آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » دمشق – عمّان: مساعٍ متجدّدة لفتح باب «العودة»

دمشق – عمّان: مساعٍ متجدّدة لفتح باب «العودة»

علاء حلبي

 

في زيارة هي الثالثة من نوعها خلال عامين، استقبل الرئيس السوري، بشار الأسد، وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الذي قدِم من عمّان حاملاً جملة من الرسائل الشفهية من الملك الأردني، عبدالله الثاني، والمتعلقة بالأوضاع الراهنة في المنطقة، إلى جانب قضية اللاجئين السوريين الذين تعثّرت محاولات عديدة سابقة لفتح الباب أمام عودتهم الطوعية، بفعل الفيتو الأميركي. وفي هذا السياق، ذكرت رئاسة الجمهورية في سوريا، في بيان، أن الضيف الأردني أكّد أن بلاده تبذل كل الجهود في ملف عودة اللاجئين، مجدّداً دعم بلاده للاستقرار والتعافي في سوريا لما فيه مصلحة للمنطقة عامة. وبحسب البيان، شدّد الرئيس السوري على أن تأمين متطلبات العودة الآمنة هو أولوية للدولة السورية، موضحاً أن سوريا قطعت شوطاً مهماً في الإجراءات المساعدة على العودة، ولا سيما لناحية البيئة القانونية والتشريعية المطلوبة.

 

كما أجرى الصفدي، خلال زيارته، لقاءً مع نظيره السوري، بسام الصباغ، وناقش معه جملة من الملفات، من بينها الجهود المشتركة لمكافحة «تهريب المخدّرات»، وأهمية تفعيل عمل لجنة الاتصال الوزارية العربية المنبثقة عن «المبادرة العربية»، والتي من المقرر أن تستضيف العاصمة العراقية بغداد لقاءها المقبل. والجدير ذكره، هنا، أن تلك المبادرة وضعت مسألة فتح الباب أمام عودة اللاجئين ومكافحة المخدرات في رأس أولوياتها، الأمر الذي يتطلب عملاً مشتركاً، سواء لتنشيط مشاريع «التعافي المبكر»، أو لتنشيط العمل الأمني المشترك لملاحقة عصابات «تهريب المخدّرات»، التي استثمرت الفراغ الأمني الذي خلّفته الحرب في سوريا لتوسيع نشاطها.

وتجيء زيارة الوزير الأردني، الذي كان قد أجرى اتصالاً هاتفياً، مطلع الشهر الحالي، بنائب الرئيس السوري، فيصل المقداد، بعد نحو أسبوع على اجتماع رباعي عقده الملك الأردني، ضمّ رئيس قبرص، نيكوس خريستودوليدس، ورئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين. ومن بين الأمور التي ناقشها الاجتماع المذكور، أزمة اللاجئين وسبل مواجهتها، في ظل الخطة الأوروبية الجديدة التي تقودها إيطاليا لتغيير آلية التعامل مع سوريا، عبر إعادة العلاقات مع دمشق، وخلق تعاون مشترك للحد من هذه الأزمة. ولا تزال تلك الخطة تواجه رفصاً ألمانياً مستمراً، في اتساق مع الموقف الأميركي الرافض للعودة «من دون ثمن سياسي». وخلق ذلك الخلاف مساراً تحاول «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) التي تقود «الإدارة الذاتية» المدعومة أميركياً، استغلاله بحثاً عن اعتراف بحكم الأمر الواقع، عبر طرح «مبادرة» جديدة لاستقبال السوريين المرحّلين من ألمانيا، بدلاً من التعاون مع الحكومة السورية.

وتتزامن المساعي الأردنية الجديدة لتنشيط عودة اللاجئين السوريين، مع فتح سوريا أبوابها أمام الوافدين من لبنان، الفارين من العدوان الإسرائيلي المستمر، والذين استنفرت دمشق لاستقبالهم كل إمكاناتها المتاحة، برغم الضغوط الاقتصادية والمعيشية التي راكمتها الحرب المندلعة منذ عام 2011 وما رافقها من عقوبات أميركية وأوروبية، علماً أن ثلثي الوافدين تقريباً هم من السوريين الذين نزحوا خلال سنوات الحرب الماضية إلى لبنان.

وعلى خط مواز، تتابع تركيا، بدورها، محاولاتها المستمرة لفتح باب عودة اللاجئين السوريين أيضاً، عبر بوابة التطبيع مع دمشق بوساطة روسية، والذي دخل حالة «ستاتيكو آنية» بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية. ويأتي هذا بعدما كانت تركيا واجهت بعض المعوّقات الميدانية في مسار التطبيع، بينها عرقلة بعض الفصائل فتح معابر إنسانية مع مناطق سيطرة الحكومة السورية، وعلى رأسها «معبر أبو الزندين» الذي فشلت تركيا ثلاث مرات في افتتاحه، قبل أن تقرر أخيراً الدفع نحو حل فصائل بعينها ودمجها في «الجيش الوطني السوري» التابع لـ»الحكومة المؤقتة»، بشكل تَسهل معه إدارتها. ونجحت تركيا في أولى خطواتها تلك، عبر حل فصيل «صقور الشمال»، وإرغام «الجبهة الشامية» على التراجع عن مواقفها المتشددة بخصوصه، وذلك بعدما سمحت لفصائل أخرى بالتدخل، وفرض قراراتها المشار إليها بالقوة، وإطلاق العنان لحملة موسّعة في هذا الاتجاه، تخللتها اشتباكات عنيفة راح ضحيتها عددٌ من المدنيين، وتسببت بموجة نزوح مؤقتة.

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الاخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

مجلس الشعب يعقد جلسته السادسة.. والدكتور الجلالي يقدم البيان الوزاري للحكومة الجديدة

بدأ مجلس الشعب اليوم أعمال جلسته السادسة من الدورة العادية الأولى للدور التشريعي الرابع برئاسة حموده صباغ رئيس المجلس وحضور رئيس مجلس الوزراء الدكتور محمد غازي ...