آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » العالم أمام نافذة جديدة لرصد «المأساة» السورية.. مطالبات بالتفاتة دولية جادّة.. مواطنون: عمّروا بيوتنا المدمرة ولا تتاجروا بقضيتنا في بلدان اللجوء

العالم أمام نافذة جديدة لرصد «المأساة» السورية.. مطالبات بالتفاتة دولية جادّة.. مواطنون: عمّروا بيوتنا المدمرة ولا تتاجروا بقضيتنا في بلدان اللجوء

ما بين هذا المعبر وذاك وخلال متابعة العائدين من لبنان عبر حافلات النقل الجماعي وزيارتهم في مراكز الاستضافة, لن يستطيع من يتابع التفاصيل تحمل الكم الهائل من روايات الألم, وقصص قد تبكي الحجر؟!.. فالعيون تشاهد مأساة حقيقية.. مأساة تقف أبلغ الكلمات عاجزة عن وصف فحواها.. ولسان كل متابع يتساءل: أين كنتم أهالي سورية.. وأين أصبحتم بفعل الحرب على بلدكم والحصار اللعين؟..
جل العوائل التي التقتها “تشرين” حدثونا عن حياتهم في لبنان قائلين: لم تكن حياتنا هناك سهلة فلقمة العيش التي كنا نتناولها مغموسة بالقهر والذل، عدنا اليوم إلى وطننا, لأن منزلك هو وطنك وهو كما نقول ثمرة جهدك وعرقك وتعبك خلال سنوات حياتك, من الصعب على الإنسان أن ينتزع من منزله.. إنها قمة اللاإنسانية, لكن الإرهاب انتزعنا وهجّرنا، واستطردوا قائلين: نتمنى أن يساعدنا العالم لإعادة بناء وترميم بيوتنا التي هدمها الإرهاب.. أفضل من أن يبقى السوري رهين دول اللجوء التي تتاجر بهم في المحافل الدولية.

متابعة دقيقة للأسر الوافدة
في تصريحها لـ”تشرين” قالت مديرة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة ريف دمشق فاطمة رشيد: نتواجد يومياً في معبر جديدة يابوس الحدودي من أجل عمل إنساني نبيل وجدير بالاحترام. نحن نحاول إعادة العائلات السورية التي اضطرت لترك بلادها قبل سنوات بسبب الحرب على الإرهاب إلى مدنهم وبيوتهم مرة أخرى.
ولفتت رشيد إلى وجود متابعة يومية من قبل وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة ريف دمشق لجميع الوافدين إلى سورية سواء أكانوا سوريين أم لبنانيين، من خلال تعاون الجمعيات ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري المتواجدين في المعبر بهدف تقديم الخدمات اللازمة والصحية منها بالتنسيق مع مديرية صحة ريف دمشق، بالإضافة إلى أن الجمعيات تقدم وجبات وأنشطة وبرامج دعم نفسي، بالتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية، مبينة حرص الجهات المعنية في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومحافظة ريف دمشق على متابعة الأسر والأطفال والنساء وذوي الإعاقة والمسنين سواء السوريين أم اللبنانيين، مؤكدة أن السوريين العائدين إلى وطنهم الموجودين في بيوتهم أو لدى أقاربهم تتم متابعتهم من خلال التنسيق بين الهلال الأحمر السوري والجمعيات وحصر الاحتياج لتقديم الخدمة اللازمة لهم.

خدمات إغاثية عاجلة
ومع تفاقم الحرب المدمرة على لبنان التي يقوم بها العدو الصهيوني، ونزوح آلاف المهجرين من بيوتهم سواء أكانوا سوريين أم لبنانيين، وهم يواجهون اليوم ظروفاً غاية في الصعوبة.. هم بحاجة إلى مساعدة، الآن، أكثر من أي وقت مضى، الأطفال وكبار السن وعائلات بأكملها بحاجة ماسة إلى الإمدادات المنقذة للحياة، بما في ذلك الغذاء والحليب والحفاضات وغيرها من الضروريات.
لهذا تعمل اليوم الجمعية الخيرية الإسلامية في دير عطية، بلا كلل لتقديم المساعدات الضرورية لحوالي 35 عائلة سورية قادمة من لبنان، وصلت إلى دير عطية في القلمون الغربي بمحافظة ريف دمشق، وحسب المهندس مصطفى باكير رئيس مجلس إدارة الجمعية، فإن معظم هذه العوائل من مدن الجزيرة السورية والجمعية تعمل ما في وسعها لدعم العوائل الأكثر تضرراً. حيث يكرس متطوعو وموظفو الجمعية أنفسهم لتقديم الخدمات الصحية العاجلة وخدمات الإغاثة.
وفي مدينة النبك في القلمون الغربي يواصل مجلس مدينة النبك عمله عبر مكتبه الإغاثي الذي شكله لهذه الغاية، وقد ضم العديد من الجمعيات والمبادرات الأهلية، وحسب عضو المكتب التنفيذي لمجلس مدينة النبك راسم طالب فقد تم تسجيل 150 شخصاً لبنانياً قدموا إلى مدينة النبك وتم تسجيلهم أصولاً في مكتب الإغاثة، ناهيك بالسوريين الذي قدموا وهؤلاء حلوا ضيوفاً على أقاربهم في المدينة، وقدمت لجميع العائدين والوافدين المساعدات الإغاثية ومستلزمات الإيواء العاجلة للعائلات اللبنانية المتضررة من تداعيات الوضع في لبنان، وذلك عبر توفير الكثير من الاحتياجات الضرورية، والتي استهدفت الأسر النازحة التي تأثرت بالأحداث الصعبة خلال الأيام الماضية.
ولا تزال الجهود السورية متواصلة في توفير الخدمات الصحية للأسر الوافدة، فقد سارع مشفى القلمون في النبك لتقديم الخدمات الصحية اللازمة للعائلات النازحة، ممن وصلوا إلى منطقة القلمون في محافظة ريف دمشق، واعتبر الدكتور عبدالله عبدالله مدير مشفى النبك الوطني، أن ما قدم للأسر السورية العائدة لوطنها واللبنانية الوافدة لبلدها الثاني، خطوة إنسانية عاجلة لمساعدة العائلات المنكوبة، ومن تضررت من حالات النزوح المتكررة والأوضاع المأسوية الصعبة.

وتقدم مدن القلمون كدير عطية والنبك والحميرة وقارة، المساعدات الإنسانية وتنفذ المشاريع الإغاثية في منطقة القلمون، للتخفيف من معاناة الأسر السورية واللبنانية النازحة، في خطوة إنسانية تهدف من خلالها إلى مساندة الأشقاء في لبنان، والعمل على توفير مقومات الحياة الأساسية لهم، والتي يجدون صعوبة بالغة في توفيرها نتيجة الحرب والنزوح من منازلهم، وصعوبة دخول المساعدات والمستلزمات الأساسية إليهم.

سورية أمام كارثة نزوح كبرى
الناطق الرسمي باسم المصالحة الوطنية السورية عمر رحمون قال في تصريح لـ”تشرين”: السوريون الذين فروا من سورية إلى لبنان بسبب الحرب منذ 13 سنة وعادوا إلى سورية بسبب الحرب الجارية في لبنان، لم يكن عندهم إمكانيات يوم ذهبوا من سورية إلى لبنان، ولم يكن عندهم إمكانيات يوم عادوا من لبنان إلى سورية، بكل تأكيد هؤلاء بحاجة لكل المساعدات وبحاجة إلى الإسكان ومستلزمات الحياة المعيشية ومختلف المتطلبات، بحاجه إلى الطحين إلى الطعام إلى المواد الغذائية إلى كل ما يحتاجه النازح من بلد إلى بلد، فروا من سورية إلى لبنان من دون أن يكون معهم شيء، وعادوا من لبنان إلى سورية من دون أن يكون معهم أي شيء .
وبين رحمون أن الحكومة السورية قدمت كل ما عندها من إمكانيات ومساعدات لهؤلاء النازحين، لكن نسبة النزوح من لبنان إلى سورية، سواء كان النازحون لبنانيين أو سوريين، هي نسبة كبيرة وفوق قدرة استيعاب الحكومة السورية.
ويرى رحمون، أننا في الحقيقة أمام كارثة كبرى، وأمام حالة نزوح كبرى سورية ولبنانية، وهي بحاجة إلى تضافر الجهود الدولية وتضافر جهود المجتمع الدولي والدول العربية والدول الإسلامية لكي تقدم لهؤلاء النازحين كل أشكال الدعم وكل أشكال المساعدات حتى يستطيعوا إكمال مسيرتهم في حياتهم بطريقه لائقة.

