سمير حماد
كم يثير الشفقة والسخرية …… أولئك الذين يتوهمون انهم قادرون على القيام بكل شيء , وأنهم يصلحون للعصور كلها , فالنهار لايضحك الا لهم …والليل لايحل الا لكي يستريحوا فيه من عناء يومهم ويستغرقوا في نومهم .. …………
همهم الربح في اي مجال يخوضونه , من تجارة الموت الى الرقيق إلى الافيون وتجارة الاعضاء والاطفال , والوطن ….في كل عرس لهم قرص , تراهم يطيرون من فرح الى ماتم برشاقة ابن عرس , دموعهم تسيل في الافراح والاتراح وابتسامتهم الصفراء لا تفارق وجوههم الملوّنة كالحرباء …
لديهم لكل مناسبة لباسها , مقامرون في سعيهم للكسب السريع ….بلا مجهود او تعب ….. لكنهم احيانا يتعرضون لخسارة تطال انفسهم , ولا يكتشفونها الا بعد فوات الاوان …وكثيرا ما اكتشفوا متاخرين ان ما كانوا يصفقون له… ..ليس الا اهدافا سثجّلت في مرماهم .
هؤلاء النخبة المنافقة , تراهم مع الله و القيصر ….في اللحظة ذاتها …لايهمهم سوى الدنيا فيعملون لها …وكأنهم سيعيشون الى الابد …لايخطر على بالهم الموت , وكأن كل واحد منهم حقق لنفسه بوليصة تامين , ضد الشرور والموت …
إنهم الاكثر تعرضا للهزيمة في المجتمع على كثرتهم , غير قابلين للصحوة واليقظة …والمراجعة ..والنقد ….اسدلو الستارة على عمر سكنته الاوهام …والانانية …ونخره سوس الجهالة والنفاق والغدر , وتسرب السمّ الى الاعضاء كلها …
هؤلاء المنافقون , تراهم ينعقون كالغربان يسيل لعابهم على كل شيء ……. اشجعهم يبكي على ذبابة ….واغلبهم يجرفهم سيل الجشع والخيانة , مع انهم يعرفون ان سيف الوطن لن يغفر او يرحم من خان او استكان مهما تاخر الزمن…… اوطال ……..
(موقع سيرياهوم نيوز-1)