تصفير الصراع……

 

 

باسل علي الخطيب

 

 

قولا واحدا سبق و شاهدتم إعلانات دعائية عن (الشامبو)،

حيث هناك دائما (قبل)، و هناك (بعد)….

في (قبل)، تعرض الإعلانات القشرة تغطي شعر الرأس، أما في ( بعد) بعد استعمال الشامبو، فنلاحظ ان الشعر يكون نظيفاً من القشرة…

 

تشبه الأفلام التي يعرضها الجيش الصهيوني عن عملياته في جنوب لبنان إعلانات الشامبو، مع فارق بسيط و لكنه أساسي…

الجيش الصهيوني يعرض فقط (قبل)…

عرض الجيش الصهيوني فيلماً عن دخول قواته إلى بعض البيوت في قرية كفركلا الحدودية اللبنانية، و عرضوا كيف أنهم دمروا أو أزالوا (الأصول العسكرية) للمقاومة في تلك القرية: بندقيتا صيد مع بعض مخازن الرصاص على أحد الأسرة، بضعة رشاشات هنا و هناك…

هاللويا…

إنجاز عظيم لفرقة أيغوز، نخبة النخبة في الجيش الصهيوني…

تسألون أين ( بعد)؟؟!!..

( بعد) تشاهدونها و أنتم ترون الحوامات الصهيونية تنقل الجنود و الضباط الصهاينة من ذات المكان إلى المشافي، و تسمعونها من بيانات المقاومة، و لاحقاً قولاً واحداً، ستعرفون نوع (الشامبو) الذي استعملته المقاومة لإزالة تلك ( القشرة) من البيوت…

واالخبر سيظهر هكذا دائماً في وسائل الإعلام الصهيونية: (حادث أمني صعب في الشمال)…

خذوا علماً، لا داعي أن تتذكروا هذه الجملة، هذه ستسمعونها كثيراً، و ستكون العنوان الأساسي لهذه الحرب…

على فكرة، إذا استمرت وتيرة الخسائر الصهيونية البشرية بهذه الأعداد، ظني أن الصهاينة قريباً سيخفضون سن التجنيد، في الجيش إلى 14 سنة، و سيرفعون سن التقاعد للعسكريين إلى 70 سنة…

تسألون عن الجنديات؟؟!!..

سينتقلون من قتل الأطفال العزل في الضفة إلى ممارسة ( جهاد النكاح) في الشمال، و لكن هذه المرة سيكون نكاحاً من نوع آخر…

 

خلال العدوان على غزة المستمر حتى تاريخه، قرأنا و سمعنا و رأينا الكثير من المرتزقة، الذين قدموا، ليقاتلوا إلى جانب الصهاينة من بلدان مختلفة، و هم ليسوا يهوداً، مقابل مبالغ مالية مغرية، ظني أننا لن نسمع عن أمثال هؤلاء في الحرب على الجبهة الشمالية، أو سيكون عددهم قليل جداً مهما كانت المغريات….

تسألون عن السبب؟؟…

احتمال أن ينتقلوا الى العالم الآخر عبر بوابة الجحيم من جنوب لبنان أكبر بكثير…

 

هذه الحرب تكاد تنهي عامها الأول منذ 7 تشرين الأول 2023، بعيد حرب 2006، و من التجارب المستخلصة من تلك الحرب، ارتكزت الإستراتيجية الصهيونية على تهيئة الجبهة الداخلية على حرب طويلة الأمد فيها الكثير من الخسائر، و فيها الكثير من الأذى على الجبهة الداخلية…

 

هذا من جهة، من جهة أخرى كانت النتائج المستخلصة أن الاستراتيجية الصهيونية في الجانب العسكريي صارت تستند فقط على (ثقافة التوحش)….

على فكرة (ثقافة التوحش) هي مقتبسة من كتاب بعنوان (إدارة التوحش) سبق و صدر لمؤلفه (ابو بكر ناجي) عن تنظيم داعش… أعتقد أن هذه الشخصية وهمية، و الكتاب أساساً قد صدر عن M6، و صار طريقة عمل داعش، أن تزرع الرعب عبر التفنن في القتل و المجازر كماً و نوعاً، حتى تجبر البقية على الانصياع أو الاستسلام، و هكذا تحكمت و سيطرت داعش على مساحات واسعة خلال فترة قصيرة، طبعاً لا يجب أن نغفل هنا الدعم اللوجستي و العسكري الأمريكي لداعش….