المطلوب جهود دولية كبرى
أما المحلل السياسي محمد هويدي فقد قال في تصريح لـ”تشرين”: لا شك في أن سورية شهدت خلال السنوات الأخيرة واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، حيث تعرض ملايين السوريين للتهجير بسبب الإرهاب والحرب على سورية، واليوم يعود بعض النازحين إلى مناطقهم بعد غياب دام سنوات نتيجة الحرب في لبنان، لكنهم وجدوا أنفسهم في ظروف صعبة جداً، إذ غادروا منازلهم بسبب العنف والإرهاب، وعادوا إليها بسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان ولكن من دون أي إمكانيات أو مقومات أساسية للحياة.
وأضاف هويدي: بمجرد عودتهم، وجد هؤلاء الأشخاص أنفسهم بحاجة ماسة إلى مساعدات في جميع جوانب حياتهم، فعلى صعيد السكن والبنية التحتية، تعرضت العديد من المنازل للتدمير أو الأضرار الجسيمة، ما يجعل توفير مأوى مناسب للعائدين أولوية قصوى، وبالإضافة إلى ذلك، تبرز الحاجة إلى تأمين مستلزمات الحياة اليومية مثل الطعام، الماء، والملابس، خاصة مع استمرار ارتفاع الأسعار وصعوبة توفير المواد الأساسية، فحسب الأمم المتحدة 86 % من السوريين في الداخل تحت خط الفقر وبحاجة إلى مساعدات، فضلاً عن أن 40 % من البنية التحتية مدمرة، لذلك نحن أمام مأساة وكارثة فالحياة اليومية لا تتوقف عند هذا الحد، إذ يحتاج العائدون إلى دعم في مجالات متعددة مثل التعليم لأطفالهم، والرعاية الصحية، فضلاً عن خدمات البنية التحتية التي تأثرت هي الأخرى خلال سنوات النزاع.
ولفت هويدي إلى أنه ورغم التحديات الهائلة، تحاول الحكومة السورية تقديم ما في وسعها لتأمين احتياجات العائدين، إلا أن الإمكانات المتاحة تبقى محدودة. فالحرب أنهكت الاقتصاد، والبنية التحتية تعرضت لأضرار كبيرة، ما يجعل من الصعب تلبية جميع الاحتياجات بمفردها. وعلى الرغم من ذلك، قامت الحكومة ببعض الخطوات التي تهدف إلى إعادة بناء المناطق المتضررة وتقديم مساعدات للسكان العائدين من لبنان.
لكن تلبية احتياجات هذا العدد الكبير من العائدين تتطلب جهوداً أكبر ودعماً على المستوى الدولي. فالحكومة السورية ليست وحدها القادرة على توفير المساعدة اللازمة، ولابد من تدخل المنظمات الدولية والدول المانحة لتقديم الدعم المادي واللوجستي. من دون هذا النوع من الدعم، سيظل العائدون يواجهون صعوبات جمة في إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم.
لذلك الاستجابة الدولية تعدّ مفتاحاً لحل هذه الأزمة الإنسانية ورفع العقوبات المتعلقة بقانون قيصر، فالتعاون بين المجتمع الدولي والحكومة السورية يمكن أن يساهم في تخفيف معاناة العائدين ويساعد في تأمين متطلبات الحياة الأساسية لهم، وهذا يشمل ليس فقط تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، بل أيضاً دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية لضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق المتضررة.
ختاماً، العودة بعد التهجير ليست نهاية الأزمة، بل بداية جديدة تحمل في طياتها تحديات ضخمة.
هؤلاء العائدون بحاجة ماسة إلى دعم متواصل، وهذا يتطلب جهوداً إضافية من المجتمع الدولي، لضمان حصولهم على حياة كريمة، مع تأمين الاحتياجات الأساسية في هذا التوقيت.

 

 

 

سيرياهوم نيوز 2_تشرين

x

‎قد يُعجبك أيضاً

رافنيان: أبدأ عملي بحماس … القائم بأعمال سفارة إيطاليا يصل دمشق

أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أمس الأربعاء عبر منصة «إكس»، أن روما أرسلت سفيراً جديداً لها إلى دمشق، وأن ستيفانو رافانيان سوف يترأس البعثة الدبلوماسية الإيطالية ...