طالبت رئيس مجلس إدارة الجمعية السورية للتنمية الاجتماعية في حمص الدكتورة إيمان نحيلي، المنظمات الدولية بالمسارعة إلى استدراك الوضع الإنساني العام الذي خلّفته الحرب الإرهابية على سورية، والحصار البغيض وتبعاته التي قيّدت وحدّت كثيراً من إمكانيات الحكومة السورية في االاستجابة لمتطلبات اللاجئين السوريين السوريين العائدين مكن لبنان، ” نحن الآن غير قادرين على تلبية الاحتياجات الكبيرة، لأنها من اختصاص الهلال الأحمر أولاً ولأننا ننتظر التمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث نتواجد اليوم مع ممثلين لهم في معبر الدبوسية في تلكلخ.
غير قادرين على تلبية كامل احتياجات العائدين وننتظر التمويل من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان
ولفتت في تصريح لـ”تشرين” إلى ازدياد عدد العائدين السوريين بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة بسبب استمرار التهديدات الأمنية ونظراً للتسهيلات الإدارية على المنافذ السورية، حيث تمت الاستجابة في البدايات من خلال الرصد وتقييم الاحتياج، لأننا غير مؤهلين لاستقبال الوافدين على الحدود، لذا اقتصرت الاستجابة على تقديم سلل صحية وخدمات الصحة الإنجابية وبالتعاون مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للسكان قدمت الجمعية ٦٠٠ استجابة صحية ودعم نفسي أولي وخدمات صحة إنجابية وأنشطة ترفيهية للأطفال على حد سواء مع الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين من معبري الدبوسية في تلكلخ وجوسية في القصير، حيث مجال عمل الجمعية في بلدات الحولة والحصن والقصير وتلكلخ.
وتضيف الدكتورة نحيلي: نتواجد دائماً في مراكز الضيافة، ثم نقف على احتياجات العائدين والوافدين داخل منازل تمت استضافتهم بها، وجمعيتنا وزعت سللاً صحية إلى جميع الأسر، وقريباً سنوزع سللاً غذائية وسللاً شتوية، وأبرز التحديات الحاجة إلى فرش وبطانيات وحرامات، حيث بدأت الحرارة بالانخفاض كما نحتاج إلى حفاضات لكبار السن وحليب الأطفال وأدوية مسكنة وفيتامينات للأطفال وللمسنين أصحاب الأمراض المزمنة.
مبينة أن عدد العوائل التي تمت الاستجابة لها ضمن نطاق عمل الجمعية بلغ حتى آخر إحصائية ٢٧٠ عائلة سورية عائدة و١٥٨ عائلة لبنانية تم إسكانهم في بيوت خالية قدمها المجتمع المحلي، وتتم الاستجابة لهم ضمن مجال العمل وفق الإمكانات على وقع انتظار تمويل صندوق الأمم المتحدة للسكان والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
عدد العوائل التي تمت الاستجابة لها ضمن نطاق عمل الجمعية بلغ حتى آخر إحصائية ٢٧٠ عائلة سورية عائدة و١٥٨ عائلة لبنانية تم إسكانهم في بيوت خالية قدمها المجتمع المحلي
عدنان دياب عائد سوري من تلبيسة، أوضح أن الأجواء قاسية جداً والقصف مستمر وإجراءات العودة ميسرة على معبر جوسية، مبيناً أنه عاد من الجنوب اللبناني، حيث كان يعمل مع عائلته ويقول: (وعدنا كما ترونا خاليي الإمكانات، والآتي مجهول تماماً بالنسبة لنا).
أما أمين سر اللجنة الفرعية للإغاثة في محافظة حمص عدنان ناعسة، فيوضح لـ”تشرين” أنه بلغ عدد الوافدين اللبنانيين حتى تاريخه عبر معابر حمص ٦٦٤١٧ وافداً وبلغ عدد السوريين العائدين ٧٦٣٢٠ وافداً، مبيناً زيارة المدير القطري لبرنامج الغذاء العالمي والمسؤولين عن مفوضية اللاجئين لمعابر حمص الحدودية، بالإضافة لزيارة مركزي الإقامة في ربلة مؤخراً بطلب من اللجنة العليا للإغاثة والهلال الأحمر في دمشق، كما بين تتبع أحوال الوافدين والعائدين في أماكن إقامتهم بالتنسيق مع رؤساء الوحدات الإدارية في المناطق المستضيفة لهم مع فرع الهلال الأحمر في حمص لتأمين احتياجاتهم الضرورية، وخاصة مع زيادة تدفق السوريين العائدين مؤخراً.
وعن حاجة بيوت العائدين السوريين للترميم في البلدات والقرى كتلكلخ والقصير، بيّن أن ذلك قيد الدراسة ولا يمكن إعطاء أرقام دقيقة، فالموضوع بحاجة لدراسة وإحصاءات للبيوت القابلة للترميم وتلك المهدمة بنسبة كبيرة، جعلتها غير قابلة للإقامة، وهذا الموضوع سيناقش لاحقاً.
رئيس مجلس الإدارة في جمعية الغدير الخيرية ياسر محمد علي في قرية المختارية، بيّن أن أهالي القرية قدموا أكثر من ٢٠٠ بيت لاستقبال العائدين السوريين والوافدين اللبنانيين، حيث يتم استقبالهم في مركز استقبال مؤقت، تم تجهيزه في القرية وتقديم وجبة غذائية تتناسب مع وقت وصولهم، ثم يتم إيصالهم إلى المنازل التي يرغبون بالإقامة فيها، سواء عند أقاربهم أو متبرعين بتلك البيوت.
وأضاف: أبرز التحديات تتلخص بتأمين الخبز والغاز والفرشات والحرامات والسلل الصحية والغذائية وبكل شفافية كل ما لدينا في المستودعات تم توزيعه منذ الأيام الأولى، ومع استمرار تدفق الوافدين تتضاعف التحديات وهناك بطء في الاستجابة من قبل المنظمات الدولية في ظل تزايد أعداد العائدين والوافدين.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين