| ناصر النجار
أسدل الستار على بطولة درع اتحاد كرة القدم في نسختها الأولى، وهي المسابقة نصف الرسمية التي أقرها اتحاد كرة القدم وذلك تنشيطاً لحركة كرة القدم وتحضيراً للفرق والكوادر الكروية المختلفة، وكانت البطولة بمنزلة الامتحان للفرق وللكوادر الكروية المختلفة، وكانت البطولة بمنزلة الامتحان للفرق وللكوادر وللجماهير وللحكام ولمختلف اللجان العليا في اتحاد كرة القدم التي ارتبطت أعمالها بشكل مباشر في هذه المباريات.
الفكرة هذه ابتدعتها لجنة المسابقات وصدق عليها اتحاد كرة القدم، وتم تعديل نظامها وبرنامجها أكثر من مرة حتى استقرت على الشكل التي أقيمت عليه.
في النقاط السلبية التي حملتها هذه البطولة أنها لم تكن عادلة من حيث مكان إقامة المباريات، ولم تكن عادلة من حيث نظامها، ففرق لعبت مباراة واحدة وفرق لعبت أربع مباريات، وبالتالي فإن من جنى الفوائد الحقيقية أربعة فرق من أصل اثني عشر فريقاً، أيضاً فإن نظام المباريات بإقامتها بأرض الفريق الذي يرد اسمه أولاً على جدول المباريات حسب القرعة لم يكن صائباً، ففرق لعبت على أرضها وفرق لعبت خارج أرضها، وهو ما أدى إلى غياب العدالة والتكافؤ عن المباريات، ولو أن المباريات أقيمت في ملاعب محايدة لكان أفضل وأكثر عدلاً.
بكل الأحوال يمكن دراسة خيارات أفضل في حال اعتمدت هذه البطولة في المواسم القادمة، والمقترحات كثيرة وعديدة ونتركها لأهل الاختصاص.
الوحدة البطل
فريق الوحدة حقق لقب النسخة الأولى من هذه المسابقة المستحدثة بعد فوزه في المباراة النهائية على حطين 3/صفر، وهو بلا شك فوز صريح وواضح.
الوحدة لعب أجمل مبارياته على عكس حطين الذي لم يمكن بوضعه الطبيعي ونال اللوم والعتب ليس على النتيجة الثقيلة التي تعرض لها، بل على الأداء الذي لم يكن جيداً ولا يقبل به أي عذر!
فريق الوحدة أكثر فريق استفاد من مشاركته لأنه أشرك فريقين من اللاعبين، بدأ بلاعبي الأولمبي مع بعض الرجال في المباراة الأولى، ثم بدأ بضم لاعبين أو ثلاثة في المباراة التي تليها من لاعبي الرجال، وصولاً إلى التشكيلة الحقيقية التي يمكن أن يدخل بها الفريق الدوري.
وكما كان في حطين بعض الغياب كان في الوحدة كذلك غياب مؤثر، وهذه المباراة تضعنا في مقولة النفس الطويل، فالدوري يحتاج إلى حشد من اللاعبين ولا يمكن أن يقوم على مجموعة واحدة، ومن يرد الفوز ببطولة الدوري يجب أن يملك عشرين لاعباً جاهزاً على الأقل، ومن المفترض أن يعي فريق حطين هذه المسألة، وإذا عدنا إلى دورة الوفاء والولاء التي فاز بلقبها حطين، نجد أنه أشرك في المباريات الأربع أكثر من أربعين لاعباً من الرجال والأولمبي وهذا يؤكد أن الفريق مملوء باللاعبين ولا عذر للمدرب بتحميل الخسارة للنقض.
وأعتقد أن حطين لم يكن في يومه، والمباراة رغم الخسارة فإن الفوائد التي سيجنيها حطين كثيرة إن حدد المدرب الأخطاء والعثرات وعرف كيف يداويها ويعالجها.
الحصان الأسود
فريق الشعلة الوافد الجديد إلى الدوري الممتاز كان حصان البطولة الأسود وقد استحق التقدير والإشادة وقد خرج من البطولة في نصف النهائي دون أن يخسر أي مباراة من مبارياته الثلاث التي لعبها في البطولة.
الشعلة قدم فريقاً متجانساً تحضّر بشكل جيد قبل فترة طويلة وبدا عليه الانسجام والجاهزية الفنية والبدنية، وكسب خبرة سريعة من خلال المباريات التحضيرية التي لعبها ولم يخسر في أي منها، وإن كان أغلبها انتهى التعادل، أفضل مبارياته كان فوزه على تشرين في الدور الثاني 2/1، وتعادله مع الوحدة في نصف النهائي بلا أهداف، قبل أن يودع البطولة بركلات الترجيح 3/4.
