آخر الأخبار
الرئيسية » ثقافة وفن » «وجوه بلا ملامح» تجربة تشكيلية جديدة … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: الحفاظ على هذه الأنشطة الفنية مسؤولية ونوع من الإصرار على عطاء كل شيء جميل

«وجوه بلا ملامح» تجربة تشكيلية جديدة … وزيرة الثقافة لـ«الوطن»: الحفاظ على هذه الأنشطة الفنية مسؤولية ونوع من الإصرار على عطاء كل شيء جميل

 

 

| مايا سلامي – تصوير: طارق السعدوني

 

تحت رعاية وزيرة الثقافة د. ديالا بركات وضمن فعاليات أيام الفن التشكيلي السوري، افتتحت الفنانة التشكيلية د. كندا معروف معرضها الفردي الثاني «وجوه بلا ملامح» في غاليري جوليا آرت بدمشق.

 

وتضمن المعرض 20 لوحة لبورتريهات عكست مخلفات الحرب والألم والقهر والتصدع الذي طال وجوه أشخاص صادفتهم الفنانة في حياتها اليومية، فصورتهم بحالات تعبيرية ومشاعر إنسانية متناقضة في أعمال تباينت بألوانها وقياساتها.

 

أمل وتجدد

 

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» قالت وزيرة الثقافة د. ديالا بركات: بعد استعراض اللوحات المتشابهة والمختلفة في «وجوه بلا ملامح» كان هناك كم هائل من الألوان المتباينة والمتناقضة التي عكست من خلالها الفنانة كندا المشاعر التي تراها على وجوه الأشخاص الذين تلتقي بهم، وغالباً سادت هذه اللوحات أجواء من الحزن والتعب والألم لتعكس في لوحات أخرى حالات من الفرح والأمل والتجدد التي صورتها من خلال الخطوط وضربات الريشة.

 

وأضافت: «كان شرف كبير لي أن يتزامن بدء عملي مع انطلاق أيام الفن التشكيلي السوري التي امتدت على مساحات الأرض السورية وكانت الصالات تعج بالفن والثقافة والحياة، والحفاظ على هذا النوع من الأنشطة الفنية والثقافية مسؤولية كبيرة في ظل كل ما يحيط بنا وهو نوع من الإصرار على عطاء كل شيء جميل».

 

حالة غريبة

 

وقالت الفنانة التشكيلية د. كندا معروف: «بدأت فكرة المعرض عندما شاهدت الناس وهم ينتظرون المواصلات في الشوارع وراقبت وجوههم ورأيت فيها حالة غريبة لم أستطع تحديدها إذ لم يكن واضحاً عليهم الحزن أو السعادة أو الغضب، وكانوا جميعهم متشابهين رغم اختلاف الأشخاص لكن الحالات النفسية التي جمعتهم غريبة فبدوا فارغين من الملامح والمشاعر، وهذه واحدة من أصعب الحالات التي من الممكن أن يصل إليها الإنسان، وفي اليوم ذاته رسمت اسكيتشات وخطوطاً لبعض الوجوه وبدأت العمل على هذا المشروع».

 

وأضافت: «جميع الأعمال تنتمي للمدرسة التعبيرية في الفن وأنا لا أرسم ملامح بل أرسم حالة يعيشها الإنسان وأغوار الداخل أخرجها لأعبر عما أريد، وتخوفت في عرض هذه الأعمال من أن يكون فيها تكرار ممل، لكن كل وجه كبرته بطريقة ووضحت الحالة التعبيرية الخاصة فيه بصورة أكبر ليستوقف المتلقي ويجعله يتأمله بدقة فيوحي له بحالة ما».

 

وتابعت: «منذ عام 2020 بدأت باسكيتشات وأعمال الأبيض والأسود صغيرة الحجم التي طورتها حتى قادتني لأقدم معرض بهذا الموضوع. وبتجربتي السابقة في معرضي الفردي الأول كنت أرسم عن نفسي وعن المرأة بشكل عام بحالاتها وأوضاعها المختلفة ولكن اليوم رسمت عن أوجاعنا جميعاً لأن الفنان ابن بيئته ومجتمعه».