 

الكيان الصهيوني يطبق (ثقافة التوحش) وفق دفتر الشروط بكل أصوله: قوة همجية عمياء متوحشة تستند إلى فائض من القوة العسكرية، و إلى فائض من الدعم و التغطية الأمريكية، و تستند إلى فائض من الصمت و التواطئ الأعرابي و التأسلمي…

 

نعم، تصطدم قوات النخبة الصهيونية، بحيطان عالية من المقاومة العسكرية في الجنوب، و يقع أفرادها بين قتيل أو جريح أو فار، فتلجأ إلى تدمير حيطان البيوت في الضاحية الجنوبية و بيروت و مدن و قرى البقاع و الجنوب، و الحجة دائماً إياها: وجود أصول عسكرية للمقاومة في هذه المناطق، و هذا هو الأسلوب نفسه الذي تم أتباعه في العدوان على غزة…

 

من يعتقد أن الهدف العسكري للصهاينة من حربهم على لبنان هو إعادة مستوطني المستعمرات الصهيونية في الشمال إلى مستعمراتهم فهو واهم، هذا هدف تكتيكي فحسب، و هو أيضاً حجة الحرب الأساسية، بعض الإنجازات التي توهم الصهاينة أنهم حققوها، بإغتيال قادة المقاومة جعلتهم يفصحون عن هدفهم الإستراتيجي: إعادة هيكلة الشرق الأوسط، و هذا ما أعلنه رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو.

 

ولكن….

نعم ولكن…..

بضعة صواريخ فرط صوتية إيرانية على القواعد و المطارات العسكرية الصهيونية، وقبل ذلك بضعة صورايخ من المقاومة على تل أبيب، و بعد ذلك عشرات القتلى و الجرحى من قوات النخبة الصهيونية في عدة محاولات للتقدم داخل الأراضي اللبنانية، جعلت الصهاينة يعيدون التفكير….

 

لم يكن ارتعاش و رجفان يدي نتنياهو، و هو يقرأ بياناً بعيد عملية الوعد الصادق 2، بالأمر الهين على الجبهة الداخلية الصهيونية، وعلى طريقة تفكير النخبة لديهم، هذا بعض من كل، هذا بعض ما يمكن أن يحصل لكم إذا ذهبتم إلى خيار يوم القيامة…

هذا فحوى بعض رسائل (فتاح) إياه….

هل شاهدتم صور نتنياهو و هو يهرع إلى الملاجئ؟؟!!..

لاحقاً كان يكفي أن تطأ قدمي نتنياهو مسقط رأسه في مستعمرة قيساريا حتى تساقطت عليها صورايخ المقاومة…

هل وصلت الرسالة؟؟!…

الرسالة تشرحها و تبينها قصيدة الشاعر الكبير المرحوم عمر الفرة( أطلعلك)….

 

نعم، أعد الصهاينة جبهتهم الداخلية أن هناك حرباً طويلة الأمد ستكون، و أن هناك خسائراً كبيرة ستحصل، و لكن هذا لم يمنع 70 بالمئة من الصهاينة من الحصول على الجنسية الثانية، و شراء بيوت خارج الكيان…

في إحدى تصريحاته، قال أفيخائي ادرعي أنه لن تكون هناك خيبر اخرى بعد الآن، أحد الصواريخ التي أطلقها الصهاينة عندما اغتالوا السيد أسموه (مرحب.)….

حسناً، مرحب قد ظهر وأظهر التحدي، نحن لم نظهر لكم بذو الفقار بعد، و لا حتى عمار بن ياسر و لا حتى حمزة…..

من ظهر لكم هو محمد بن الحنفية فقط….

 

و إن كان تدريب الجبهة الداخلية كتدريب قوات النخبة إيغوز، فنصيحتي لكم أن تحضروا أكياس الجثث و أن تكتبوا وصاياكم، قريباً ستعلن المقاومة عن نوع (الشامبو) الذي استخدمته في كفركلا والعدبسة و مارون الراس، وسترون بام واخت وبنت عين التوقيع: البحوث العسكرية السورية….

 

وليس ببعيد، نعم، ليس ببعيد هذا، وقد تم إغلاق مطار بن غوريون نتيجة ضربات صاروخ (الأسد 1) – على فكرة، هذا ليس له ثاني – ليس ببعيد أن نسمع الخبر التالي: غرق قارب يقل مهاجرين من الكيان باتجاه أوروبا وكلهم من الصهاينة…

ألم يطلب اللجوء السياسي بعض أعضاء فريق تل أبيب لكرة السلة في بلغاريا؟؟…

هذا مؤشر له دلالات كبيرة ….

اله.يكل الثالث؟؟!!

سندمره وسنعيد للقدس (اورش.ليم) مسماها الاصلي:

ايليا…..

(موقع سيرياهوم نيوز1)