محمود الصالح _عبير محمود –يوسف بدور
دعت وزارة الصحة و«مجموعة قطاع التغذية في سورية» التي تضم عدداً من المنظمات الدولية العاملة في القطاع الإنساني إلى تقديم المزيد من الرعاية والحماية للأطفال والنساء، ولاسيما الحوامل، في إطار الاستجابة الطارئة للوافدين من لبنان إلى سورية.
وأكدت الصحة ومجموعة قطاع التغذية في بيان مشترك صدر أمس تحت عنوان «حماية تغذية الأمهات والرضع وصغار الأطفال أثناء الاستجابة للوافدين من لبنان» أهمية المساعدة في تأمين إجراءات فورية ومنسقة من مختلف القطاعات بشأن تغذية الرضع وصغار الأطفال، لدعم وتوفير الرعاية والغذاء المناسب لهم لما له من دور أساسي في نموهم وتطورهم على المدى الطويل وعلى تحصيلهم التعليمي.
وأكد البيان واجب جميع الشركاء في قطاع رعاية الأطفال والنساء في تعزيز الوصول إلى الغذاء والمأوى من خلال الدعم المنسق مع الأطراف المعنية، وضرورة إدراج النساء والأطفال ضمن الفئات الضعيفة في جميع شبكات الأمان الاجتماعي الوطنية، وتقديم الدعم النقدي المباشر للسكان الذين يصعب الوصول إليهم والمتضررين.
ولفت البيان إلى أولوية الوصول إلى الأمهات في مجال تأمين المواد غير الغذائية من السكن الملائم، والملبس، والماء، والحماية، والدعم النفسي الاجتماعي، والتدخلات الأخرى لتلبية احتياجاتهن الأساسية، مع توفير مساحات آمنة ومريحة لهن لإطعام ورعاية أطفالهن في أماكن الإيواء والاستقبال المخصصة وضمن الخدمات الأخرى المقدمة في سورية.
وأشار البيان إلى المسؤولية الجماعية لوزارة الصحة في سورية، وجميع شركاء مجموعة التغذية والقطاعات الأخرى في تعزيز الممارسات المثلى للتغذية الطبيعية، ووجوب أن يتلقى العاملون في مجال الاستجابة الإنسانية التدريب المناسب لمساعدة الأمهات في التغلب على أي تحديات قد يواجهنها.
الفرق الطبية موجودة على الحدود
وكشفت مديرة الرعاية الصحية الأولية في وزارة الصحة رزان طرابيشي عن تقديم 65192 خدمة صحية للوافدين إلى سورية من لبنان، مشيرة إلى أن عدد المراجعين تجاوز 31139 مراجعاً منهم 20712 مراجعاً في المعابر الحدودية و10427 مراجعاً في مراكز الايواء. وفي تصريح لـ«الوطن» بينت مديرة الرعاية الصحية أن عدد الأطفال الذين تلقوا اللقاح بلغ 5894 طفلاً، منهم 5078 طفلاً تلقوا اللقاح في المعابر الحدودية و816 طفلاً تلقوه في مراكز الايواء، فيما تم إعطاء لقاح الكزاز للسيدات في سن الإنجاب لـ183 سيدة، منهن 98 سيدة في المعابر و85 سيدة في مراكز الايواء، وفي الوقت ذاته تلقى خدمة الصحة النفسية 9419 وافداً منهم 762 شخصاً في المعابر و1599 شخصاً في مراكز الايواء.
وأشارت إلى أنه تم تقديم 2361 خدمة لمرضى الأمراض المزمنة، مؤكدة أن الفرق الطبية التابعة لوزارة الصحة موجودة في المعابر الحدودية مع لبنان وتقدم خدماتها للقادمين بشكل مجاني.
وفي الغضون أكد مصدر في إدارة الهجرة والجوازات لـ«الوطن» أنه بلغ عدد الوافدين من لبنان والعائدين السوريين عبر المعابر الحدودية نحو ٤٢٥ ألف وافد، منهم أكثر من 143 ألف وافد لبناني، مشيراً إلى أنه دخل أمس أكثر من 1500 عائد سوري وأكثر من 2600 وافد لبناني حتى ساعة إعداد هذا الخبر.
جهود كبيرة في اللاذقية
جهود كبيرة تقوم بها كل الجهات في محافظة اللاذقية لتقديم كل ما يلزم للعائلات الوافدة من لبنان الشقيق جراء العدوان الصهيوني، سواء للناحية الخدمية أم الإنسانية والغذائية والصحية.
وحسب معلومات «الوطن»، فقد استقبلت مراكز الاستضافة 591 عائلة وافدة تضم 2493 فرداً حتى 20 الشهر الجاري في كل من مركز الشير، مركز شاليهات اتحاد العمال واتحاد الفلاحين في البسيط، مركز شاطئ النخيل، مركز شاليهات نادي الضباط، مركز المدينة الجامعية، ومركز الباسل.
محافظ اللاذقية الدكتور خالد أباظة وخلال جولة له على عدد من مراكز الإقامة للعائلات الوافدة من لبنان إلى المحافظة، أكد الحرص على تقديم كل ما من شأنه توفير الاحتياجات الأساسية والتخفيف عن العائلات الوافدة إلى المحافظة في هذه الظروف.
واطلع أباظة على واقع الخدمات المقدمة للوافدين في مراكز الإقامة، وعملية التدخل التي تتم فيها عبر لجنة الإغاثة الفرعية، والمنظمات والمؤسسات والجمعيات الأهلية والخيرية، واستمع من فريق العمل المكلف بتأمين احتياجات هذه المراكز، عن آلية العمل ودور لجان الإشراف، وإدارة المراكز، والجهات المشاركة في تقديم الدعم ومستلزمات الإقامة وتوفير المواد الإغاثية والرعاية الطبية.
وخلال لقائه عدد من العائلات في مراكز الإقامة استمع أباظة منهم إلى نوعية الخدمات والملاحظات حولها، وبعض المتطلبات الخاصة بكل عائلة، وتم تأمينها بشكل عاجل وفق توجيهات المحافظ.
وحول الخدمات الصحية المقدمة للوافدين من لبنان، أكد عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الصحة والشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة اللاذقية موفق صوفي لـ«الوطن»، أنه تم تخديم 3999 فرداً حتى نهاية الأسبوع الماضي.
وأضاف صوفي: إن إجمالي الخدمات الصحية المقدمة وصل إلى 10412 خدمة، منها 3055 خدمة دعم نفسي واجتماعي، وعلى مستوى الأمراض الداخلية من 15 لـ60 سنة وصلت إلى 2143 خدمة، خدمات صحية للأطفال تحت خمس سنوات ذكور وإناث 495 خدمة، الأطفال الملقحون 159 طفلاً، 18 خدمة لذوي الاحتياجات الخاصة، 146 خدمة صحة إنجابية، معالجة حالات سوء تغذية أطفال ومثلها للسيدات، وفي التثقيف الصحي تم تقديم 3105 خدمات.
وأكد صوفي استمرار تقديم كافة الخدمات الصحية والطبية اللازمة للعائلات الوافدة بالتعاون والتنسيق بين كل الجهات ومديرية الصحة بالمحافظة.
وتؤكد محافظة اللاذقية المتابعة اليومية لعمل كل جهة حول إجراءات تقييم احتياج العائلات وتوفير المستلزمات الضرورية، والوجبات الغذائية، وأخرى تتعلق بالرعاية الصحية والأنشطة المتعلقة بالأطفال ضمن مجالات الدعم النفسي والرعاية والترفيه، للتخفيف عنهم وتقديم كل ما يلزمهم للإقامة بشكل مريح ولائق.
600 طفل حصلوا على اللقاح في حمص
وفي حمص أكد مدير التربية فراس عياش لـ«الوطن» أن مدارس حمص مستمرة باستقبال وتسجيل أبناء الوافدين من الأشقاء اللبنانيين والعائدين السوريين على شكل قبول شرطي بغض النظر عن الثبوتيات على أن تستكمل لاحقاً.
ولفت عياش إلى أنه يتم إجراء سبر للطلاب لتحديد مستوى الطالب والصف المناسب له حسب الفئة العمرية، مشدداً على أنه تتم معاملة الطالب من أبناء الوافدين معاملة الطالب السوري تماماً.
وأشار عياش إلى أن عدد الطلاب من أبناء الوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين الذين التحقوا بمدارس المحافظة في مناطق القصير والقريتين وحديدة وتلكلخ وخربة التين حتى ساعة إعداد الخبر بلغ 3390 طالباً وطالبة منهم 3325 طالباً في مرحلة التعليم الأساسي و65 طالباً في مرحلة التعليم الثانوي، مؤكداً أن العدد يتزايد بشكل يومي وأن مديرية التربية بحمص على استعداد لاستقبال كل الطلاب من أبناء الوافدين والعائدين لإكمال تحصيلهم العلمي.
من جانبه أشار مدير صحة حمص مسلم أتاسي إلى أن كوادر المديرية مستمرة بتقديم الخدمات الصحية من إسعافات أولية وضمادات ورعاية حوامل ولقاحات أطفال على المنافذ الحدودية الثلاثة الدبوسية وجوسيه وجسر قمار للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين، مشيراً إلى أنه تم تقديم خدمة اللقاح لأكثر من 600 طفل من أبناء الوافدين والعائدين حيث تم تلقيح 315 طفلاً على معبر الدبوسية 229 طفلاً على معبر جوسيه 95 طفلاً على معبر جسر قمار، لافتاً إلى أن المديرية تقدم أيضاً خدمة غسيل الكلى للمرضى في مراكز غسيل الكلى التابعة لها.
وأكد مدير الصحة أن كوادر المديرية في حالة جهوزية تامة لتقديم كل الخدمات الطبية والصحية للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين واستقبالهم في المشافي والمراكز الصحية التابعة لها في المحافظة.
وأوضح مدير الشؤون الاجتماعية والعمل بحمص إسماعيل الخليل أن الجمعيات الأهلية في المحافظة مستمرة بمد يد العون وتقديم المساعدات للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين في أماكن إقامتهم بين الأهالي وفي مراكز الايواء، حيث تقوم جمعية كريم بتقديم وجبات الطعام للوافدين المقيمين في مركزي الايواء في بلدة ربلة ومركز الايواء الحكومي في حي القصور ٣ مرات يومياً فيما تقوم جمعية تنظيم الأسرة بتقديم خدمات رعاية الحوامل والصحة النفسية والفحص الطبي للوافدين والعائدين على معبر جوسية وفي ريف مدينة القصير، كما تقوم الجمعية السورية للتنمية بتقديم كيتات نسائية وفحص طبي ونفسي للعائلات المقيمة في مناطق تلدو وتلكلخ والمختارية وكفر عبد .
ولفت الخليل إلى أن جمعية البر للخدمات الاجتماعية قامت بتوزيع فرش وحرامات وأدوات منزلية للوافدين اللبنانيين والعائدين السوريين المقيمين في أحياء دير بعلبة والبياضة والخالدية وبابا عمرو كما تتابع جمعيتي لمسة شفا والخيرية الإسلامية توزيع سلل غذائية وصحية للعائلات الوافدة والعائدة من لبنان.
سيرياهوم نيوز١_الوطن