 

نقلة سريعة

 

وبين الناقد الفني سعد القاسم أن هذا المعرض هو الثاني الذي يشاهده للفنانة كندا معروف وهناك نقلة سريعة وواثقة، والمعرض يعطي إحساساً بالأناقة منذ بدايته وكل لوحة مشغولة بتأن من دون وجود ضربات ريشة سريعة ولون مؤكسد حتى باللوحات التي خلفيتها قاتمة.

 

وأوضح أنها أرادت في هذا المعرض أن تأخذ الوجه كعنصر تشكيلي ضمن حالة جميلة تغلب عليها الحالة التعبيرية التي جعلتها قوية ومؤثرة بانتقائها للمجموعات اللونية، منوهاً إلى أن كل لوحة تعطي تأثيراً نفسياً مختلفاً من خلال اللون والخط الرشيق الخالي من المبالغة.

 

أشكال متعددة

 

وأوضح أمين السر العام لاتحاد الفنانين التشكيليين غسان غانم أن الفنانة كندا معروف في هذا المعرض قدمت تعابير للبورتريهات بطريقة يقف عندها المشاهد بأشكالها المتعددة التي رغم من تشابهها يجد المتلقي عند التدقيق بتفاصيلها الكثير من الفروقات والاختلافات، مبيناً أنها قدمت الأعمال بحرية وألوان قوية وجميلة سحرت الرؤية البصرية.

 

قيمة تعبيرية

 

وأشار الفنان التشكيلي نبيل السمان إلى أن هذه التجربة تنتمي إلى الجيل الرابع أو الخامس من التشكيليين السوريين وهي تجربة فيها الكثير من البحث والجدية، فحضارة الوجه هي قيمة تعبيرية إضافية وكل الوجوه لها ملامح.

 

وبين أن أعمال الأبيض والأسود تؤكد رحلة الفنانة قبل انتقالها إلى اللون وهذه الرحلة من الظلمة إلى النور مهمة جداً واشتغل بها الفنانون السوريون القدامى، ومن خلالها استطاعوا التعامل مع اللون بطريقة متطورة والتقطوا الإضاءة بالقوة التي يريدونها من اللون.

 

جمالية مختلفة

 

وأوضح الفنان التشكيلي محمد غنوم أن الفنانة كندا معروف في هذا المعرض كانت رمزاً من رموز التحدي في هذه الظروف الصعبة وقدمت جمالية مختلفة أضافت لتجربتها بصمة مهمة جداً، وهناك محاولة جادة لاستنطاق ملامح الإنسان من خلال هذه اللوحات، حيث قدمت ألواناً وخطوطاً فيها بلاغة وإيجاز مع قدرة تعبيرية توصل الفكرة التي تريد نقلها للمتلقي.

 

وأكد غنى تجربة كندا معروف من خلال التنوع في التكوينات والخطوط ومحاولة اكتشاف تقانات جديدة، لافتاً إلى أن ما ستقدمه في القريب العاجل مهم جداً لأنها بدأت بوضع الخطوات الأولى لصنع بصمة متميزة في التشكيل السوري.

 

تميز هائل

 

وقال الفنان التشكيلي بشير بشير: «فوجئت بالمعرض للوهلة الأولى وأنا مطلع على عملها السابق وأسلوبها وتجربتها وهناك تطور كبير ونقلة متميزة في التكوين والموضوع والعامل البصري وذاكرة المكان، كما لاحظت وجود تميز هائل باللوحات الكبيرة والحالات التعبيرية في الوجوه».

 

مختلف ومميز

 

كما قالت مديرة غاليري جوليا آرت حنان إبراهيم: «أحببنا المشاركة في أيام الفن التشكيلي من خلال استضافة معرض للفنانة كندا معروف، فمن الجميل في هذه المناسبة تقديم ما هو مختلف ومميز، وتجربة كندا في هذا المعرض كانت بالبرورتريه، الذي تحدثت فيه الوجوه التي نصادفها في الواقع وحياتنا اليومية».

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الوطن

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المؤسسة العامة للسينما تعيد تأهيل صالات الكندي

تماشياً مع رغبة المؤسسة العامة للسينما في تقديم أفضل ما يمكن من أساليب العمل السينمائي، وتأكيداً لضرورة تأمين حالة عرض متقدمة ومتميزة لجمهورها، فإنها عملت ...