بيروت حمود
رأت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن الأضرار التي لحقت بقاعدة «نيفاطيم» التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، جرّاء الهجوم الذي شنّته إيران، الثلاثاء الماضي، بـ 200 صاروخ بالستي، ستكون ذات تأثير سلبي على الدفاع الجوّي الإسرائيلي، مستدلّة على ذلك بالصور التي نشرتها وكالة «أسوشييتد برس» الأميركية، وكانت قد التقطتها أقمار اصطناعية، وبيّنت حجم الضرر في القاعدة التي تتمتع بطبقات هائلة من الدفاع الجوي. وأظهرت الصور ثقباً كبيراً في سقف مبنى يقع بالقرب من المدرّج الرئيسيّ لهبوط وإقلاع أكثر الطائرات العسكرية تقدّماً لدى الجيش الإسرائيلي. كما أظهرت كمية كبيرة من الحطام المتناثر حول المبنى المثقوب بفعل القصف الإيراني الكثيف. وذكرت الوكالة الأميركية أن الجيش الإسرائيلي، الذي اعترف في وقتٍ سابق بالفعل بتضرر قواعد عدة له، لم يستجب لطلبها التعليق على الصور، التي لم توضح ما إذا كانت الطائرات مركونة في الحظيرة لحظة القصف أو لا.من جهتها، تطرّقت صحيفة «هآرتس» إلى مزايا الصواريخ التي استخدمتها إيران خلال هجومها، والتي ادّعى الجيش الإسرائيلي أنها «ليست صواريخ فرط صوتيّة»، مشيراً إلى أنه «على حدّ علمنا، العدوّ لا يملك صواريخ كهذه». ونقلت عن خبراء في مجال القدرات الصاروخية قولهم، إن الهجوم شمل إطلاق صواريخ متقدّمة من نوع «فتّاح 1»، وهو الصاروخ الذي كُشف عنه للمرة الأولى في العام الماضي، وقالت إيران إنه صاروخ فرط صوتي ويحمل مواد متفجّرة بزنة 450 كلغ ويصل إلى مدى 1500 كلم. ويُعرّف الصاروخ بأنه فرط صوتي، وفقاً للصحيفة، في حال كان باستطاعته المناورة بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات، خلال طيرانه في الغلاف الجوي لفترة متواصلة من الزمن. كما يتميز بقدرته على المناورة في الثواني الأخيرة، ما يساعد في تحسين مستوى دقّته.
وبحسب الخبراء، الذين نقلت عنهم الصحيفة، فإن مواصفات الصواريخ التي استخدمتها إيران تنطبق على ما تقدّم، ما يعني أن الهجوم نُفّذ في معظمه بصواريخ فرط صوتية، ويؤشر بالتالي إلى «الخطر الاستراتيجي» الذي تمثّله الترسانة الصاروخية الإيرانية. ولفت الخبراء إلى أن طهران تجنّبت استخدام المسيّرات في هجومها هذا، خلافاً لهجوم نيسان الماضي، بسبب سرعتها المتدنّية، والتي تمنح إسرائيل وحلفاءها فترة إنذار ورصد كبيرة، تمكّنها من إحباط الهجمة.
زوّد الإيرانيون صواريخ «شهاب 3» و«قادر» و«عماد» بتقنيات توجيه تجعلها قادرة على المناورة
وفي السياق نفسه، نقلت الصحيفة عن الباحث في مركز أبحاث منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومقره كاليفورنيا، د. جيفري لاويس، قوله إن صور الهجوم تظهر استخداماً واسعاً لهذا النوع من الصواريخ. وإلى جانب صاروخ «فتاح 1»، أطلقت إيران، وفق «هآرتس»، نُسخاً مطورة من صواريخ «شهاب 3» و«قادر» و«عماد»، بعدما حوّلتها إلى صواريخ فرط صوتية. وقد كتب الباحث في «معهد البحوث الاستراتيجية»، فبيان هينتس، على منصّة «إكس»، أن الإيرانيين زوّدوا الصواريخ المذكورة بتقنيات توجيه تجعلها قادرة على المناورة، بما يحسّن من قدرتها على تجاوز منظومات الدفاع الجوية ويزيد من فرص إصابتها لأهدافها. وذكرت الصحيفة أن إيران استخدمت كذلك صاروخاً من نوع «خيبر شكن»، وهو ليس فرط صوتي، ويحمل رأساً متفجراً بزنة نحو نصف طن إلى طن، ويبلغ مداه 1400 كلم، مستدركة بأنه على الرغم من أن سرعة هذا الصاروخ أقل من سرعة الصواريخ الفرط صوتية، فهو يمتاز بقدرته على المناورة، الأمر الذي جعله مكوّناً مهماً في ترسانة الصواريخ التي تمتلكها طهران.
وأقرّت «هآرتس» بأن إطلاق الصواريخ الإيرانية الفرط صوتيّة مثّل مفاجأة لسلاح الجو، ومنظومة الاستخبارات الإسرائيليين؛ إذ اعتقد قادة هاتين المنظومتين أنه لا توجد بحوزة إيران صواريخ كهذه، مذكّرةً بأن الترسانة الصاروخية الإيرانية لا تتميز بتنوّعها فحسب، بل أيضاً بالعدد الكبير لمنصات الإطلاق والطواقم المهنية المدرّبة على تشغيلها.
سيرياهوم نيوز١_الأخبار