سمير حماد
ان الاخلاق العامة , ماهي الا نتيجة من نتائج الظروف الاجتماعية، والمعاشية , فالناس لا تتحسن اخلاقهم، الا بعد ان تتحسن ظروفهم الانسانية والاقتصادية……. من الظلم ان نطلب من الفلاح او العامل الكادح الذي يعيش في حالة عوز وفقر وكوخ حقير، ان يكون مهذبا او نظيفا او حاذقا، انه مضطر الى ان يكذب , وان يداجي , وان يسرق , لكي يداري معاشه العسير.. يريد الوعّاظ من الفقراء ان يكونوا ذوي اخلاق فاضلة، إنما يريدون بهذا, تغطية ما يقوم به سادتهم من ظلم، فهم يضعون امام الناس هدفا مستحيلا , لكي يلقوا عليهم الحجة , فيما يعانون من ظلم وبؤس، ثم يقولون لهم: لقد جرّت اخلاقكم عليكم البلاء …..
هؤلاء المساكين الفقراء , يجدون انفسهم دائماً , بين نارين , وصنفين من عتاة الجلادين التابعين للسلطة والحكام : ( من العصر الأموي وحتى نهاية العصر العثماني)
جلاوزة السيف، وجلاوزة القلم ،
وكان السلاطين على مرّ التاريخ , يبنون الثكنات والمعسكرات المدجّجة بالسلاح , والقلاع ومرابط الخيل , للعسكر , وجلاوزة السيف، ليكونوا جاهزين للدفاع عن العرش …
وكانوا يبذلون الاموال والعطايا لارباب القلم , والنّخَب المثقفة , ويبنون لهم المساجد والمدارس والصوامع والزوايا ,لردّ التهم , وكيل المديح , وتبرير الافعال وتغطية الجرائم،
وكانوا يطلقونهم جميعا كالكلاب والذئاب , في خدمة السلطان , هذا بمخالبه وانيابه الفتاكة ، وذاك بكلامه المنافق ودَجَلِهِ المُزْري ، كل يسابق الآخر للحظوة بالرضا والجاه والمال والناس بين هذا وذاك تائهون ضائعون ، لايعرفون على أي منقلب ينقلبون .
(موقع سيرياهوم نيوز-2)