لعل الأسلوب الدفاعي الذي أسس فيه مدرب الفريق أحمد عزام فريقه، هو الأسلوب الأفضل ليواجه به (عتاولة) الدوري، وشاهدنا هذا الأسلوب كيف نجح مع تشرين وخصوصاً في الشوط الثاني، وكيف نجح أمام الوحدة في نصف النهائي، والجميل أن الدفاع كان متناسقاً ومتناغماً ومن الصعب إيجاد ثغرة فيه، فضلاً عن أن الأخطاء المرتكبة داخل الصندوق قليلة.
ما يلزم الفريق هو البناء الهجومي الصحيح، فكل المرتدات التي كان يقوم بها اللاعبون كانت تفتقد إلى الزخم وإلى التكتيك، وهذا الأمر قد يكون مزعجاً في بعض المباريات، فمهما كان دفاعك صلباً فإن لم تسجل، فستكون المباراة عبئاً على الفريق، بمثل هذا الأداء سينجح الشعلة في البقاء في الدوري وسيكون الحصان الأسود فيه.
بلا حظ
فريق الوثبة (ومن مساوئ القرعة) أوقعته في الدور الأول مع جاره الكرامة بمباراة كبيرة وتنافسية لابد من خروج أحدهما، الوثبة لم يملك الحظ ليستمر فخسر المباراة بهدف متأخر كان من الصعب تعويضه وبذلك خسرت البطولة فريقاً مهماً.
الدور جاء على الكرامة المحضّر بشكل جيد والمتخم باللاعبين المميزين، ورغم أن القرعة ساندته باللعب على أرضه إلا أن ركلات الحظ المثيرة أبعدته عن الوصول إلى نصف النهائي بعد أن خسر أمام الوحدة (11/12) بركلات الترجيح بعد التعادل 2/2 وربما ظلم الكرامة نفسه في هذه المباراة لأن الفرصة منحته التفوق بعد أن لعب الوحدة ناقصاً أحد لاعبين الذي خرج بالحمراء منذ الدقيقة 48، لكنه لم يستفد من كل عوامل المباراة (الأرض والجمهور ونقص الضيف) فكان الوداع حزيناً.
أيضاً أهلي حلب لم يستفد من القرعة التي وضعته في الدور الثاني مباشرة ليلعب على أرضه وبين جمهوره (المتسرب إلى الملعب) ففشل في إنهاء المباراة أمام حطين لمصلحته فكان التعادل السلبي الذي أحال المباراة إلى ركلات الحظ فابتسمت لحطين 5/4 وهنا يُسأل المدربان عن الحالة الهجومية وسر العقم في المباراة!
نصف جاهزية
جبلة وصيف دوري الموسم الماضي وضعته القرعة في الدور الثاني ولعب مع بطل الدوري والكأس وانتهت لمصلحة جبلة بثلاثية نظيفة، طبعاً الفتوة عندما لعب المباراة كان ما زال في حالة انعدام الوزن، وجاهزيته غير مكتملة لعدم اكتمال صفوفه.
جبلة انتقل إلى نصف النهائي وواجه حطين، وهنا بدت الفوارق الكبيرة بين الفريقين، ففاز حطين بقوة 4/1، وهذا يدل على عدم جاهزية جبلة وتأكد ذلك من خلال الأداء الضعيف، فالفوز على الفتوة ليس بمقياس، ما جعل محبيه يقرعون أجراس الخطر، ويخشون على فريقهم وقد اقترب فجر الدوري.
تشرين ثالث الدوري خرج من الباب العريض بخسارة مفاجئة أمام ضيف الدوري الجديد الشعلة في الدور الثاني، هذه الخسارة رفعت إشارات الاستفهام حول أهلية بعض اللاعبين الذين واجهوا الكثير من اللوم والعتب على الأداء الذي وصف بعدم المسؤولية!
الشرطة خرج من الدور الأول بالخسارة أمام الوحدة، لعب مباراة جيدة، لكنه لم يسجل إلا هدفاً رغم توافر العديد من الفرص، ومع الثغرات الدفاعية العديدة كانت الخسارة مستحقة، وجعلت ا لمدرب يعيد حساباته ببعض اللاعبين وخصوصاً في خط الدفاع.
مشاركة الطليعة كانت الأضعف وخرج من الدور الأول أمام الشعلة بركلات الترجيح 5/4 بعد التعادل 1/1، الأداء الذي ظهر به الطليعة دلّ على أن الفريق ينقصه الكثير من التحضير والاستعداد، فلم نر أي أثر للانسجام والتناغم وكانت خطوط الفريق مفككة ولاعبوه في خبر كان وخصوصاً جهة اللياقة البدنية ولو أنصفت كرة القدم لفاز الشعلة بوقت المباراة الأصلي بأكثر من هدف، ولا ننسى الجيش الذي خرج من الدور الأول بالخسارة أمام حطين بهدف مبكر، الفريق لعب ناقص الصفوف، وجاهزيته تحتاج إلى المزيد من الوقت والجهد.
دروس انضباطية
يمكننا القول: إن بطولة الدرع التي تعاملت معها لجنة الانضباط والأخلاق بجدية كانت بمنزلة الإنذار لكل فرق الدوري وجماهيرها وكوادرها بأن العصا الاتحادية جاهزة للنيل من أي مخالفة، وللأسف شاهدنا بعض الشطط الذي كنا نتمنى ألا يقع وخصوصاً أن البطولة ودية، وكما هي تحضير للفرق، هي تحضير للحكام ولكل اللجان العليا من أجل مراجعة الأخطاء التي تقع ومن أجل معالجتها.
لذلك نستغرب ما قام به مدير الكرة في نادي الشعلة وقد شتم الحكام والذات الإلهية، فلقي عقوبة التوقيف لمدة عام مع غرامة مليون ليرة، وللأسف فقد شهدت هذه البطولة العقوبة الأقسى، وما يخفف من أثرها أنها قابلة للاستئناف.
على صعيد الجمهور فقد تمت معاقبة أندية الفتوة والوثبة وحطين بالغرامة مليون ونصف المليون لكل نادٍ بسبب الشتائم التي صدرت من بعض الجماهير التي يمثل هذه الشتائم لا تخدم ناديها ولا تقتص له، بل تضره لأنها ستدفعه من خلال تصرف طائش إلى نيل العقوبات الانضباطية والغرامات المالية.
في حساب التوقيف، فقد تم إيقاف لاعب الوحدة عبد الله جنيات مباراة واحدة مع غرامة مئة ألف وكذلك لاعب جبلة أحمد حديد، مع الإشارة إلى أن البطاقات الصفراء والحمراء لن يحملها اللاعبون إلى بطولة الدوري وقد سقطت مع نهاية البطولة.
أرقام وألوان
أقيمت في البطولة إحدى عشرة مباراة أربع منها انتهت بالتعادل صفر/صفر مرتين و1/1 و2/2 مرة واحدة، وحقق الوحدة الفوز بركلات الترجيح مرتين، الأولى على الكرامة 12/11 والثانية على الشعلة 4/3، الشعلة وصل إلى ركلات الترجيح مرتين ففاز على الطليعة 5/4 وخسر أمام الوحدة 3/4، حطين تجاوز أهلي حلب بركلات الترجيح 5/4.
سجل في البطولة 26 هدفاً، في الدور الأول ثمانية أهداف وفي الدور النهائي عشرة أهداف وفي نصف النهائي خمسة أهداف وفي النهائي ثلاثة أهداف.
الوحدة سجل ثمانية أهداف وحطين خمسة أهداف في أربع مباريات وسجل جبلة أربعة أهداف في مباراتين والكرامة ثلاثة أهداف في مباراتين وسجل الشعلة ثلاثة أهداف في ثلاث مباريات.
يتقاسم لقب الهداف حارث النايف (الشعلة) عبد الهادي دالي (حطين) قيس الحسن ولؤي الشريف (الوحدة) ولكل منهم هدفان.
ركلتا جزاء احتسبت سجل الأولى لاعب الوحدة أسامة أومري بمرمى الكرامة وأضاع الثانية لاعب تشرين عمر ريحاوي بمواجهة الشعلة.
بطاقتان حمراوان احتسبتا، الأولى للاعب الوحدة عبد الله جنيات بلقاء الكرامة في الدور الثاني، والثانية للاعب جبلة أحمد حديد بلقاء حطين في نصف النهائي.
سجل النتائج
الدور الأول: حطين × الجيش 1/صفر، الشرطة × الوحدة 1/3، الوثبة × الكرامة صفر/1، الشعلة × الطليعة 1/1 (5/4).
الدور الثاني: الكرامة × الوحدة: 2/2 (11/12)، أهلي حلب × حطين صفر/صفر (4/5).
الفتوة × جبلة: صفر/3، الشعلة × تشرين: 2/1.
نصف النهائي: جبلة × حطين 1/4، الوحدة × الشعلة صفر/صفر (4/3).
النهائي: الوحدة × حطين 3/صفر.
سيرياهوم نيوز١_الوطن