دعا الجيش الإسرائيلي الأحد سكان 21 قرية في جنوب لبنان إلى إخلائها، بعدما أصدر دعوات مماثلة في سياق توسيع العمليات البرية التي يشنها في لبنان.
وكتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة إكس “من أجل سلامتكم عليكم إخلاء منازلكم فورا والانتقال فورا إلى شمال نهر الأولي”.
ويوجه الجيش الإسرائيلي بانتظام رسائل يحض فيها أبناء قرى في جنوب لبنان وسكان أحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت على إخلاء مناطقهم، في خضم معارك يخوضها مع حزب الله في معاقل الأخير.
وكان حزب الله فتح في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023 حرب “إسناد” لحليفته حركة حماس في غزة، ما أدى إلى تبادل شبه يومي للقصف عبر الحدود أدى، قبل التصعيد الأخير، إلى نزوح عشرات آلاف الأشخاص على جانبي الحدود.
وأعلنت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (اليونيفيل)، الأحد، أن الجيش الإسرائيلي اقتحم موقعا للقوة الأممية في بلدة راميا جنوبي لبنان.
وقالت اليونيفيل، عبر بيان: “في وقت مبكر من صباح اليوم (الأحد)، رصد جنود حفظ السلام في موقع للأمم المتحدة في راميا 3 فصائل من جنود الجيش الإسرائيلي تعبر الخط الأزرق إلى لبنان”.
وتابعت: “عند 4:30 صباحا (02:30 ت.غ)، وبينما كان جنود حفظ السلام في الملاجئ، قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوةً”.
وأردفت: “طلبوا عدة مرات إطفاء أنوار القاعدة (الموقع الأممي)، ثم غادرت الدبابتان بعد نحو 45 دقيقة”.
القوة الأممية أفادت بأن انسحاب الدبابتين جاء “بعد احتجاج اليونيفيل من خلال آلية الارتباط التابعة لنا، فوجود الجيش الإسرائيلي يعرّض جنود حفظ السلام للخطر”.
وأردفت: “عند حوالي الساعة 6:40 صباحا (04:40 ت.غ)، أبلغ جنود حفظ السلام في نفس الموقع عن إطلاق عدة رشقات نارية على مسافة 100 متر شمالا”.
وأوضحت أن هذا الانتهاك “أدى إلى انبعاث دخان كثيف، وعلى الرغم من ارتداء أقنعة واقية، عانى 15 جندي حفظ سلام من آثار، بينها تهيج الجلد ومشاكل في المعدة بعد دخول الدخان إلى القاعدة، ويتلقى الجنود العلاج اللازم”.
بالإضافة إلى ذلك، “أوقف جنود الجيش الإسرائيلي أمس (السبت) حركة لوجستية شديدة الأهمية لليونيفيل (دون إيضاحات) بالقرب من (بلدة) ميس الجبل (جنوب)، ومنعوها من المرور، ولم يكن من الممكن إكمال تلك الحركة المهمة”، وفق البيان.
ومشيرة إلى اعتداءات إسرائيلية سابقة، أفادت اليونيفيل: “للمرة الرابعة خلال يومين، نذكّر الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف الفاعلة بالتزاماتهم بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.
وأكدت أن “خرق موقع تابع للأمم المتحدة والدخول إليه يشكل انتهاكا صارخا آخر للقرار 1701 (2006)، وأي هجوم متعمّد على جنود حفظ السلام يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي والقرار 1701.
وشددت القوة الأممية، على أن “ولاية اليونيفيل تنص على حرية الحركة في منطقة عملياتها، وأي تقييد لهذا يعد انتهاكا للقرار 1701.. وطلبنا من الجيش الإسرائيلي تفسيرا لهذه الانتهاكات المروعة”.
ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، وسعت إسرائيل نطاق “الإبادة الجماعية” التي ترتكبها في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لتشمل معظم مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية ومحاولات توغل بري في الجنوب.
ويوميا يرد “حزب الله” بصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وبينما تعلن إسرائيل جانبا من خسائرها البشرية والمادية، تفرض الرقابة العسكرية تعتيما صارما على معظم الخسائر، حسب مراقبين.
ـ تهديد إسرائيلي
وفي تهديد بمواصلة استهداف قوة “اليونيفيل”، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى سحبها “فورا”، بدعوى عدم تعريضها للخطر.
ومخاطبا غوتيريش، قال نتنياهو، في كلمة متلفزة: “حان الوقت لكم لإخراج اليونيفيل من معاقل حزب الله، ومن مناطق القتال”.
وأضاف: “طلب الجيش الإسرائيلي ذلك مرارا، وقد تم رفض طلبه مرارا، بهدف توفير درع بشري لإرهابيي حزب الله”، على حد زعمه.
وتابع: “رفضكم إجلاء جنود اليونيفيل يجعلهم رهائن لدى حزب الله”، مضيفا: “هذا يعرضهم ويعرض حياة جنودنا للخطر”.
من جهته أعلن “حزب الله”، الأحد، أن عناصره هاجموا جنودا إسرائيليين في بلدة عيتا الشعب، جنوبي لبنان، ويشتبكون معهم بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية.
جاء ذلك في سلسلة بيانات على منصة “تلغرام”.
وذكر الحزب أن مجموعة من مقاتليه هاجموا قوات إسرائيلية في الحارة الغربية لعيتا الشعب، ودارت اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية وقذائف المدفعية.
ولفت إلى أن الاشتباكات ما زالت مستمرة حتى زمن صدور البيان (14:30 تغ).
في أيلول/سبتمبر تحوّل التركيز في العمليات العسكرية الإسرائيلية من غزة إلى لبنان، وقد توعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة القتال ضد حزب الله حتى عودة سكان شمال إسرائيل الذين نزحوا هربا من أعمال العنف، إلى ديارهم.
ومنذ شنّت إسرائيل سلسلة غارات جوية على أهداف في لبنان وبدأت عملية برية عبر الحدود في 30 أيلول/سبتمبر، استشهد أكثر من 1200 شخص في لبنان ونزح نحو مليون، وفق حصيلة لوكالة فرانس برس تستند إلى بيانات وزارة الصحة اللبنانية.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم