بينما تنطلق في مدينة قازان الروسية، اليوم الثلاثاء، أعمال القمة السادسة عشرة لمجموعة «بريكس»، بمشاركة قادة الدول الأعضاء وعلى رأسهم الرئيسان الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين، أكد الأخير أن التعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية مهم للقضايا ذات الطابع العالمي، وجاء ذلك خلال لقائه الرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان في موسكو أمس.
القمة التي تستمر إلى ما بعد يوم غد الخميس وتشارك فيها الدول الأعضاء المنضمة حديثاً إلى المجموعة وهي مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات والسعودية، تبحث على مدار ثلاثة أيام التحديات الاقتصادية التي تواجه دول المجموعة التي تهدف إلى تيسير العمليات التجارية وإبرام الشراكات والاتفاقات بين الدول الأعضاء، كما تناقش القمة دعم الاقتصادات النامية والتبادل التجاري بالعملات المحلية، إضافة إلى مناقشة القدرة على الدعم المالي وفق المواثيق المتفق عليها، وسط توقعات بأن تصبح «بريكس» أكثر قوة تأثيرية في الاقتصاد العالمي.
ويولي القادة المشاركون في قمة «بريكس» أهمية خاصة لمناقشة القضايا الدولية الراهنة مع التركيز على الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط وتفاعل دول «بريكس» والجنوب العالمي لمصلحة التنمية المستدامة، كما يناقش رؤساء الدول الأعضاء في المجموعة التوسع المحتمل للمجموعة من خلال الإنشاء المخطط لفئة جديدة من «الدول الشريكة».
في الأثناء، عقد الرئيسان بوتين ومحمد بن زايد، أمس الإثنين، محادثات في العاصمة الروسية موسكو، ناقشا فيها أهم المستجدات حول العالم، وقال بوتين خلال اللقاء إن التعاون بين روسيا والإمارات العربية المتحدة على الساحة الدولية مهم للقضايا ذات الطابع العالمي، وأضاف: «إن تفاعلنا مهم للغاية ليس فقط في الشؤون الإقليمية، ولكن أيضاً في القضايا ذات الطابع العالمي، ونحن نتفاعل بنشاط في المنظمات الدولية، التي تجتمع إحداها في قمة في قازان غداً، وكذلك في المنصات العالمية الدولية الكبرى مثل منظمة الأمم المتحدة»، حسب وكالة «سبوتنيك».
بدوره، قيم الرئيس الإماراتي عالياً علاقته مع الرئيس بوتين على المستوى الشخصي والعملي، وقال إن العلاقات بين الإمارات وروسيا تشهد تطوراً نوعياً في مجالات الاقتصاد والتجارة والطاقة، وأوضح ابن زايد أن «حجم التبادل التجاري بين روسيا والإمارات تجاوز الـ11 مليار دولار في 2023، وأبو ظبي مستعدة لبذل الجهود من أجل نموه»، وقال إن روسيا أسهمت إسهاما كبيراً في إرسال رائد فضاء إماراتي إلى الفضاء.
وأكد الرئيس الإماراتي أن بلاده تعتزم مواصلة بذل الجهود لتسوية الصراع في أوكرانيا وتبادل الأسرى، وأردف ابن زايد، أنتهز الفرصة لأشكر روسيا على الوساطة في تبادل الأسرى وهي الوساطة الـ19، وأعتز في العمل معكم والإمارات مستعدة لأي جهد إضافي فيما يصب بمصلحة جميع الأطراف ويدعم السلام في العالم.
وحسب موقع «روسيا اليوم»، صرح الرئيس الإماراتي، خلال اللقاء، بأن الإمارات تعمل للتوصل إلى اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة مع الاتحاد الأوراسي، وقال ابن زايد إن «إبرام اتفاقية شراكة بين الإمارات والاتحاد الأوراسي سيمثل خطوة مهمة لتعزيز العلاقات مع روسيا».
وأول من أمس الأحد، وصل الرئيس الإماراتي إلى موسكو، وأجرى مع نظيره الروسي محادثات غير رسمية في مقر إقامة بوتين في نوفو أوغاريوفو بضواحي موسكو، وناقش الرئيسان تطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية، كما تطرق الرئيسان إلى القضايا الإقليمية، ولاسيما الصراع في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن يشارك الرئيس الإماراتي في فعاليات قمة «بريكس».
ومجموعة «بريكس» هي رابطة مشتركة بين عدة دول تم إنشاؤها في عام 2006 من جانب روسيا والصين والهند والبرازيل وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2011، وفي بداية عام 2024، انضمت إلى «بريكس» كل من مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات والسعودية.
في سياق متصل، أفاد المكتب الصحفي للكرملين بأن الرئيس الروسي سيعقد لقاءات ثنائية مع جميع القادة الذين سيحضرون قمة «بريكس» بقازان التي تعقد برئاسة روسيا تحت شعار «تعزيز التعددية من أجل تنمية وأمن عالميين منصفين»، وجاء في بيان للمكتب الصحفي للكرملين: «سيعقد الرئيس الروسي اجتماعات ثنائية مع جميع الزعماء المشاركين في القمة تقريبا».
بموازاة ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف أن سبل حل الأزمة الأوكرانية ليست على جدول أعمال قمة «بريكس» في قازان، ولكن يمكن للدول المشاركة التطرق إلى هذا الموضوع حسب تقديره، وقال في تصريح صحفي وفق وكالة سبوتنيك: «إن بحث سبل حل النزاع في أوكرانيا ليس على جدول أعمال قمة بريكس في قازان، ولكن يمكن لكل مشارك التطرق إلى هذا الموضوع حسب تقديره الخاص».
في الغضون، وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دعوات الرئيس الأميركي جو بايدن للحوار حول الرقابة على الأسلحة النووية بالخادعة، وفي تصريح لصحيفة «أرغومينتي أي فاكتي» الروسية نشر أمس، قال لافروف: إن «الدعوة للحوار حول الاستقرار الإستراتيجي والرقابة على الأسلحة النووية من دون شروط مسبقة خدعة».
وأشار لافروف إلى أنه انطلاقاً من كلام بايدن يجب على روسيا أن تقبل شروط الولايات المتحدة والجلوس إلى طاولة المفاوضات من دون المطالبة بتخلي واشنطن عن سياستها الحالية العدائية تجاه موسكو، مشدداً على أن المفاوضات حول الرقابة على الأسلحة يجب أن تجرى على أساس الاحترام المتبادل والتخلي عن نهج الحرب.
الى ذلك، جددت وزارة الخارجية الروسية تأكيد أن المناطق التي عادت إلى روسيا وأراضيها والمواطنين الذين يعيشون فيها لا يمكن أن تكون موضوع مساومة، وقال أليكسي بوليشوك مدير القسم الثاني لبلدان رابطة الدول المستقلة بالخارجية الروسية وفق «سبوتنيك»: «بالنسبة للمناطق التي عادت إلى روسيا فإن أراضيها والأهم من ذلك الشعب الذي يعيش عليها لا يمكن أن تخضع للمساومة، وقد اتخذوا قرارهم في الاستفتاء وعادوا إلى روسيا».
وأشار بوليشوك إلى أن أساس المفاوضات السلمية بشأن تسوية الأزمة الأوكرانية يجب أن يكون مهمة القضاء على أسبابها الجذرية التي تشمل أسباب توسع حلف شمال الأطلسي «ناتو» وانتهاك الغرب مبدأ عدم تجزئة الأمن وانتهاك كييف لحقوق الإنسان والحريات، إضافة إلى حقوق الأقليات القومية والمواطنين الناطقين بالروسية.
سيرياهوم نيوز١_الوطن