَ اتفا.قِ أو.سلو، رغمَ أنَّ السلطةَ هناك قد وصلَ بها الخضوعُ والمهانةُ أن أد.انَت عمليةَ 7 أكتوبر وبرّأَت العد.وَّ من مجا.ز.رِ.ها.

 

خطةُ نتن يا.هو التي يحلمُ والتي على أساسِها خطّطَ للعمليةِ البر.يةِ هي أبعدُ من إعادةِ المستوطنين إلى الشمالِ إذ توهّمَ أنَّ ج.بهةَ الم.قا.ومةِ ضعفَت بعد الأحداثِ الأخيرةِ وأصبحَت مواتيةً لتمريرِ المشروعِ القديمِ الجديدِ المتعلقِ بالحلمِ ا.لتو.ر.اتي.

 

وهو مضمونُ الخريطةِ التي عرضَها نتن يا.هو على منبرِ الأممِ المتحدةِ من عدّةِ أيامٍ، وهو ما جعلَه يرفضُ عرضَ المملكةِ العربيةِ السعوديةِ ومعها مجموعةٌ من سبعٍ وخمسين دولةً أخرى لإقامةِ دولةٍ فلسطينيةٍ مقابلَ التطبيعِ مع السعوديةِ وإغلاقِ بابِ الصر.اعِ في الشرقِ الأوسطِ.

 

وعرضَت السعوديةُ أن تضمنَ هي وجميعُ دولِ المنطقةِ أمنَ “إ.سر.ائيلَ” مقابلَ قيامِ دولةٍ فلسطينيةٍ، ‏( وكأن القرار لهم بضمان أمنها ) إلا أنَّ نتن يا.هو رفضَ ذلك.

 

لأنَّ طموحَه أبعدُ من حدودِ فل.سطينَ، وهو المؤمنُ بيهو.د.يةِ الدولةِ على كاملِ ترابِ فلسطينَ المحتلةِ، وعينُه على بيروتَ “الضا.حية” غيرةً من شارون، وهناكَ من هم جاهزون ليعملوا له كفرقة استطلاع، وهم أبناء وأحفاد من استطلع لشارون…!

 

عين نتن يا.هو على الخر.يطةِ التو.ر.اتيةِ، التي تشمل كل المنطقة ولو تمكّنَ من ذلك فلن يتوقفَ عند هذا الحدِ، فالحلمُ التو.ر.اتي يقضُّ مضجعَه وهو يحاولُ أن يقنعَ الداخلَ الإ.سر.ائيلي” أنّه هو المقصودُ بالنصوصِ الد.ينيةِ التو.ر.اتيةِ وأنّه هو المخلصُ المطالبُ بتحقيقِها.

 

وهذا يعيدُنا إلى تصريحِ جورج W بوش يوماً أنّه حلمَ أنَّ اللهَ كلّفَه بتحر.يرِ العراقِ، والبحثِ عن يأ.جوج ومأ.جوج…!

 

وقد تحدّثتُ في مقالٍ سابقٍ بتاريخ 9.9.2024 أنَّ هناك مؤامرةً “إ.سر.ائيليةً” لإعادةِ تحريضِ إ.ر.ها.بيي الجنوبِ السوري في القنيطرةِ ودرعا والسويداءِ لتأمينِ ممّرٍ آمنٍ لها إلى التنف، وشاهدنا استجابةَ بعضِ إر.ها.بيي درعا بأن أصدروا بياناً لمها.جمةِ وحد.اتِ الج.يشِ العربي السوري.

 

ومن المعروفِ أنَّ أمريكا تسيطرُ على المنطقةِ من التنف حتى شرقي الفراتِ منطقةِ سيطرةِ قسد.

وهكذا بنظرِهم ينتعشُ المشروعان الص.هيو.ني والقسدي، وتعدُّ “إ.سر.ائيلُ” نفسها قد وصلَت إلى الفرات.

 

وتعود الهيمنة الأمريكية التي انكفأت بعد الانسحاب من أفغانستان.

 

نتن ياهو يحلمُ بذلك ويمضي با.لحر.بِ منتظراً وصولَ ترامب لدعِم هذا المشروعِ، أليس ترامب من قال إنَّ مساحةَ “إ.سر.ائيلَ” صغيرةٌ والعربُ لديهم الكثيرُ من الأراضي الواسعةِ الفارغة…؟

 

هذا هو المخططُ…!!

 

لكن ستكونُ مقبرتُهم ومقبرةُ هذا المشروعِ في الجنو.بِ الصامدِ، حيث الإيمان كله، فما.رون الراس، و.عيتا الشعب، والعد.يسة بانتظارِهم وسيفاجؤون من هولِ ما سيرون وما سيحلُّ بهم، ولن يتأخروا حتى يقولوا إننا نقاتلُ أشباحاً لا نراهم، ولن يطولَ بنا المطالُ حتى نراهم أسرى بين أيدي ا.لر.ضو.انِ المباركةِ، وستكونُ قا.صمةَ الظهر.

(سيرياهوم نيوز1-صفحة الكاتب)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

هل يعلن ترامب الحرب على الصين؟

نور ملحم في وقت يستعد فيه الجيش الأمريكي لحرب محتملة ضد الصين، ويجري تدريبات متعددة لمواجهة ما سُمي بـ«حرب القوى العظمى»، بدأت بكين في بناء ...