تتلقى «الوطن» بشكل يومي اتصالات وشكاوى من سكان العديد من قرى محافظة طرطوس يشكون فيها التأخير الكبير في وصول المياه عبر الشبكة إليهم بخلاف فترات سابقة وبالتالي اضطرار نسبة كبيرة منهم لشراء مياه الشرب من صهاريج خاصة بمبالغ مرتفعة على حساب معيشتهم.. حيث كانت تصلهم مياه الشرب خلال أقل من نصف المدة الحالية (مثلاً القرية التي كانت تصلها المياه كل أربعة أيام مرة لا تصلها الآن إلا كل ثمانية أيام أو أكثر ومن كانت تصلها كل أسبوع باتت تصلها كل أسبوعين وهكذا) ويؤكد السكان أن ذلك يعود لقلة ساعات الضخ من المشاريع إما لطول مدة التقنين الكهربائي وإما لعدم وجود أو قلة مادة المازوت لتشغيل مجموعات الديزل الموجودة.. الخ
مدير عام مؤسسة المياه بطرطوس نزار جبور بين لـ(الوطن) أن الواقع المائي في محافظة طرطوس يعتبر جيداً رغم الظروف الحالية لموارد الطاقة حيث تتم التغذية في مدينة طرطوس ومدينة بانياس على مدار 24 ساعة في اليوم كما تحسن الواقع المائي كثيراً في باقي مدن ومناطق المحافظة (صافيتا- مشتى الحلو- الصفصافة- الدريكيش- الشيخ بدر- القدموس) نتيجة المشاريع العديدة التي تم استثمارها خلال السنوات الست الماضية (سنوات الحرب الظالمة) والتي تزيد على 55 مشروعاً كان لها الأثر الكبير في تحسين هذا الواقع.
وأشار إلى أن اعتماد المؤسسة على كوادرها الذاتية وورشها الفنية والمساعدات المقدمة من المنظمات المانحة برعاية وزارة الموارد المائية شكل العامل الأساس في تحسين واقع الخدمة لمواطنين رغم الظروف الصعبة والاستثنائية التي يمر بها بلدنا والتي ساهمت بشكل فعال ليس في الحفاظ على سوية جيدة للخدمة في المحافظة وإنما الارتقاء بها على مستوى كامل رقعة المحافظة.
وتابع جبور: لكن لا بد من الإشارة هنا وخلال الفترة الحالية إلى الانخفاض الكبير في موارد الطاقة من (كهرباء – مازوت) رغم الجاهزية الكاملة لمشاريع المياه الأمر الذي أثر على واقع التغذية وأدى إلى تباعد الأدوار ولا سيما أن معظم المشاريع في ريف المحافظة تتكون من عدة مراحل ضخ إضافة للأطوال الكبيرة للشبكات مما اضطر المؤسسة لتركيب عشرات «السكورة» التحكم على شبكاتها لتحقيق توزيع عادل قدر الإمكان وقد كانت في غنى عن تركيبها لولا النقص الكبير في مصادر الطاقة وتم تجهيز قسم من هذه «السكورة» من المواد المعادة بعد صيانتها وإعادة تدويرها بسبب قلة الاعتمادات المالية وندرة وارتفاع أسعار المواد في السوق المحلية.
وعن الصعوبات التي ترخي بظلالها غير الجيدة على عمل المؤسسة وخدمة مشتركيها ذكر المدير العام أن هذه الصعوبات تتمثل بانخفاض كبير في موارد الطاقة /كهرباء +مازوت / ما انعكس سلباً في تأمين استمرارية التغذية بمياه الشرب للتجمعات السكانية المستفيدة ولا سيما أن العديد من مشاريع المؤسسة متعددة مراحل الضخ مما زاد الحاجة لمجموعات التوليد التي تتطلب كميات كبيرة من مادة المازوت ومبالغ مالية كبيرة للإصلاح، كما أن تخفيض الاعتمادات المالية للموازنة الاستثمارية الذي ترافق مع الارتفاع الكبير للأسعار في السوق المحلية أثر على تنفيذ المشاريع الهامة والحيوية المدرجة ضمن خطط المؤسسة لتحسين الواقع المائي وأيضاً من الصعوبات تخفيض مخصصات سيارات الخدمة من مادة البنزين رغم الزيادة الكبيرة في المشاريع التي تتطلب جاهزية دائمة وصيانات دورية وقلة عدد الآليات الهندسية والخدمية وقدمها ونقص الأيدي العاملة الخبيرة بسبب الظروف الراهنة والتوسع العشوائي في بناء المساكن في الريف وضواحي المدن يصعب تأمين التخديم بمياه الشرب.
وأشار إلى وجود صعوبة كبيرة أخرى وتتمثل بالانتشار الواسع والعشوائي لمصبات الصرف الصحي الأمر الذي يؤدي إلى تلوث مصادر مياه الشرب وخروج بعضها عن الخدمة سنوياً في فصل الشتاء لمدد متفاوتة من عدة أيام إلى عدة أشهر وخصوصاً أثناء المواسم الخيّرة لعصر الزيتون.
هيثم يحيى محمد
سيرياهوم نيوز 6 – الوطن