واقع الترجمة إلى العربية وضرورة الارتقاء بها لتعزيز مساهمتها في نشر واكتساب المعرفة محاور ناقشتها ندوة نوافذ في مجمع دمر الثقافي بمشاركة أدباء ومترجمين.
كما تناولت الندوة التي يعدها ويشرف عليها إدريس مراد مراحل تطور الترجمة والتحديات التي تتعرض لها حيث استعرض الدكتور ثائر زين الدين مدير الهيئة العامة السورية للكتاب تاريخ أهم المترجمين العظماء الذين نقلوا لنا أهم الكتب لدى الأمم الأخرى عن لغات كثيرة مثل اليونانية والفارسية والهندية والقبطية واللاتينية والنبطية والسيريانية والعبرانية فأصبحت كتب أفلاطون وأرسطوطاليس وأبقراط وجالينوس وأرخميدس وأبلونيوس وبطليموس وغيرهم تقرأ بالعربية ما زاد في غنى حضارتنا وجعلها تتقدم على حضارات العالم بأسره.
ورأى زين الدين أن هذه الصور المشرقة لحال الترجمة في مرحلة من مراحل حضارتنا تختلف بشدة عن واقعها الحالي حيث يشير تقرير التنمية البشرية الصادر عن منظمة الأمم المتحدة عام 2003 إلى حالة الركود في الترجمة إلى العربية ما يجعلنا بحاجة ماسة لوضع خطة استراتيجية للنهوض بالترجمة والنقل من خلال مؤسسات ثقافية كبرى يقدم لها الدعم المادي المطلوب.
وتمنى زين الدين أن تؤازر مؤسسات ثقافية مثل اتحاد الكتاب العرب ودور النشر المشروع الوطني للترجمة الذي أعلنت عنه هيئة الكتاب قبل أربعة أعوام وشكلت له لجانا مختصة من خلال رصد الموازنات اللازمة لتكون حجر الأساس في نهضة قادمة.
الأديب والمترجم حسام الدين خضور تحدث عن واقع الترجمة في سورية مشيرا إلى أنها تقسم إلى تحريرية التي تعمل لصالح دور النشر العامة والخاصة وللسوق العربية والدولية وفورية وتختص بالمؤتمرات والمنتديات واللقاءات مع الوفود وفي الاعلام المرئي والمحكي مشيرا إلى عدم وجود هيكل تنظيمي لهذه المهنة الإبداعية إلا في إطار غير فاعل في اتحاد الكتاب والذي يضم عشرات المترجمين في جمعية الترجمة يعملون حصراً بنطاق الترجمة التحريرية.
وأعرب خضور عن أسفه لعدم تناسب المقابل المادي الذي يتلقاه المترجم إزاء ما يبذله من جهود مع وجود تباين كبير بين مترجم وآخر داعيا إلى تأسيس مركز وطني للترجمة يعطيها استقلالية وإلى إحداث اتحاد خاص بالمترجمين يرعى المهنة وحقوق العاملين فيها.
ميس العاني
سيرياهوم نيوز 6- سانا