| ناصر النجار
تقام مباراتان فقط من مباريات الأسبوع الأول من الدوري الكروي الممتاز وتقرر تأجيل ثلاث مباريات حتى تنهي الأندية أوضاعها المالية وتم ترحيل مباريات الفتوة إلى الشهر القادم بسبب مشاركته الآسيوية في بطولة التحدي الآسيوي بنسختها الأولى وهي بديلة عن بطولة الاتحاد الآسيوي ومخصصة لفرق النخب الأخير حسب التصنيف الآسيوي، وللأسف فإن نصيب فرقنا من هذه البطولة بات مقعداً واحداً وهو دليل على تراجعنا على مستوى الدوري والفرق، فكل شيء في الاتحاد الآسيوي له معايير ونقاط تصنيف وسنتحدث بهذا الأمر لاحقاً.
اتحاد الكرة منح الأندية المعاقبة جماهيرياً عفواً فسمح لها بإقامة مبارياتها بجمهور، وهذه المكرمة استفادت منها الوحدة وجبلة والفتوة، وحسب قرار العفو عسى أن ترتدع الجماهير فنحافظ على مستوى حضورها من التشجيع اللائق والتقيد بالأنظمة والقوانين، وهذا ربما لن يحدث!، لأن شخصية ملاعبنا اعتادت الانفعال ومن الصعب خلق جو من الهدوء بين يوم وليلة، ولكن نرجو أن تكون هذه المنحة بمنزلة الفرصة التي تشجع جماهيرنا على التفاعل الكروي بدل شتم الحكم والاعتراض على قراراته.
والمشكلة في ملاعبنا أن الصدام لم يعد مقتصراً على القرار التحكيمي الذي قد لا يروق للبعض، لكنه تحول في بعض الأحيان إلى صدام استفزازي بين بعض الجماهير في بعض المباريات (كمباريات الديربي) ويبدأ هذا الاستفزاز على مواقع التواصل الاجتماعي ويمتد إلى الملاعب.
وفي الحديث عن الحضور الجماهيري فالمتوقع أن ينحسر هذا الموسم عن الموسم الماضي والذي قبله بسبب الكلفة الباهظة لحضور المباريات بعد ارتفاع أسعار المواصلات والتذاكر، والأندية هنا فعليها أن تهيئ سبل المواصلات وفتح أبواب الملعب مجاناً، وبذلك لن تستفيد من عائد المباريات، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن أهلي حلب سيكون محروماً من جمهوره (قسرياً) بقرار خارج عن إرادة اللجنة الأولمبية السورية.
أجواء الدوري كانت هذا الموسم مضطربة بعض الشيء قبل الانطلاق، وهناك أسباب اتحادية وأسباب خاصة بالأندية، لذلك أجّل اتحاد كرة القدم موعد انطلاق الدوري أسبوعاً من الجمعة الماضي إلى الغد، وهذا التأجيل سيكون إما على حساب الراحة بين الذهاب والإياب، أو يمكن أن يتم ضغط بعض المراحل، وتأجيل أسبوع سيكون تحت السيطرة، لكن إذا تكرر التأجيل لأسباب طارئة أو جديدة، فالمشكلة ستكون صعبة، واتحاد الكرة ملزم بإنهاء مسابقاته في الشهر الخامس من كل عام.
الأسباب المباشرة التي ساهمت بتأجيل الدوري ثم تأجيل أربع مباريات هو عدم حصول الأندية على براءة ذمة اتحادية، وعلى براءة ذمة دولية، ما عرقل تسجيل اللاعبين الجدد على برنامج (فيفا كونكت) المربوط مع الاتحاد الدولي، ورغم أن هذا الأمر معروف لدى الأندية مسبقاً وسبق لاتحاد كرة القدم أن حذّر الأندية أكثر من مرة بتعاميم متعددة، إلا أن البعض من الأندية لم يأخذ الموضوع على محمل الجد وظن أن الموسم الجديد كغيره من المواسم سيمر مرور الكرام، لكن للأسف وقعت الفأس بالرأس وبات لزاماً على الأندية أن تصفي أمورها المالية.
السبب غير المباشر كان متعلقاً بصيانة الملاعب التي لم تنته بالوقت المحدد فكان التأجيل ضرورياً وكما علمنا فإن الملاعب باتت جاهزة لانطلاق الدوري.
من أجواء فرقنا قبل انطلاق الدوري نجد أن بعض الأندية أجواؤها مضطربة، وما زالت غير مستقرة بعد شهرين أو ثلاثة من بدء فترة التحضير، حتى إن بعض الفرق لم تصل إلى الجاهزية المفترضة، وما زالت تفسخ هذا العقد أو تأتي بلاعب جديد، والملاحظات هنا كثيرة.
