دحام السلطان
عقدت إدارة نادي الجزيرة الرياضي العزم على فتح صفحة جديدة تدعو إلى عودة كرة القدم في النادي إلى الواجهة، بعد انقضاء سنة شديدة السواد مرت عليه وكان مذاقها شديد المرارة، على مستوى فريقي الرجال والشباب، الذي سقط الأول سقوطاً مريعاً من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية، ولحق به الأخير بهبوطه المفجع من الدرجة الممتازة إلى الدرجة الأولى؟ لظروف أكبر من إرادة مجلس إدارة النادي التي وقفت عاجزة أمام حسابات معقّدة لم تنطبق «حسبتها» على حسابات بيدرها؟ خلال السنة الفائتة، على الرغم من عمليات الإنعاش المتأخرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، إلا أنها لم تفلح هي الأخرى في رأب الصدع الجزراوي، لأن السوس اخترق العظم ونخره من الداخل، ولم تجد كل عمليات التجميل والعلاج في التعامل مع الحالة، فكانت النتيجة المشار إليها أعلاه هي النتيجة؟
التفكير حسم الأمر
بعد الفاجعة التي حلت بكرة القدم في النادي، والتي كانت الإدارة قد قطعت عهداً على نفسها بالتخلي عن اللعبة الجماهيرية الأولى في النادي، وركنها على الرف ومنحها إجازة طويلة الأمد وبلا حدود، وإعادة النظر بواقع بقية الألعاب المقيّدة على كشوفات النادي بغية منحها ظروفاً أفضل من حجم العناية والرعاية والدعم والاهتمام، وإحياء ألعاب أخرى كان لها اسمها ورقمها في النادي لسنين خلت، قبل إعادة التفكير بكرة القدم اليوم، وحسمت أمرها بذلك وفق حسابات جديدة، بعد إنجاز مشروع بناء قاعدة عريضة وواسعة لها من خلال المدرسة الكروية التي تم إنجازها لمختلف الفئات العمرية الصغيرة، التي يعوّل عليها في أن تكون هي المستقبل الواعد للنادي بلعبة كرة القدم التي أريق ماء وجهها في منافسات الموسم الفائت البائس، الذي مرّغ اسم نادي الجزيرة بالوحل، وأضاع هيبته واعتباره أمام فرق نافسها من أجل صراع البقاء في الدرجة الأولى؟ وهي في الأساس فرق لا اسم لها ولا هوية ولا تاريخ ومع ذلك فإن النادي لم يفلح ويصمد أمامها؟
طموح غير مشروط
إدارة النادي في اجتماعها الأخير الذي حضرته «الوطن» مع كوادر فريقي الرجال والشباب المكلفة التدريب، وضعت بحسبانها حافز الطموح غير المشروط بتأكيد عودة فريق الشباب إلى الدوري الممتاز، وبفريق الرجال إلى دوري الدرجة الأولى، بالاعتماد على لاعبي النادي وأندية المحافظة الأخرى، بعملية إعادة تنظيم وتهيئة كلا الفريقين، بعد الاستماع إلى المدربين ومعطيات كل مدرب اليوم في حقل العمل التدريبي، ومدى مستوى وإمكانات كل فريق نحو هاجس الطموح الذي يريده الجزراويون عبر إدارة ناديهم، ومن ثم دعوة لاعبي فريق الرجال والاجتماع معهم عبر مكاشفة وتماس مباشر معهم لاكتمال نصاب الفريق الذي يرغب به الجهاز الفني بأن يكون قوامه 25 لاعباً كأقل تقدير، ومن ضمنهم من 7- 8 لاعبين من خارج صفوف المجموعة الحالية في الملعب، في مهلة وضعتها الإدارة والتي ستتضح هويتها في بحر أيام هذا الأسبوع لمناقشة وضع اللاعبين بالكامل بعد الاجتماع معهم والاستماع منهم وفق العرض التفصيلي الذي ستشرحه الإدارة وتضعه على طاولة الاجتماع معهم.
أولويات العمل مطمئنة
رئيس نادي الجزيرة مصطفى شاكردي، بيّن في الاجتماع أن أولويات العمل تبدو مطمئنة إلى حد ما، بعد اتضاح الرؤية بالنسبة لبدلات الاستثمار التي دخلت وستدخل خزينة النادي من ريوع المنشآت، ولاسيما صالة ومسبح تشرين التي تم تعهيدها مؤخراً بمبلغ 270 مليون ليرة سنوياً، وأصبحت رافداً مقبولاً لمسار صرفيات النادي على الألعاب، قبل أن تصبح موضع لغط لدى المحيط الجزراوي القريب من النادي، ويفيد بأن المستثمر لم يقم بتسديد كامل المبلغ الذي رست عليه المزايدة في حساب النادي لدى المصرف، وقد بدأ باستثمار المنشأة ولم يحصل على أمر المباشرة من الإدارة وبخلاف ما نص عليه العقد؟ في حين أن الشاكردي أوضح بأن المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام منح المستثمرين فرصة التقسيط لتسديد بدلات الاستثمار على أربع دفعات خلال السنة المالية الواحدة لعقد الاستثمار ولجميع المنشآت المستثمرة في النادي، ومن ضمنها منشأة صالة ومسبح تشرين، التي سدد المستثمر منها مبلغ 240 مليوناً إنما من ضمنها مبلغ التأمينات النهائية، التي تعتبر ضمانة لحق النادي فقط، وليس من ضمن مبلغ الاستثمار، مبيناً أن آخر مهلة لدفع كامل المبلغ وفق تعميم التنفيذي، يُستحق في نهاية السنة المالية من كل عام، وإن لم يلتزم المستثمر بما نص عليه التعميم، يُعتبر مبلغ التأمينات النهائية من حصة النادي، وسيفسخ عقد استثمار المنشأة قانوناً وسيضمن النادي حقه مالياً، وبالتالي سيضمن تغطية نفقات الصرف على ألعابه ومن ضمنها ما يتعلق بفرق كرة القدم.
سيرياهوم نيوز١_الوطن