محمد نور الدين
لا يزال تحذير الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، من أن تركيا ستكون الهدف التالي لإسرائيل بعد أن تنتهي من لبنان، مثار سجالات وتعليقات من مختلف القوى التركية، فيما بدا لافتاً الكلام المنسوب إلى مصادر في وزارة الدفاع من أن تركيا «تدرك المخاطر المحيقة بها، وأن إسرائيل تريد توسيع الحرب. لكن أنقرة تملك من القدرة ما يكفي لكي تواجه أيّ تهديدات وأخطار».وكرّر زعيم حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزيل، وهو الوحيد الذي لم يدن بعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، دعوته إردوغان إلى عقد جلسة مغلقة للبرلمان التركي لتدارك أي أخطار ممكنة.
من جهته، كتب طه آقيول، في صحيفة «قرار»، أن «إسرائيل دولة عدوانية يحكمها فوهرر إسرائيلي ومجرم حرب. وهي نشأت بالقوة العسكرية ووسّعت حدودها بالقوة العسكرية وترتكب إبادة جماعية في غزة وكذلك في لبنان». ورأى آقيول أن تركيا «بالتأكيد ستتخذ إجراءات مضادة في حال قيام إسرائيل بإجراء عدائي ضدها، تماماً، كما اتخذت أنقرة إجراءات تجاه اليونان». وأضاف أن «تركيا تملك القوة اللازمة لتمنع إسرائيل حتى من التفكير بضربها. فإسرائيل تتردّد في توسيع الحرب مع إيران، فكيف بتركيا التي تملك قوة عسكرية أكبر من إيران؟ كذلك، فإن علاقات تركيا الاقتصادية مع أوروبا وعضويتها في الناتو تمنع إسرائيل من العدوان عليها. كما أن إردوغان تسلّم مرة ميدالية الشجاعة من اللوبيات اليهودية في أميركا وتوسّط للسلام بين سوريا وإسرائيل، فيما أنقرة تعاونت مع تل أبيب في العديد من المجالات». وأضاف: «حتى خلال العدوان على غزة، لم يقطع إردوغان التجارة مع إسرائيل إلا تحت الضغط وبصورة جزئية».
تحذيرات من تأثير تصريحات الرئيس التركي على الاستثمارات
وفي الاتجاه نفسه، رأى الخبير الاقتصادي، أردال صاغلام، أن «تحذيرات إردوغان بشأن استهداف إسرائيل لتركيا ستزيد الخوف على مستقبل الاستثمارات». وأضاف أن «هذا ستكون له عواقب وخيمة». أما الكاتب يوسف ضياء جومرت، فانتقد العالم العربي والإسلامي بالقول إنه «لم يفعل منذ سنة شيئاً، بينما الملك فيصل بادر إلى حظر النفط. أكثر من ذلك، ماذا فعل إخوتنا القريبون في العالم التركي والقوقاز وآسيا الوسطى وأذربيجان؟ لم تكن قضية فلسطين والمنطقة تهمّهم على الإطلاق». وقال إن «أي دولة قامت، ولو بشيء قليل، فهو أمر له قيمة وإن كان لا يغيّر في النتيجة. ماليزيا مثلاً أغلقت موانئها أمام السفن التي تحمل العلم الإسرائيلي». وأضاف أن «الأمر ينطبق على إيران. فهي في صراع مفتوح مباشرة وبالوكالة مع إسرائيل. أطلقت 500 صاروخ. ربما لم يُقتل أحد. ينتقد البعض إيران بأنها مذهبية. حسناً، ربما يكون الأمر كذلك، لكن إيران هدف لحملة كبيرة مصدرها الولايات المتحدة وإسرائيل التي تذبح المسلمين ليلاً ونهاراً، وألقت عليها طهران أحجاراً لم يجرؤ أحد على رميها. وبعد الاعتراف بذلك، يمكن أن تنتقدوها كما تشاؤون».
ورأى الكاتب فهمي قورو، بدوره، أن «إسرائيل التي لم تستطع استئصال الفلسطينيين من غزة ذهبت إلى تحقيق أهداف جانبية ضد حزب الله، فكانت الحرب مع لبنان وإيران والحوثيين». وقال إن «المستفيد الأكبر اليوم هو شركات الصناعة الحربية في الغرب والتي تعدّ بالمئات»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لا تشارك في الحرب، لكنها هي التي، مع ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، تصنع الحرب». وختم بأن «ألمانيا أيضاً شريك أساسي، ولا يقول رئيس وزرائها، أولاف شولتز، لبنيامين نتنياهو سوى: تحت أمرك»، متابعاً أن «الفلسطينيين واللبنانيين يعرفون الجهة التي تأتي منها القنابل القاتلة من خلال الملصقات الموجودة عليها، ويجب أن نعرف هذه الحقائق».
سيرياهوم نيوز١_الاخبار