في الملاحظة الأولى أن بعض الفرق تأخرت بتعيين مدربيها كالكرامة وتشرين وجبلة، والمفترض أن يدخل المدرب أولاً على النادي وقبل كل شيء، قد يكون المدرب له رؤية فنية تختلف عن رؤية من تعاقد مع اللاعبين ومع من حضّرهم، لذلك فإن التأخير فتح المجال أمام بعض التغييرات التي قد تكون ضرورية أو لأسباب أخرى وكما نعلم الكرامة صرف ورد السلامة وقيل إنه ينوي العودة إلى الخليج ولاعب الحرية جهاد الغاوي والمدرب المساعد هشام كردغلي، أما تشرين فالوضع أصعب من قرار فني أصدره المدرب الجديد، لأن الهجرة الجماعية للاعبي تشرين توحي بوجود أزمة ما، لم يتم الإعلان عنها، فجابر خطاب ومازن العيس ومحمد قلفاط عادوا إلى حطين وزاهر ميداني عاد إلى العراق، والحارس إبراهيم عالمة غائب عن التدريبات! والإضافة الجديدة كانت بضم المهاجم المخضرم باسل مصطفى وهو أول هداف للدوري الممتاز عندما انطلق موسم 2017- 2018 وكان يلعب لفريق الوحدة.
في جبلة عاد باهوز محمد إلى الكرامة وغادر محمد العجيل إلى الشرطة وجاءه عبد القادر غريب من حطين.
في حطين الأجواء ضبابية، وما دلنا عليها استقالة مدير الفريق محمد حمدوني، والراحلون لاعبان اثنان هما عبد القادر غريب إلى جبلة وزين خديجة إلى الشرطة، وقيل في كواليس الفريق إن بعض الأمور يشوبها الغموض وقد يفكر بعض اللاعبين بالمغادرة!
وأسوأ الأضواع وضع فريق الفتوة الذي تعاقد مع سبعة محترفين من أجل المشاركة الآسيوية.
وتناسى دفاعه عن لقبه فترك فريقه المحلي يلاطم رياح الدوري بلاعبين غير قادرين على الدفاع عن بطولته، لكن تناهى إلى سمعنا أن محاولات إدارة النادي جادة ومستمرة لاسترجاع بعض لاعبي البطولة من أنديتهم الجديدة، وهذا قد يخلق شرخاً بين الأندية، وحالة من الفوضى، وكل ذلك مرهون في الساعات الأخيرة قبل انطلاق الدوري، وكما علمنا أن بعض اللاعبين دخلوا مرحلة المساومة مع ناديهم الجديد على البقاء أو الرحيل إلى نادي الفتوة وهذا كله لا يمت إلى الأخلاق الكروية بصلة!
الفتوة لم يتعظ مما حدث معه في الموسمين الماضيين من حيث التأسيس لكرة مستقبلية قادرة على حمل الفريق في السنوات القادمة واستمراره بالبحث عن المحترفين دون أن تكون لديه الركيزة التي يعتمد عليها من أبناء النادي، وسيبقى على الدوام بحاجة إلى أموال كثيرة ليسد ثغرات الفريق الواضحة في كل الخطوط والمراكز، أما إن اعتمد على خليط من اللاعبين من الرجال المخضرمين وبعض لاعبي الأولمبي والشباب فإنه سيخطو الخطوة الصحيحة الأولى، صحيح أنه لن يقوى على المنافسة لكنه سيحصل على الخير عاجلاً أم آجلاً، المهم أن الفتوة بحاجة إلى أسلوب عمل ومنهج فكري كروي متطور ليبقى على قمة كرة القدم.
الشيء المهم الذي لم تظهر آثاره السلبية بعد قرار اللاعبين الخمسة المحترفين من خارج النادي، والسلبية هنا ليست بالقرار نفسه، إنما بالآلية التي تعاملت بها الأندية مع القرار.
وحسبت الأندية أن هذا القرار قد يتم خرقه واختراقه بطريقة ما، فبالغت بتعاقداتها، وأغلب الأندية صار لها فائض من اللاعبين وستتم الموازنة بين هؤلاء اللاعبين لاختيار خمسة منهم، وهذا سيضع اللاعبين المغادرين في (البطالة) إلا إذا وجدوا مقعداً شاغراً في ناديهم الأصلي، أو إنهم سيبقون على مقاعد الانتظار حتى موعد الميركاتو الشتوي.
من الأجواء المضطربة أيضاً أن تسريبات مؤكدة تشير إلى وجود بعض الأزمات في بعض الأندية ومنها أزمات مالية، فالحسابات المسبقة لم تطابق الواقع وخصوصاً مع الغلاء الفاحش وارتفاع أسعار النقل وغير ذلك.
وأغلب الأندية اليوم ترجو من اتحاد كرة القدم عفواً عن العقوبات المفروضة في المواسم الماضية بعد أن صدرت بعض الإعفاءات الجزئية عن بعض اللاعبين، لتكون العدالة أشمل وسارية على الجميع.
وأخيراً مباراتا هذا الأسبوع، الأولى بين الوثبة وأهلي حلب في حمص على ملعب الباسل يوم الغد والثانية بين الجيش والشرطة يوم السبت على ملعب الجلاء والموعد الساعة الثانية ظهراً.
سيرياهوم نيوز١_الوطن